المنامة – بعد قمع المتظاهرين في شوارع البحرين، وإزالة دوّار اللؤلؤة في وسط المنامة، عل “الثورة البحرينية” تُمحى من الذاكرة، عملت السلطات البحرينية مع دول الخليج المجاورة الى اعتماد خطاب مذهبي لتحمي عروشها، غير آبهة بآثار التجييش وانعكاساته على المنطقة.
فقد دانت البحرين بشدة تصريحات للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي قالت انه “يمثل منظمة ارهابية”، وحملت الحكومة اللبنانية تداعيات تلك التصريحات التي انتقد فيها نصرالله تعامل السلطات البحرينية مع التظاهرات، كما هاجمت الجمهورية الإيرانية.
واعلنت هيئة شؤون الطيران المدني في البحرين بعد ذلك وقف جميع رحلات شركتي طيران الخليج وطيران البحرين من والى لبنان.
وشهدت البحرين حركة احتجاجية بقيادة الغالبية الشيعية للمطالبة بالاصلاح السياسي. واقامت هذه الحركة اعتصاما لمدة شهر في المنامة انهته السلطات بالقوة، بعد يومين من وصول قوات خليجية الى المملكة التي تحكمها عائلة سنية.
وأدت الاحتجاجات التي استمرت أسابيع في البحرين إلى تعميق الانقسامات المذهبية في البلاد ودول الخليج حتى لم يعد كثيرون يتوقعون التوصل إلى حل سياسي في وقت قريب رغم كل الدعوات المطالبة بالحوار.
ولم يجتمع زعماء المعارضة مع فريق ولي العهد سوى مرة واحدة منذ الدعوة لإجراء محادثات الشهر الماضي، علماً أن ما لا يقل عن سبعة قياديين في المعارضة تم اعتقالهم.
وبعد السعودية والإمارات، انضمت الكويت إلى “درع الجزيرة” بإرسالها قطعاً بحرية، لتحسم بذلك الجدل الداخلي الدائر حول التورط في أزمة البحرين.
وقرّرت الكويت، الانضمام إلى “درع الجزيرة” في البحرين عبر إرسال قوة بحرية، وذلك عقب إعلان الملك حمد بن عيسى آل خليفة إحباط مخطط استهدف البلاد والجوار الخليجي وعُمل عليه منذ 30 عاماً، فيما أكّدت المعارضة أنها لن تذهب إلى الحوار ما دام “المسدس موجهاً إلى رأسها”.
ومع سيطرة الجيش على البلاد الآن تجاهد الأصوات المعتدلة لتجد من يسمعها. ويقول محللون إن الافتقار إلى الثقة بين الأسرة الحاكمة السنية والأغلبية الشيعية تتعمق بشدة واصبح الامر يتطلب مبادرات كبيرة من أجل وضع أسس الإصلاح.
وفي المعركة المتعلقة بكيفية التعامل مع الأزمة في البحرين فاز المتشددون من معسكري الأسرة الحاكمة والمعارضة على السواء. فقد خسرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أكبر تكتل شيعي معارض في البلاد وحلفاؤها الستة، وكلها تطالب بملكية دستورية، لصالح التيار الداعي للإطاحة بالملكية.
وخوفا من أن يرى الناخبون الذين غضبوا لمقتل محتجين إعتدالها ضعفا أعدت الجمعية قائمة بمطالب تريد تنفيذها قبل الدخول في حوار مع ولي العهد. وتشمل القائمة تشكيل مجلس منتخب لاعادة صياغة الدستور وتشكيل حكومة جديدة لا تهيمن عليها الأسرة الحاكمة. وطالب المحتجون بإقالة رئيس الوزراء الذي يتولى المنصب منذ 40 عاما والذي يتهمه المنشقون بالفساد.
إبعاد اللبنانيين
وذكرت صحيفة “السياسة” الكويتية الخميس الماضي ان دول مجلس التعاون الخليجي “تتجه لابعاد” لبنانيين شيعة “مرتبطين بـ”حزب الله” والحرس الثوري الايراني”.
ونقلت الصحيفة عن “مصادر دبلوماسية عربية في لندن” قولها ان الدول الخليجية تتجه الى اتخاذ قرار جماعي بابعاد كل اللبنانيين الشيعة الذين لهم علاقة بـ”حزب الله” والحرس الثوري الايراني في مدة لا تتجاوز منتصف نيسان”.
ونقلت الصحيفة عن “مسؤولين كبار في المنامة” قولهم “لن يبقى شيعي لبناني مرتبط او مشكوك فيه بـ”حزب الله” والحرس الثوري” في دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية، البحرين، الامارات العربية المتحدة، الكويت، قطر وعمان).
وتابعت المصادر ان “المنامة تستعد لابعاد حوالي 90 شيعيا لبنانيا، معظمهم اعتقل خلال الاحداث الاخيرة، فيما تجري السلطات البحرينية جردة نهائية لعدد اللبنانيين الشيعة المقيمين على اراضيها (…) تمهيدا لابعادهم نهائيا”.
Leave a Reply