ديربورن – خاص “صدى الوطن”
رغم أن هناك شبه إجماع بين الخبراء الاقتصاديين على أن الركود في الولايات المتحدة قد وصل الى خواتيمه، إلا أن ذلك لم يمنع التوقعات بزيادة تصل الى الذروة في عدد المنازل المصادرة في عدة ولايات، من بينها ميشيغن.
وتعتبر مدينتا ديربورن وديربورن هايتس مرشحتين لذلك خلال سنة أو اثنتين.
وبحسب المستشارة في مقاطعة وين جميلة حجي، والتي ترأس برنامج مكافحة المصادرة في المقاطعة، فإن ديربورن وديربورن هايتس ضربتا بشدة، جراء مصادرة المنازل فيهما. فقد شهدت ديربورن خلال الشهور التسعة الاولى من 2010 مصادرة 735 منزلا، في مقابل 475 في ديربورن هايتس، وفق احصائيات مجلس الحكومات في جنوب شرق ميشيغن (سيمكو)، وهذه ارقام تمثل مصادرة منزل من كل 27 في كلتا المدينتين، وهي خامس اعلى نسبة من بين 40 مدينة في مقاطعة وين.
وكانت مقاطعة وين احتلت عام 2007 اعلى مرتبة في عدد المنازل المصادرة فيها على المستوى الوطني، ومنذ تلك السنة ارتفعت الارقام بشكل أسوأ، بحسب جميلة حجي. فقد صدور عام 2008 في المقاطعة 27 الف منزل، في مقابل 148 الفا عام 2008 و60 ألف منزل في العام السابق، وقالت حجي “الارقام تتصاعد سنة تلو الاخرى”، وقالت ان الارقام تتعاظم وفق الفترة الفاصلة بين بداية الازمة وخسارة الناس لمنازلهم، وعلى البعض ان ينتظر مزيدا من الارتفاع في معدلات الفائدة على قروضهم المعدلة، لترتفع بذلك دفعاتهم الشهرية.
من جانبه، قال “أبو عامر” وهو ينتظر دوره في أحد المصارف في غرب ديربورن، “ان البعض استخدم سابقا مدخراته أو حساباته التقاعدية أو معاشات البطالة، في دفع اقساطه الشهرية، لكنه الآن يعاني من نضوب هذه الموارد”، وأضاف “أنا من بين هؤلاء.. ولا أعرف الى متى يمكنني الصمود”.
وأكدت جميلة حجي ان مشكلة الحبس العقاري ربما تستغرق سنة من الآن حتى يصل لهيبها الى المجتمع برمته “فكل منزل مصادر يؤدي الى هبوط اسعار المنازل بواقع 1,4 بالمئة في الجوار في محيط عشر بلوكات”،
وقالت ان ديربورن بدأت في وصول ازمة مصادرة المنازل فيها الى الذروة، “فهذه المدينة على عكس مدن كثيرة اخرى، يعتمد اقتصادها على توفر السيولة المباشرة، من خلال الاعمال الصغيرة، وبذلك تكون عملية مصادرة المنازل فيها بطيئة. ولكنها لاحقا ستضرب بشدة، كون سكانها يفتقدون لمستندات ورقية تثبت دخولهم، ليقدموها للبنوك لاعادة جدولة قروضهم العقارية”.
وقالت شيماء، وهي عراقية أميركية، لـ”صدى الوطن” “أرجو أن تكون الأخبار عن إمكانية تحسن الوضع الاقتصادي في منطقة ديترويت حقيقية، لكني أخشى أن تكون مجرد دعايات وتذهب دفعات الأقساط الشهرية، التي أناضل لأجلها، هباء..”. وأضافت “أنا أحرم أطفالي، وكل ما أريده أن يرتفع سعر منزلي لأتمكن من بيعه دون أن يتأثر الكرديت (السجل الإئتماني)، ففي رقبتي مستقبل أطفالي”.
ازدحام في قاعات المحكمة
ويقول القاضي وليام هالتغرين في محكمة ديربورن، انه شهد الفرق بين اوائل التسعينات من القرن الماضي وبين ما يحصل الان، في تلك الاثناء كان ينظر هالتغرين بخمس عمليات مصادرة للمنازل سنوياً، أما اليوم فهو يشهد ما بين 20 و25 عملية اخلاء ومصادرة اسبوعياً. ويقول القاضي في هذا الصدد “انه شيء محزن” وقال انه احزنه كثيراً اخلاء عائلات من منازلها في 28 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، فترة اعياد الميلاد ورأس السنة، “حينها رأىت بنفسي كما لو أنني سكرودج”. وهو شخصية تسعى للربح وجمع المال فوق كل اعتبار في احدى روايات الكاتب الانكليزي المشهور في القرن 19 تشارلز ديكنز.
والجدير بالذكر أن سجلات المحكمة لا تفرق بين اخلاء المستأجرين واخلاء اصحاب المنازل بعد المصادرة. ولكن السجلات على اية حال تشير الى تصاعد كبير خلال السنوات الماضية، ففي العام 2003 تم اخلاء 957 منزلا في ديربورن، في مقابل 1534 عام 2008 والى 1470 العام الماضي، مؤكدة ان عمليات الاخلاء تمت في كافة ارجاء المدينة.
Leave a Reply