طرابلس – في الوقت الذي بدأت فيه قوة الزعيم الليبي معمر القذافي تضعف، مع فشله في دخول مصراتة واندلاع ما يشبه حرب شوارع في بعض أجزاء العاصمة طرابلس التي تعرضت لحملة قصف جوي، إضافة الى هدوء الجبهة الشرقية، حيث يستمر الثوار بتنظيم صفوفهم، لا يزال المجتمع الدولي “يؤمن” أن الحرب الليبية ستطول في ظل استمرار تباطؤ حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي دخل على خط الأزمة على أساس القضاء على قوات القذافي ومرتزقته الذين نكلوا بالمدنيين، قبل أن يعلن أن هدفه فقط حماية المدنيين وأن “لا حل عسكري للأزمة”.
ومن ناحية القذافي، الذي لم يظهر على الإعلام للتحدث منذ أكثر من أسبوعين، لم تبدر عنه أية إشارات للتخلي عن السلطة وهذا ما أكده نجله سيف الإسلام، رغم التقارير التي تؤكد أن النظام يفقد القدرة على تمويل كتائبه بسبب شح الموارد. أما الاثوار فيتمسكون برفضهم المطلق لأي حوار بعد رفضهم لمبادرة “الاتحاد الإفريقي” مطلع الأسبوع الماضي.
وقد أكدت مجموعة الاتصال حول ليبيا، في الدوحة، على ضرورة رحيل القذافي لبدء عملية سياسية تحل الأزمة في البلاد، لكن لم تحدد آلية لذلك، كما فتحت الابواب أمام دعم الثوار، وهو ما اعتبرته قطر بمثابة إجازة لتسليحهم في إطار الدفاع عن النفس، الأمر الذي أحدث جدلا بين المشاركين، لكن الدول الغربية ميّزت بين “الدعم” و”التسليح”.
وأكد وزراء خارجية مجموعة الاتصال، في الاجتماع التشاوري الأول برئاسة قطر وبريطانيا ومشاركة 21 دولة وممثلين عن الأمم المتحدة والجامعة العربية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج والاتحاد الأفريقي كضيف، في البيان الختامي، أن “مجموعة الاتصال ستقدم الدعم، وتكون نقطة اتصال رئيسية بالنسبة للشعب الليبي، بالإضافة إلى أنها ستنسّق السياسة الدولية، وستكون منبرا لمناقشة الدعم الإنساني لمرحلة ما بعد الصراع”.
ورحب المشاركون، الذين سيعقدون اجتماعهم المقبل في روما خلال الأسبوع الأول من أيار (مايو) المقبل، في دلالة على طول الأزمة الليبية، “بالتقدم المحرز منذ انعقاد مؤتمر لندن (في 29 آذار الماضي) لدعم الشعب الليبي وضمان حمايته، مؤكدين على وحدتهم وحزمهم في تنفيذ قراراتهم وثقتهم بأن القذافي قد فقد كل الشرعية وان عليه ترك الحكم والسماح للشعب الليبي بتحديد مستقبله”.
وفي مؤتمر صحافي منفصل، أكد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أن اجتماع الدوحة لم يقر مسألة تسليح الثوار. وقال “تمويلهم نعم، أما تسليحهم فلا”، فيما أكد وزير الخارجية البلجيكي ستيفن فناكيري ان “القرار الدولي حول ليبيا يتحدث عن حماية الليبيين، لا عن تسليحهم”. وأكد وزير خارجية المانيا غيدو فسترفيلي والامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن انه لن يكون هناك حل عسكري للازمة الليبية. وشدد راسموسن على أن “الأطلسي” ليس بطيئا في التحرك بشأن ليبيا، موضحا “نحن حافظنا على وتيرة عمليات سريعة للغاية. عملياتنا ستنتهي حينما لا يكون هناك تهديد للمدنيين على الأرض”.
وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن استمرار نظام القذافي في اعتداءاته الوحشية يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي يدعو إلى وقف كل الهجمات ضد المدنيين. وأصدرت كلينتون بيانا قالت فيه إن حكومتها تلقت في الأيام القليلة الماضية “تقارير مزعجة عن تجدد الأعمال الوحشية التي تنفذها قوات القذافي”. وأكدت أن واشنطن تعمل على توثيق هذه الأعمال بشكل مناسب، وتضمن بأن تتم محاسبة من ارتكبوا هذه الأعمال “الوحشية” على أفعالهم.
Leave a Reply