ديربورن – خاص “صدى الوطن”
لسنوات طويلة ظلت بلدية مدينة ديربورن إحدى الرعاة والداعمين الأساسيين لعدد من المناسبات الخاصة، مقدمة الخدمات العامة بلا مقابل، باسم المصلحة المجتمعية.
لكن مع مواجهة المدينة لعجز مالي غير مسبوق منذ فترة الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي، فان هذا “السخاء البلدي” صار جزءا من التاريخ.
ويقول رئيس البلدية جاك أورايلي “إن هذا الأمر (الانفاق) كان سائدا لسنين طويلة ولم تكن ثمة حاجة لمراجعته لأن الأموال كانت متوفرة. لكن من الواضح أن الأمور أصبحت الآن مختلفة تماما ونحن بحاجة لترشيد إنفاقنا”.
وكانت بلدية المدينة تتبع سياسة رعاية المناسبات الخاصة دون مقابل للخدمات التي تقدمها، ويقدر عدد هذه المناسبات بنحو مئة سنويا، كانت البلدية تقدم خدمات لأكثر من ثلثيها بلا مقابل.
وكانت بلدية المدينة تعلل إعفاءها لهذه المناسبات الخاصة من أية رسوم بالأنشطة الاقتصادية والتجارية التي تجلبها المدينة.
وفي أحد اجتماعات المجلس البلدي، في أيار (مايو) من العام الماضي، على سبيل المثال أدرجت مناسبتان على أجندة البحث هما: المهرجان العربي الأميركي وسباق “موتور سيتي” لسيارات الكورفيت. واتخذ المجلس قرارات بدعمها عبر الاجراءات اللوجستية الداعمة التي تتضمن، فيما تتضمن، إغلاق شوارع ووضع حواجز وتواجد لعناصر الشرطة، غير أن مهرجان سباق السيارات وحده كان على القائمين به تسديد رسوم النفقات المترتبة، نظرا لأن شركة ليس ستانفورد الراعية للسباق هي كيان ربحي، فيما غرفة التجارة العربية الأميركية الراعية للمهرجان العربي هي منظمة غير ربحية.
ويقول أورايلي إن احتواء كلفة “مهرجان العودة” والشفافية هما مسألتان يريد أن يرفعهما بصورة كبيرة.
ولهذه الغاية تنوي بلدية المدينة الشروع بتحضير تقرير سنوي يتضمن حجم الأموال التي تنفقها البلدية وعدد الباعة المنخرطين في هذا النوع من المناسبات الى جانب حجم البطاقات المبيعة للألعاب وغيرها.
وقال أورايلي موجزا السياسة الجديدة المرتبطة بهذه المناسبات: “الربحي يجب أن يدفع لقاء الخدمات المقدمة أمام غير الربحي، فاذا كان محليا فسيظل معفى. وما كان يسري لزمن طويل سوف يتغير”.
والى حدود ما فقد بدأت البلدية بالفعل بتطبيق سياسة تغريم الرسوم لقاء الخدمات. فقد طلبت مؤخرا بيانات عن العوائد التي جناها الباعة في “مهرجان العودة” الذي تدعمه البلدية للسنة الثالثة على التوالي، وذلك بهدف تحديد سعر الخيمة الواحدة في المهرجان.
من جهته قال رئيس المجلس البلدي توم تافلسكي: “لم يعد بإمكاننا تحمل هذه النفقات. فالأعمال الرئيسية في المدينة من رفع النفايات والامن والاطفاء هي عرضة لخطر الاقتطاع، فكيف يمكننا التمتع بترف الانفاق على مناسبات من هذا النوع”.
وتتحمل البلدية سنويا عشرات آلاف الدولارات على صورة خدمات مقدمة لعشرات المناسبات التي ترعاها جهات خاصة.
Leave a Reply