بيروت – تصدّر الملف الأمني أخبار لبنان مرة جديدة، وإن من باب السياسة؛ بدءا من “فخ” نُصب لـ”حزب الله” وحركة “أمل” بهدف جرهما الى الصدام مع شارعهما في موضوع “التعدي على املاك الدولة”، الى عودة حزب “التحرير” الى الواجهة في توقيت مريب ليرفع راية العداء للنظام السوري، فظهور الاستونيين المخطوفين في لقطة فيديو ليناشدوا ملك السعودية وسعد الحريري المساعدة في اطلاق سراحهم.
في وقت تشهد ولادة الحكومة اخر “انقباضات” مخاضها، على ان تُعلن التشكيلة بعد عيد الفصح، بحسب ما نقل لـ”صدى الوطن” مصدر مقرب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، علما ان المصدر نفسه شدد على ان العقدة الوحيدة المتبقية حتى الساعة “هي في عملية اخراج تتناسب والأطراف المعنية المطالبة بحقيبة الداخلية”.
وبحسب المعلومات المتوافرة لـ”صدى الوطن”، فمن المتوقع أن يعمد رئيس الحكومة المكلف الى الاسراع في معالجة عدة قضايا معيشية عالقة، ايمانا منه بضرورة التخفيف من تداعيات تأخر ولادة الحكومة، مع التأكيد على أن “جميع الأفرقاء الاقليميين سيدعمون مساعي الاستقرار في المرحلة المقبلة”.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا “ان عيدية الحكومة على الطريق، انما بعد العيد”.
تسليح الجيش
في هذه الأثناء، تكشفت فصول جديدة من الحصار الغربي المضروب على الجيش اللبناني لمنعه من التزود بالأسلحة، بما فيها بنادق القناصة، حرصا على أمن إسرائيل. فقد نقلت صحيفة “معاريف” عن مصادر إسرائيلية تأكيدها أن كلاً من الولايات المتحدة وفرنسا جمدتا صفقات أسلحة إلى لبنان جراء الخشية من سيطرة “حزب الله” على الدولة وانتقال هذه الأسلحة إلى يديه. وأفادت أن بين الأسلحة التي تم تجميد تسليمها إلى لبنان طائرات خفيفة من طراز “سسنا” قادرة على حمل صواريخ موجهة بالرادار، ومروحيات وزوارق دورية وبنادق قناصة، كاشفة عن أن العنصر الأساس في تجميد الصفقة كان الطلب الإسرائيلي الحازم للتجميد.
وأشارت “معاريف” إلى قول مسؤول إسرائيلي كبير إن “الأمر تطلب جهدا كبيرا لإقناع واشنطن في المسألة اللبنانية. لقد أوضحنا لهم أنه في سيناريو يسيطر فيه “حزب الله” على الدولة، فإن بنادق القناصة تشكل خطرا على إسرائيل”. وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي تتخذ قرارا بتجميد صفقات السلاح إلى لبنان، ففرنسا أيضا جمدت صفقة سلاح متقدمة، كان يفترض عبرها تسليم الجيش اللبناني صواريخ “هوت” الموجهة بالليزر وكذلك صواريخ ضد المدرعات.
وخلصت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية تعيد النظر حاليا في صفقات الأسلحة للدول العربية الخليجية وبينها السعودية على خلفية التطورات الأخيرة وعدم استقرار الأنظمة العربية.
سوريا مجدداً في الواجهة
تواصلت ردود الفعل على اتهام السلطات السورية للنائب من تيار المستقبل جمال الجراح بالتورط في الأحداث الأخيرة في سوريا، في مشهد بدا انه لن يمر بسلام ما لم يجد زعماء الأحزاب والقوى على اختلاف مواقفهم من سوريا مساحة مشتركة يحافظون فيها على استقرار البلد بعيدا عن تعقيدات الوضع السوري.
وفي هذا الإطار، دعا رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في تصريح له، “الى التركيز على تحصين وضع لبنان الداخلي وعدم الانجرار الى كل ما من شأنه تعكير الاستقرار عبر انفعالات لا تأخذ في الحسبان نتائجها الوخيمة على كل المستويات”. وأكد “أن حجم المشكلات اللبنانية لا يحتمل إضافات من خلال انزلاقات تعكس أو تتفاعل مع ما يجري في الدول العربية، لأن الارتدادات ستكون سيئة جدا على لبنان وعلى اللبنانيين، خصوصا المقيمين في هذه الدول”. وأضاف: “لقد عبرت بعض القوى السياسية عن تفهمها لهذه المخاوف وترجم هذا التفهم بمواقف ايجابية تعكس المسؤولية الوطنية، وتجلّى ذلك في التأكيد على أهمية إستقرار الوضع في سوريا والدعوات لعدم التدخل في الشأن الداخلي لسوريا أو لأي دولة عربية أخرى، ونحن نشدد على الالتزام بهذه الروحية آملين أن يلاقي المسؤولون السوريون هذه المواقف بالايجابية نفسها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين”.
وفي حين طالب “تيار المستقبل” وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال علي الشامي باستدعاء السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي واستيضاحه تصريحاته حول تدخل بعض الأطراف اللبنانية بما يجري في الأحداث السورية، رد الوزير الشامي ببيان أشار فيه الى أن “موضوع استدعاء السفير السوري لهذا الغرض يستلزم عقد جلسة لمجلس الوزراء، وبالتالي فإن الوزير الشامي يدعو رئيس الحكومة للدعوة الى عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء لمناقشة هذا الأمر واتخاذ الموقف المناسب بشأنه”.
بدوره، عقد قائد الجيش العماد جان قهوجي اجتماعات متلاحقة مع كبار الضباط، في إطار مواكبة المستجدات الداخلية والاقليمية، وهو التقى مجموعة منهم، وناقش معها عناوين وطنية والوضع في سوريا، مؤكدا ان أمن لبنان هو من أمنها والعكس صحيح، وان ما يصيب سوريا يصيب لبنان والعكس صحيح، وبالتالي فإن “الحفاظ على الاستقرار هو من مصلحة البلدين”.
وخرق المشهد السياسي قيام حزب “التحرير” بتنظيم تظاهرة مناهضة للنظام السوري، بعد ان رفع من مستوى مواقفه ضد دمشق بشكل لافت ومثير للريبة.
وبعد تأكيد الداخلية والقوى الامنية على عدم السماح بالتظاهر لأحد سواء مع او ضد سوريا، اطلق االمسؤول الاعلامي لحزب “التحرير” أحمد القصص موقفا متحديا أعلن فيه أن الحزب “لن يوقف تظاهرة يوم الجمعة في طرابلس”، لافتا الى “أننا لن نتوقف عند الحدود السياسية بين الدول”، مشيرا الى أن هناك تسجيلا صوتيا لامنيين يخيرون الحزب بين وقف التظاهرة وإطلاق سراح بعض موقوفي الحزب.
واعتبر القصص أن القرار بمنع التظاهر “ليس ذا خلفية قانونية وإنما سياسية ونحن غير مكترثين به. فإذا حصل صدام فلن يكون من قبلنا”.
الدولة في مواجهة الفقراء
لم تُحسن جميع الأطراف المعنية بقضية التعدي على الأملاك العامة ومخالفا البناء في جنوب لبنان في التعامل مع القضية، ما اسفر عن حدوث مواجهة بين قوى الأمن والمواطنين، الذين لم يجدوا حلولا منطقية لقضيتهم.
وكانت النتيجة الأولية مقتل لبناني يدعى علي ناصر والفلسطيني وسام الطويل واصابة جريحين اخرين خلال مواجهات بين قوى الامن والاهالي أثناء قمع مخالفات بناء في صور. كما سُجل حرق سيارة تابعة لقوى الامن الداخلي، اضافة الى سقوط عدد من الاصابات في صفوف الجيش وقوى الامن.
وفي حين اكتفى بيان مشترك لحركة امل وحزب الله بالدعوة الى دعم جهود الدولة والسلطات المعنية بهذا الملف من دون اقتراح حل سلمي يحفظ كرامة الأهالي،
أكد وزير الداحلية زياد بارود أنه “من الضروري ان تظهر الدولة هيبتها، ونحن لسنا ضد احد من الناس، بل الدولة هي من اجلهم، والدولة هي من اجل الناس التي تبحث عن حقوقها والدولة ايضا لها حقها العام”.
وتساءل: “كيف يتم التعرض بوقاحة على الملك العام؟”، لافتا في هذا السياق، الى ان “ما نريد معرفته هل اللبناني يريد ان يختار الفوضى وهل نرضى بمقولة: مال التاجر يأكل الفاجر؟ وكأن الناس تطالب بعدم تطبيق القانون، ومن لا يريد القانون فليعلن عن ذلك”.
و اذ لفت بارود الى ان المخالفات على صعيد الاملاك العامة في السنوات الثلاث الاخيرة تكاد لا تقارن بما جرى في السنوات قبلها، معتبرا ان القوى السياسية قامت بخطوة مهمة عبر “رفع الغطاء عن المخالفين”.
قمة مسيحية في بكركي
وفي سياق آخر، سجل البطريرك بشارة الراعي انجازا بنجاحه في جمع اقطاب القوى المسيحية على طاولة مستطيلة في بكركي، في خطوة تختصر معالم سياسة الصرح في عهد البطريرك الجديد.
ولئن لم يخرج اللقاء، الذي جمع للمرة الأولى منذ فترة طويلة الجنرال ميشال عون وسمير جعجع وسليمان فرنجية والرئيس امين الجمّيل، بنتائج سياسية مباشرة، فإن نفس اجتماع هؤلاء الأقطاب كان كفيلا بعكس اجواء مريحة، مع التوافق على عقد لقاءات لاحقة ستتناول مختلف القضايا الخلافية.
مع الإشارة الى ان الفاتيكان دعم بقوة جهود البطريرك الراعي في عقد اللقاء الذي وُصف بـ”الايجابي جدا”، بحسب مصادر في بكركي.
وقد أبلغ جعجع المسؤولين المعنيين في “القوات اللبنانية” بوجوب ان يتم التعاطي مع “التيار الوطني الحر” و”تيار المردة” ابتداء من لحظة انتهاء اللقاء الرباعي، بالطريقة ذاتها التي تُعامل بها الأطراف الحليفة والصديقة، مع ما يتطلبه ذلك من وقف للحملات السياسية والسجالات الاعلامية. وبدورها أكدت اوساط “تيار المردة” ان اجواء اللقاء كانت معقولة ومريحة.
في ما قال العماد عون بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح ان الجلسة الرباعية في بكركي “كانت هادئة جدّاً وتضمّنت مواقف وشرحاً وتبادل أفكار لتفادي حرب النّيات بيننا، وقد تكلّمنا بصراحة على الأسباب التي أدّت بكلّ منّا إلى اتّخاذ موقعه الحالي”. وأشار الى “ان هناك أوراقا كنّا قد قدّمناها في السّابق وستتمّ دراستها من جديد لنرى إلى أين قد تؤدّي، لكن الجوّ كان مطمئناً”. ولفت الانتباه الى ان المصافحة حدثت في السابق، والموضوع القائم هو موضوع المصالحة في السياسة، مشددا على ان اللقاء “لم يكن كسراً للجليد، بل بداية لنقاش أو حوار”.
وصدر عن بكركي بيان جاء فيه ان المجتمعين “عرضوا الثوابت المسيحية التي ينطلق منها عملهم السياسي في لبنان والثوابت الوطنية التي يتوحد حولها جميع اللبنانيين، فجاء تبادل الآراء والأفكار بمثابة عرض تمهيدي للأوضاع الحالية السائدة وللتطلعات التي ينشدها اللبنانيون. وكان الاجتماع أخويا ووطنيا بامتياز ساده جو من الصراحة والمسؤولية والمودّة وقد تمّت مقاربة المواضيع المطروحة انطلاقا من التمييز بين ما هو متفق عليه وما هو خاضع للتباينات السياسية المشروعة”.
المخطوفون الاستونيون على “يوتيوب”
نشر خاطفو الاستونيين السبعة تسجيل فيديو على موقع “يوتيوب” من مستخدم thekidnaper2011، يظهر فيه المخطوفون وهم يناشدون مساعدتهم وإنقاذهم.
ويتوجه المخطوفون بالطلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والملكين السعودي عبدالله بن عبد العزيز والأردني عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بطلب تنفيذ مطالب الخاطفين لتحريرهم.
وفي الشريط يتحدث المخطوفون باللغة الانكليزية الواحد تلو الآخر فيقول أولهم: “رجاء افعلوا اي شيء لمساعدتنا في العودة إلى وطننا ورجاء أعطوا الخاطفين ما يطلبونه لنعود إلى عائلاتنا في القريب العاجل”. ويتحدث مخطوف ثان فيقول: “رجاء ساعدونا للعودة إلى وطننا ولنرى عائلاتنا ورجاء افعلوا ما يطلبونه منكم”. ويتوالى المخطوفون الآخرون على طلب المساعدة كل بدوره.
Leave a Reply