واشنطن – خاص “صدى الوطن”
مع استمرار حالة الطوارئ، تحت مسمى ”السلامة الوطنية”، في البحرين وغياب بوادر حلحلة للأزمة التي يعيشها شعب هذه المملكة الخليجية في ظل تواجد جيوش دول “مجلس التعاون” وصعوبة انطلاق حوار يؤسس لصلح بين الحكم والشعب، خاصة بعد عملية القمع الدموية التي شهدتها الثورة الشعبية، يزداد الوضع تأزماً مع اتباع النظام عملية ملاحقة واضطهاد المعارضين.
فقد كشفت شاهدة عيان بحرينية أميركية لـ”صدى الوطن”، بعض الممارسات القمعية و”البربرية” التي يتعرض لها المتظاهرون من قبل أنصار النظام الحاكم، منذ اندلاع الاحتجاجات.
ورفضت شاهدة العيان التي عادت مؤخراً الى الولايات المتحدة الكشف عن اسمها لأسباب تتعلق بأمن وسلامة بعض أفراد عائلتها الذين مازالوا يقيمون في البحرين، حيث قالت أنه يتم ملاحقة كل من يتحدث إلى وسائل الإعلام وإيذائه. ونقلت الشاهدة أن طبيباً بحرينيا اختفى بعد ظهوره على شاشة الـ”سي أن أن” متحدثاً عن بلطجيين يناصرون النظام يحملون أسلحة ويرهبون المدنيين. وأن ممرضة في الـ52 من عمرها أطلق عليها النار من قبل مجهولين وهي عائدة إلى بيتها، ولم يُعرف الدافع وراء ذلك.
وقالت الشاهدة أن 26 مدنياً بحرينيا قد اختفوا بظروف غامضة ولا أثر لهم، وأن أنصار النظام الذين يعرفون بالبلطجية يداهمون البيوت ليلا ويخطفون الناشطين والمشاركين في المظاهرات. وأضافت أن هؤلاء البلطجية، الذين يرتدون الأقنعة ويحملون الأسلحة، “يقومون بتنفيس عجلات السيارات بشكل عشوائي بقصد منع الناس من الانضمام إلى مواقع التجمعات”، كما أنهم يقومون بالاعتداء على الأطباء والممرضات الذين يقدمون على إسعاف الجرحى الذين يتم نقلهم الى المستشفيات، بقصد الترويع وإخافة الناس من الانضمام الى المحتجين.
وأكدت شاهدة العيان أن المنطقة التي يقع فيها المستشفى “أصبحت منطقة خطرة، سواء على الجرحى الذين يتم إسعافهم، أو على المرضى العاديين، كون المستشفيات تتعرض للاعتداء من قبل المناصرين للنظام الحاكم في البحرين، ولذلك فإن المصابين يتفادون الذهاب الى المستشفيات، وكذلك المرضى، ويفضلون بدل ذلك، تلقي العلاج في البيوت”.
وبحسب الشاهدة، فإن طواقم الإسعاف تخضع لمراقبة رجال الشرطة الذين يدققون في الحالات الإسعافية، ويستكشفون نوعية الإصابات، فيما إذا كانت ناجمة عن المظاهرات أم لا.
وأضافت “إن رئيس نقابة المعلمين ونقابيين آخرين قد تمت مهاجمتهم أثناء احتجاجهم السلمي على ممارسات السلطات، وأن 23 بحرينيا قتلوا، و206 تم اعتقالهم لمجرد مطالبتهم بحقوقهم الديمقراطية الأولية”.
وقالت شاهدة العيان إنها شعرت بالخوف الكبير خلال حضورها لجنازة، ولكن امتلكت الشجاعة لرؤيتها الكثير من الناس مصرين على تحصيل حقوقهم، “رغم وجود العدد الكبير من القوات العسكرية، ومن بينها قوات سعودية”.
واستنكرت الشاهدة التعتيم الاعلامي على الثورة البحرينية، ودعاوى الحكومة بأن المظاهرات يؤججها عملاء إيرانيون، على الرغم من عدم وجود أية أدلة على ذلك. وأبدت أسفها لأن التلفزيون الوطني يصف خلال البرامج الحوارية المتظاهرين بالخونة، في الوقت الذي تحظى فيه الأحداث في سوريا وليبيا واليمن بتغطية مكثفة من الاعلام العربي على عكس البحرين، وقالت “هذا لا يعني إن مطالبتنا للديمقراطية وبحكومة جيدة يمكن تجاهله. نحن نريد تجميد ممتلكات العائلة الملكية”.
وقالت إن الاحتجاجات ضد الحكومة اندلعت منذ شهر آب (أغسطس) من العام الماضي وانتشرت في الأطراف، وفي شهر شباط (فبراير) انتقلت إلى المدن، وإلى الطبقة الوسطى، وأضافت: “إن الحكومة مرعوبة من الاحتجاجات في العاصمة من أبناء الطبقة الوسطى، فهذه الاحتجاجات لا تخص فقط الطبقات الفقيرة، خاصة أنه لا توجد عندنا مساواة، حيث توجد أقلية تتمتع بثراء فاحش”.
ونقلت شاهدة العيان أنه تم توقيفها عند عدة نقاط تفتيش وهي في طريقها إلى المطار للتوجه الى الولايات المتحدة، وأنه من المخيف التعرض للتفتيش والتدقيق من قبل جنود يصوبون بنادقهم عليك”.
لا وساطة
قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة الأسبوع ان الحديث عن توسط الكويت لحل الازمة السياسية في البحرين “غير صحيح اطلاقا” في رد فعل قالت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية (أكبر جماعة معارضة) انه لا يبشر بحل للأزمة. وكانت الجمعية قالت الاحد الماضي انها قبلت عرضا قدمه أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح للتوسط بين أسرة ال خليفة السنية الحاكمة في البحرين وجماعات المعارضة الشيعية.
Leave a Reply