مع احتدام المنافسة في كأس الدورة الشتوية اليمنية واتجاه الدورة الى خواتيمها، كان التململ يزداد في الكواليس في ملاعب تايلور حيث أصبح شعار بعض الفرق المشاركة “إلعب بالتي هي أحسن”.
هذا هو حال عدد كبير من الاندية المشاركة في الدورة، حيث رضخ معظم مسؤولي الاندية “للأمر الواقع”، الذي أنزل عليهم دون أن يدروا، حيث ان غالبيتهم يلعبون ولسان حالهم يقول “في فمي ماء” فمنهم من واجه هذا “الامر الواقع” بالندية والآخر واجهه بالاعتراض على امور عديدة بدءاً من توزيع مباريات الكأس (أو القرعة) التي كانت مثار اخذ ورد وجدال واسع.
فقد أكد مسؤولو الأندية أنهم لم يُعلموا مع انطلاق الدورة بدور الترتيب في تحديد لقاءات مباريات الكأس، ورغم أنه من البديهي أن يكون الترتيب في مرحلة البطولة أساساً للدور الأول من الكأس، إلا أن تحديد مباريات ربع النهائي يجب أن يخضع لمعايير واضحة: فإما القرعة، أو مبدأ التنافسية، لا أن يكون الطريق مفتوحاً لبطل الدوري، ليلعب مع أضعف المتأهلين من كل مرحلة.
هؤلاء المسؤولون أكدوا أن توزيع الفرق في الدور ربع النهائي (أو القرعة إن اجريت) حدث بغير علمهم و”انه تم ابلاغهم بها فقط دون اي شيء آخر”.
ويرى أحد المسؤولين أن “تسجيل الاعتراض واجب للرقي بالدورة واضفاء الشفافية والتنافس لجذب الجماهير”، ولكن تسجيل الاعتراض جاء دون اللجوء الى تعليق المشاركات أو الانسحابات، أو حتى التهديد بها، لكي لا يؤثر ذلك على جهود المنظمين الذي يعملون لجمع الشمل العربي.
وقد كان للبيان الصادر عن “المؤسسة الرياضية اليمنية الأميركية” الذي رد على ما ورد في زاوية “بروح رياضية” تحت عنوان “قرعة ولكن متقنة!” (“صدى الوطن”-العدد 1309) بأنه تهجم من الكاتب ومحاولة لتشويه السمعة، سبباً آخر لمسؤولي الأندية لإبداء رأيهم في العملية التنظيمية للدورة رغم حرصهم على نجاحها استمراريتها، لتأكيد أن ما ورد في “بروح رياضية” كانت مستنداً على وقائع الكواليس:
من جهته، أكد منيف سعيد مسؤول “السلام” اليمني ان “القرعة” “سايرت فرقا على حساب أخرى وهي ظالمة لعدد كبير من الاندية في حين انها سهلت مهمة آخرين”، ونفى سعيد علمه بالقرعة أو بأن النظام العام للبطولة ينص على آية محددة مسبقاً. أضاف “قوانين البطولة توجب مقابلة المتصدر للاخير من المجموعتين”، لكنه تساءل “ماذا عن الدور ربع النهائي وباقي الادوار؟.” وقال ان القرعة تم ابلاغه بها بأنه عليه مواجهة الفرق التي واجهها ولم يعرف فيها او بكيفية اجرائها.
ومن ناحيته، قال ملهي الحالمي مسؤول نادي “هامترامك يونايتد” “القرعة سايرت فريق “شباب اليمن” رغم اننا سنقابله (الحوار قبل المباراة) ونحن نعرف قدراته، فهذا اجحاف بحقنا، لنأخذ فرصتنا مع باقي الفرق الاقل قوة”. وأضاف الحالمي أن توزيع الفرق “أجري دون أخذ رأينا أو دون أن نحضر اجراءها ولم نعرف كيف تمت وبأية طريقة وما هي الآلية التي تم اعتمادها، وكل ما عرفناه انه تم ابلاغنا بأنه عندنا مباراة في الكأس وطلب منا الاطلاع على الجدول الموجود على “الويب سايت” وقال ان النظام الاساسي في الدورة لم يلحظ كيفية اجراء القرعة في الدور ربع النهائي وما فوق”.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول “سبورتنغ ميشيغن”، جمال الصغير، “لقد تم ابلاغنا بجدول القرعة دون ان يتم ابلاغنا بكيفية اجرائها والنظام الاساسي الموجود لدينا لا يلحظ كيفية جدولة نظام الكأس في حين انه يركز اكثر على بعض الاجراءات التنظيمية كعدد اللاعبين المسموح تسجيلهم ومشاركة حارس المرمى وغيره واستنكر الطريقة التي جرت بها دون اخذ رأي مسؤولي الاندية”. واردف الصغير قائلا “حتى تنجح الدورة يجب اعطاء الفرصة لكل الفرق بطريقة متساوية وليس كما هو حاصل حيث حشرت الفرق القوية في جهة لتصفية بعضها البعض في حين ان “شباب اليمن” وضع في جهة تجعل من وصوله للنهائي مسألة وقت”.
ناصر الجهيم مسؤول “فيوتشر” (من هامترامك) قال “لا يهمنا من نواجه في اي دور لانني على ثقة بأن فريقي اينما وجد سينافس وسيشكل خطرا على كل الفرق. ولكن بنفس الوقت استنكر ما حصل حيث ان ما يسمى بالقرعة قد جنبت فريقاً معيناً وجعلته في طريقه مباشرة الى النهائي، وتركت باقي الفرق القوية تصفي بعضها البعض وهذا ظلم بحد ذاته. وقال “ان المسؤولين عن القرعة قد اجروها دون اعلام المعنيين بالأمر وان المنطق يقول باجتماع كل الفرق المتأهلة الى ربع النهائي وتجري القرعة بحضور الجميع وهذا ما لم يحصل مطلقا”، وقال “اسجل اعتراضي على الذي حصل”.
أما مسؤول فريق “غالاكسي”، علي عون، فقد نفى أن تكون أية قرعة قد حصلت بالاصل، “لأن اصول اجراء القرعة ان يكون كل مندوبي الفرق حاضرين وتجري بحضورهم اقله في الدور ربع النهائي كما هو معتمد في كل انظمة الدورات”. وأكد عون انه لم يكن على علم بشيء سوى انه تم ابلاغه بمبارياته والقرعة الموجودة في الموقع الالكتروني للدورة، ولم يعرف كيف اجريت ولم يتلق اي جواب على تساؤلاته من قبل منظمي الدورة. وختم عون بالقول “يجب ان يتم اجراء القرعة بطريقة تعطي الحق للجميع بفرص متساوية وليست بطريقة التعيين”.
ومن جهته، قال البوسني راشان، مدرب “هامترامك اف سي”، ان نظام البطولة يلحظ اجراءات تنظيمية فقط ولكنه يغفل اجراء القرعة في الكأس و”لا علم لنا بهذه القرعة مطلقا ولم نعرف عنها الا من خلال بعض اللاعبين الذين اطلعوا عليها عن طريق الموقع الالكتروني ما يعني انها ليست قرعة والمفروض على المنظمين ان يبلغونا بتوقيت اجراء القرعة ليحضر الجميع، وتتم بحضورهم وعندها تكون المسؤولية مشتركة.. وهذا ما لم يحصل”.
Leave a Reply