ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أقدم القس الأميركي المتعصب تيري جونز على إحراق نسخة من القرآن الكريم أمام كنيسته في فلوريدا السبوع الماضي، في خطوة تنسجم مع تهديداته المتواصلة بحرق نسخ الكتاب المقدس لمليار ونصف مليار مسلم في العالم، فيما يبدو أنه خضوع لإغراء الظهور الإعلامي وجلب الموال لكنيسته المغمورة التي تتبعها رعية متواضعة العدد، فضلا عن استغلاله من قبل جهات متطرفة معادية للمسلمين في الولايات المتحدة.
لكن “جديد” تيري جونز هذه المرة لم يقتصر على احراق نسخة من القرآن الكريم بل تعداه الى اعلان تصميمه على “زيارة” مدينة ديربورن معقل العرب والمسلمين البارز في ولاية ميشيغن و”الاحتجاج” أمام المركز الاسلامي فيها الذي يعد الأكبر في الولايات المتحدة.
وينوي جونز القدوم الى ديربورن، حسبما أبلغ وسائل الإعلام في 22 نيسان القادم من أجل الاحتجاج على “الجهاد” على حد تعبيره ولاستعادة مدينة ديربورن من حكم “الشريعة” كما يتوهم.
وحصلت “صدى الوطن” على معلومات من مصادر موثوقة أن إحدى ميليشيات ميشيغن الشمالية هي من وجهت الدعوة الى جونز وتشرف على أنشطة زيارته العدائية للدين الإسلامي.
وقالت ناطقة باسم جونز إنه يخطط للاحتجاج خارج المركز الاسلامي في مدينة ديربورن، ضد ما أسمته “الاسلام الراديكالي”.
وأحدثت خطة جونز في القدوم الى ديربورن استفزازاً لمشاعر السكان المسلمين فيها الذين يشكلون أكثر من ثلث سكانها، تمثل بردود الأفعال المستنكرة لهذه الزيارة.
وقال ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني في حديث تلفزيوني أجرته معه القناة السابعة في ديترويت “إنه من الصعب تجاهل أمر مثل هذا وإنه تحد أن يصار تغطيته وإبقائه في الإطار الملائم”. وأضاف سبلاني “إن المركز الاسلامي في أميركا ظل يحتضن أنشطة التفاعل والحوار بين أتباع الديانات السماوية وقد شهدت قاعات المركز احتجاجات تضامنية ضد الهجمات على المسيحيين وتفجير كنائسهم في بغداد وفي مصر وعبر المسلمون خلال هذه الوقفات عن تضامنهم مع اخوتهم المسيحيين في تلك البلاد. وهم وقفوا مع الثورات في بلدانهم العربية من أجل الديموقراطية والتغيير”.
ويمتنع المسؤولون في المركز الاسلامي عن التعليق على هذا الخبر في “محاولة لتجنب إعطاء الشرعية لجونز أو إعطائه الاهتمام الذي يرى بأنه يستحقه”.
وأوضح سبلاني في حديثه التلفزيوني أن الجالية العربية والمسلمة تنوي الرد على زيارة جونز عبر مكافحة الكراهية بالحب وإضاءة الشموع التي سيحضرها مسؤولون منتخبون وقساوسة وحاخامات الى جانب أئمة المساجد.
وأجرى عميد النواب الأميركيين جون دنغل اتصالا بـ “صدى الوطن” أبلغها فيه أنه سيبعث برسالة الى جونز يبلغه فيها أنه غير مرحب به في ديربورن المدينة الفخورة بتنوعها.
وسيكون رئيس بلدية ديربورن من بين من سيحضرون فعالية إضاءة الشموع والمؤتمر الصحفي الذي ستعقده فعاليات مسلمة وعربية أميركية لمناقشة رد ملائم على زيارة جونز.
وقال القس تشارلز وليام الثالث من كنيسة الملك سليمان المعمدانية في ديترويت “إننا ننبعث برسالة إليه (جونز) نبلغه أننا لا نريده هنا في ديترويت ولا نريد خطاب الكراهية الذي يطلقه”.
وكان جونز قد أقدم الأسبوع الماضي على احراق نسخة من القرآن الكريم في كنيسة صغيرة في فلوريدا بعدما اعتبر ان المصحف “مسؤول” عند عدة جرائم.
وقام القس واين ساب باحراق نسخة عن القرآن تحت اشراف تيري جونز الذي اثار في ايلول (سبتمبر) الماضي موجة من الادانات بشأن خطته لاحراق كومة من نسخ القرآن في ذكرى هجمات “١١ ايلول”.
وقال المنظمون ان ما حدث الاحد الماضي كان “محاكمة” للقرآن اعتبر فيها كتاب المسلمين المقدس “مذنباً” و”تم اعدامه”.
وقد استمرت مداولات “هيئة المحلفين” حوالى ثماني دقائق وضعت بعدها نسخة القرآن التي كانت قد نقعت بالوقود لمدة ساعة، على طبق حديدي في وسط الكنيسة واشعل فيها ساب النار. واحترق القرآن لمدة عشر دقائق فيما التقط بعض الحضور الصور.
وكان جونز اثار موجة من الاحتجاجات والادانات من الكثير من الاطراف بينهم الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس بسبب خطته لاحراق المصحف الكريم في ايلول الماضي. ولم ينفذ خطته هذه في نهاية المطاف وتعهد عدم القيام بها ابدا.
الا انه قال انه اراد هذه المرة “ان يعطي العالم الاسلامي فرصة للدفاع عن كتابه” ولكنه لم يحصل على اي جواب. واوضح انه يعتبر ان لا محاكمة فعلية من دون عقاب فعلي. وكان الحدث مفتوحا امام الجمهور الا ان اقل من ثلاثين شخصا تواجدوا في الكنيسة.
وتتمحور الحياة في مدينة غاينزفيل الهادئة على جامعة فلوريدا. وقد شهدت المدينة احتجاجات عامة حول ما كان جونز ينوي القيام به في ذكرى “11 ايلول” الا انه تم تجاهل ما حدث الاحد الماضي بشكل كبير. واعربت جادويغا شاتز التي اتت لدعم جونز عن قلقها من توسع الاسلام في اوروبا. واوضحت “هؤلاء الاشخاص هم وحوش بالنسبة لي وأنا أكرههم”. واعتبر جونز ان ما حدث كان “ناجحا”، موضحا “انها تجربة فريدة في حياة الانسان”.
Leave a Reply