حملة احتجاجية ضد تجاوزات “آيس”: محاصرة مدارس واعتقالات غير مبررة
واقتحام منازل بدون إذن قضائي.. ومعاملة مهينة للموقوفين
ديترويت – خاص “صدى الوطن”
شهد الأسبوع الماضي حملة احتجاج واسعة على ممارسات وكالة الهجرة والجمارك (آيس) وتجاوزاتها القائمة على أسس التمييز العنصري، إلا أنه كان مستغرباً غياب المؤسسات العربية المعنية.
وتضمن الأسبوع الماضي تجمعاً احتجاجياً حاشداً في ديربورن، دفع مسؤولي “آيس” الى الاجتماع مع نشطاء حقوقيين في مركز “أكسس” في ديربورن. حيث طالب المجتمعون الوكالة بتوضيحات حيال تجاوزاتها الفاضحة من اقتحام المدارس وتوقيف الأفراد دون مبرر ومداهمة المنازل بدون إذن قضائي إضافة الى المعاملة المهينة للموقوفين. وتعهدت “آيس” بدورها بالنظر بالشكاوى المطروحة والرد في غضون ٣٠ يوماً”.
التجمع الحاشد في ديربورن
فقد أقيم الأسبوع الماضي تجمع احتجاجي على ممارسات “آيس” في مقر نقابة عمال السيارات في مدينة ديربورن بمشاركة حوالي ألف شخص، حيث روى بعض الضحايا “التجاوزات الخطيرة” لعناصر “آيس” بحقهم وما تخللها من خرق لقوانين الوكالة المعلنة بشكل سافر.
أحد هؤلاء، وهو روسي الجنسية، ويدعى إيفان نيكولوف روى كيف عامل عناصر “آيس” والدته أثناء التحقيق معها إثر مداهمة منزلهما واقتيادهما الى السجن الذي قبعا فيه لمدة أربعة أشهر. وقال نيكولوف أمام التجمع، “لقد عرّوا والدتي ليفتشوها، وكانت تبكي وتطلب منهم أن يتوقفوا عن إذلالها، وبدل أن يستجيبوا لاستغاثاتها قال أحدهم لها: اشكري ربك لأننا لم نطلق النار عليك بعد”.
وقال نيكولوف أن جميع الموقوفين يتم معاملتهم بشكل سيء، وأضاف “حتى أن أحد السجّانين كان يقوم بغناء لحن خاص به يقول: بعضهم سود، بعضهم سمر، بعضهم بيض لكن كلهم لي”.
وتابع نيكولوف “عندما طالبت بتحسين ظروف معاملتنا داخل المعتقل اتهمت بمحاولة إشعال أعمال شغب، فتم نقلي الى قسم المجرمين الخطيرين”.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية قامت وكالة “آيس” بتجاوزات خطيرة منها محاصرة مدرستين ابتدائيتين وترويع الطلاب والأهالي، وتنفيذ تحقيقات وعمليات تفتيش بدون مذكرة قضائية، إضافة الى حادثة رفض عناصرها السماح لامرأة حامل بالحصول على أدويتها داخل المعتقل.
من ناحيتها، قالت خوانا خيمينيز، وهي والدة لطفلين يحملان الجنسية الأميركية، وتواجه خطر ترحيلها من الولايات المتحدة أنه تم توقيفها من قبل شرطة مدينة ريفير روج في كانون الثاني (يناير) الماضي، وكبلت يداها بالأصفاد، واقتيدت الى مركز “آيس” حيث تم إيقافها لسبع ساعات. وأضافت خيمينيز “لقد عاملوني بطريقة لا يمكن أن تتصوروها.. ولا أتمناها لأحد”، وتابعت “قالوا لي أنني موقوفة لأنني لست من الولايات المتحدة”.
وتحدثت خلال التجمع عضو “تحالف حقوق المهاجرين في ميشيغن”-فرع واشطناو، مارثا فالديز التي قالت أن “منظمتنا تلقت ٢٥٥ اتصالاً هاتفياً و١٩١ شكوى مكتوبة تحتج على التجاوزات في التوقيف والاعتقال وممارسات “آيس”، وأثمرت هذه التجاوزات عن تفريق ٨٥ طفلاً عن أهلهم، إضافة الى التعديات التي يقوم بها عناصر الشرطة المحلية على حقوق المواطنين”.
وتابعت فالديز بالقول إن “آيس” “مسؤولة عن تفريق آلاف العائلات، وأعداد متزايدة من العائلات التي تفقد أحد معيليها”.
كما تحدث خلال التجمع، الذي غاب عنه العرب رغم ما يتعرضون له من تجاوزات خطيرة، كل من عضو مجلس النواب الأميركي عن إلينوي الديمقراطي لويس غوتيريز، والنائب الديمقراطي عن ديترويت جون كونيورز الذي بعث مؤخراً رسالة احتجاج لوزارة الامن الداخلي المسؤولة عن “آيس”، والنائب الديمقراطي عن ميشيغن هانسن كلارك، إضافة الى أعضاء كونغرس ولاية ميشيغن النواب الديمقراطيين رشيدة طليب (ديترويت) وجورج ديراني (ديربورن)، وهارفي سانتانا (ديترويت) ونائبة رئيس نقابة عمال السيارات وآخرين.
ومن المتوقع أن يعقد النائبان كونيورز وكلارك ندوة ومؤتمراً صحفياً في ٢٧ الجاري في “أكاديمية هوب في ديترويت” التي تعرضت لهجوم من وكالة “آيس” ومحاصرتها في ٣١ آذار (مارس) الماضي.
اجتماع.. ووعود
من ناحية أخرى، وافق مساعد مدير “آيس” جون مورتون على مراجعة عدة شكاوى بشأن تعرض ابناء الاقليات في منطقة ديترويت لمضايقات من قبل عناصر “آيس” على مدى عدة شهور ماضية. وذلك في اعقاب اجتماع له مع جماعات تمثل المهاجرين، عقد الاثنين الماضي في مركز “أكسس” في ديربورن.
وعقد الاجتماع على خلفية تعرض مدرستين ابتدائيتين في ديترويت لغارتين خلال الاسبوعين الاخيرين. وقالت مجموعات تمثل الجالية اللاتينية والاقليات ان بعض السكان تعرضوا لمضايقات من ضباط فدراليين بشأن تنفيذ قوانين الهجرة، وان البعض منهم تم استهدافه وعومل بطريقة مهينة واحتجز دون مبرر إضافة الى تفتيش المنازل بدون مذكرة قضائية.
وكان عناصر تابعون لـ”آيس” قد لاحقوا أولياء امور طلاب في 31 آذار الماضي أمام “أكاديمية هوب في ديترويت”، وهي مدرسة مشتركة (تشارتر)، وأوقفوهم بحسب ريان بايتس وهو مدير “تحالف حقوق المهاجرين في ميشيغن”. وعقب ذلك قال متحدث باسم “آيس” ان “عملاء الوكالة ربما خالفوا الانظمة”.
وكرر عناصر “آيس” فعلهم في حادثة ممائلة في 7 نيسان (ابريل) الماضي، ولكن هذه المرة في مدرسة “نيناس” الابتدائية في ديترويت.
وطالب المجتمعون مورتون بضرورة التزام “آيس” بسياستها المعلنة، وعدم ملاحقة السكان في الكنائس والمساجد والمدارس والمراكز الاجتماعية والعيادات الطبية، إضافة الى التوقف عن مداهمة المنازل بدون إذن قضائي.
كما طالب المجتمعون مورتون بعدم الالتفاف على الشكاوى، وتقديم آلية عمل تشرح كيفية تلافي تجاوزات مماثلة في المستقبل.
وكان مدافعون عن حقوق المهاجرين وقادة نقابات عمالية قد اجتمعوا في “مركز “تطوير الهيسبانيك” في ديترويت عقب الاجتماع مع مورتون وتحدثوا عن التنميط الذي يمارس ضدهم.
وقال بايتس خلال المؤتمر الصحفي “لقد طالبنا خلال الاجتماع (مع مورتون) بأجوبة، وبتحقيق، وبمحاسبة. لا يكفينا وضع سياسات جديدة أو تقديم الاعتذارات. نريد أن نعرف من قام بالتجاوزات وتحميله مسؤولية أفعاله” وتابع “لا يهمنا وضع سياسة جديدة لأن “آيس” ستكون أول من يخرقها”.
من ناحيتها قالت مديرة مركز “تطوير الهيسبانيك” في ديترويت آنجي رييس، “لقد وعدنا مورتون بالنظر بالشكاوى والرد عليها خلال ٣٠ يوماً”.
وتحدث خلال المؤتمر الصحفي، المهندس روبن توريس، أحد ضحايا الممارسات التمييزية، حيث أوقفه أحد عناصر “آيس” عند إشارة ضوئية وسط الشارع في ديترويت وسأله عن “الفيزا”، وقال الضابط انه “يعلم أن صلاحيتها انتهت”، علماً أن توريس ولد في أميركا.
واستمرت عملية التحقيق مع توريس رغم تأكيده أنه ولد في أميركا، فطالبه الضابط بشهادة الولادة”، فأجابه توريس “هل يعقل أن أحملها في محفظتي” إلا أن الضابط استمر في عناده وانتظر وصول ثلاثة من زملائه ليكملوا التحقيق معه في الشارع قبل أن يأذنوا له بالمغادرة. وقال توريس “لم أفهم لماذا كانوا يرغبون بالإيقاع بي”
وقال بايتس إن حالة توريس “هي حالة مستنسخة من حالات التجاوزات والتمييز العنصري التي تقترفها وكالة “آيس”، لكن الغريب فيها أن الضابط كان يكذب بشكل واضح
Leave a Reply