خاص “صدى الوطن”، وكالات
استمرت التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح في عدة مدن يمنية خلال الأسبوع الماضي رغم تمسك الأخير بأحقيته بالبقاء في السلطة في ظل تحرك خليجي يسعى لمنع انزلاق اليمن الى المجهول وتحوله الى أرضية تهدد أمن السعودية وبالتالي سائر دول الخليج.
ورغم عمليات القمع والقتل التي ينتهجها النظام والتي تساهم في إفقاده ما تبقى من شعبيته، ورغم الإنشقاقات العسكرية والقبلية والسياسية والدبلوماسية عن النظام لا يزال الرئيس صالح يراهن على إمكانية استمراره بالحكم مدعوماً بما تبقى من دعم قبلي في الداخل تمثل بتظاهرات حاشدة انحصرت في “ميدان السبعين” في صنعاء، ودعم خليجي-أميركي بدأ بدوره في التضعضع مع صمود الشارع اليمني وإصراره على مطالبه متحدياً القمع الوحشي.
وكان واضحاً من خلال تطورات الأسبوع الماضي تراجع الدعم الخليجي، الذي راهن في الفترة السابقة على قدرة صالح باحتواء الثورة، فالتزم الصمت رغم حساسية الوضع اليمني وانعكاساته على دول المنطقة.
وترجم التراجع الخليجي في دعم الرئيس صالح بمبادرتين. الأولى، كانت تدعو الى الحوار بين النظام والمعارضة لكنها جوبهت برفض واضح من الشارع اليمني الذي اشترط تنحي الرئيس قبل البدء بأي حوار، فكان له ما أراد، وجاءت المبادرة الثانية عن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الخميس الماضي الذي قال إن “دول مجلس التعاون أرسلت إلى صالح والمعارضة نسخة من مبادرة خليجية لحل الأزمة في اليمن”.
وتعرض المبادرة في أهم بنودها تنحي الرئيس لصالح نائبه عبدربه هادي منصور، وتقديم ضمانات للرئيس وعائلته ونظامه، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد دعوة ممثلين عن الحكومة اليمنية والمعارضة إلى محادثات في الرياض.
ورغم أن المبادرة الخليجية الثانية حظيت بترحيب قبلي أبرزه من شيخ مشايخ قبيلة حاشد حسين الأحمر وإمكانية قبوله من المعارضة والرئيس صالح. إلا أن شباب الثورة اليمنية أبدوا تردداً واضحاً في الموافقة على المبادرة (حتى صدور هذا العدد). ويرجح المراقبون فشل هذه المبادرة، بحال رفضها من قبل شباب الثورة، خاصة بعد أن تصاعد التوتر في اليمن إثر استمرار عمليات القتل الوحشي للمتظاهرين ومحاولة اغتيال اللواء علي محسن الأحمر الثلاثاء الماضي.
وقال محسن، وهو أحد أبرز قادة الجيش اليمني الملتحقين بالمعارضة، إن محاولة الاغتيال من تدبير علي عبد الله صالح. وأوضح اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة الشمالية الغربية العسكرية في اليمن، أن محاولة اغتياله تمت بعلم قيادات في الرئاسة اليمنية وبعض المشايخ والحزب الحاكم.
كما إن شلالات الدم وحملات الاعتقال اليومية في شوارع ومدن اليمن ستكون عثرة أمام التزام اليمنيين بضمانات للرئيس وعائلته وأركان نظامه.
فمدينة تعز التي كانت مسرحاً لأكبر مجازر الأسبوع الماضي (إضافة الى صنعاء والحديدة) شهدت تحرك مئات الآلاف احتجاجا على المجازر التي ارتكبت بحق المتظاهرين سلميا في الأيام الماضية من قبل قوات الأمن والحرس الجمهوري وبلطجية الحزب الحاكم حيث تم استخدام الرصاص الحي والغاز السام والقنابل الدخانية لقمع التظاهرات.
وقال شهود إن الحرس الجمهوري دفع بتعزيزات عسكرية إلى مدينة تعز، التي تعتبر عرين الثورة، وشدد الإجراءات الأمنية حول قصر الرئاسة والمقار الحكومية فيها. كما شهدت مدينة تعز إضرابا شاملا، اعتبره المعارضون مقدمة لعصيان مدني، شمل معظم المؤسسات والمحلات التجارية، استجابة للدعوة التي أطلقها الثوار في ساحة الحرية وسط المدينة.
وفي مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن تظاهر المئات من النساء مطالبات برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح، ونددن بحوادث القتل والاعتداءات على المعتصمين في مدينتي تعز والحديدة.
وفي عدن جنوبي اليمن، أطلقت قوات الأمن اليمني الرصاص والغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين من طلاب جامعة عدن في مدينة خور مكسر. ولكن الطلبة المتظاهرين ردوا بإغلاق الطرق واتهموا النظام بارتكاب مجازر ضد المتظاهرين في صنعاء وتعز والحديدة، ودعوا إلى محاكمة النظام والمسؤولين عن تلك الأحداث
Leave a Reply