ديترويت – خاص “صدى الوطن”
استضافت جامعة “وين ستايت” في ديترويت، حلقة نقاش حول الثورات التي تجتاح العالم العربي، بمشاركة أربعة دبلوماسيين كنديين، بينهم سفراء سابقون، تحت عنوان: “العالم العربي: التغيرات والتحديات بعد ساحات التحرير”، وذلك مساء الاثنين الماضي.
وشارك في تنظيم اللقاء كل من “القنصلية الكندية في ديترويت” و”قسم العلوم السياسية في جامعة ويندسور” و”مجلس العلاقات الدولية في ديترويت”.
ورأى الدبلوماسي الكندي، الذي عمل في القاهرة ضمن المجموعة العاملة على مساعدة اللاجئين بإشراف الأمم المتحدة، جون بيل أنه: “لا يوجد في هذه الفترة المحتدمة ما هو أكثر أهمية من الصراع العربي الإسرائيلي”.
وجاء هذا القول رداً على سؤال القنصل اللبناني العام بالوكالة في ديترويت حسام دياب حول تجاهل وسائل الإعلام الأميركية دعم الإدارات الأميركية لبعض الأنظمة العربية بما يضمن المصالح الإسرائيلية.
وخاطب بيل القنصل دياب “نعم اتفق معك في هذا الخصوص، لا شك أن الصراع العربي الإسرائيلي له تأثيراته، ولكن كل نظام عربي جاء إلى الحكم على طريقته وحسب التجاذبات الداخلية التي سمحت لبعض الأقطار العربية أن تكون قريبة من إسرائيل”.
وعن سؤال حول صمت الولايات المتحدة عن ممارسات حكومة البحرين القمعية ضد المتظاهرين السلميين، وعن سبب اختيار الإدارة الأميركية لبعض الثورات ودعمها وتفضيلها على ثورات أخرى، أجاب السفير الكندي السابق، في الأردن ومصروإسرائيل، ميتشل بيل: “إن جميع التحولات الديمقراطية ذات قيمة بالنسبة لنا، ولكن ليس بأي ثمن”. وأضاف “إن سلطات دول الخليج قررت التدخل في البحرين لأنه لديها مصالح استراتيجية. كانوا سعيدين بالأوضاع الراهنة ولكنهم أرادوا لتلك الاحتجاجات أن تضمحل وتهدأ”.
وفي السياق ذاته، نوه السفير الكندي السابق لدى الأردن ميشيل موللي أن الولايات المتحدة قد ركزت أسطولها البحري الخامس في منطقة الخليج العربي، كاستجابة على الأحداث في البحرين.
وتحدث السفير الكندي السابق لدى ليبيا والممثل الكندي الرسمي لدى السلطة الفلسطينية ديفيد فافييش عن الثورات العربية في تونس ومصر، وقال: “في آخر الأمر، إن مصالح ومبادئ بعض الأنظمة العربية تتعارض مع مبادئ سياساتنا الديمقراطية، وبالتالي كانت مقاربتنا لما يحصل هناك بما يتفق مع مبادئنا حتى ولو تعارض ذلك مع مصالحنا التي يأتي في مقدمتها استقرار تلك الدول. في حالتي تونس ومصر أخدنا قرارنا بما يتفق مع تلك المبادئ، ولم نكن متأكدين بما سيحل بمصالحنا”.
ووصف موللي ما يحدث في اليمن بـ”المثير للاهتمام” وبأن تلك التظاهرات يقودها شباب متعلمون ويتطلعون إلى مستقبل أفضل لبلدهم، وتساءل في الوقت نفسه فيما اذا كانت اليمن ذاهبة إلى تغيير حقيقي أم لا في المستقبل القريب، بسبب التركيبة القبلية في النخبة الحاكمة.
وأردف قائلا: “ولكن هذه الثورات تبقى مهمة جدا، لأن الناس أدركوا أن بإمكانهم أن يكونوا مؤثرين في السلطة سواء أكانوا أفرادا أو مجموعات منظمة، وأن بإمكانهم أن ينجزوا التغيير”.
وأشار موللي إلى أن وضع إسرائيل مثير للاهتمام بعد هذه التظاهرات التاريخية في مصر، وقال: “إن الجماعات اليمينية في إسرائيل تقول أن التغيير الذي حصل في مصر قد يشكل خطرا عليهم، ولكن قبل 15 عاما كانت نفس الأصوات تقول أنه لا يمكننا صنع السلام مع المصريين لأنهم ليسوا ديمقراطيين، وهذا يظهر كم هو الوضع معقد”.
ونقل جون بيل عن مسؤول إسرائيلي: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يكون هدفاً لتظاهرات كبيرة في إسرائيل، إذا تم إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد في الخريف المقبل، كما هو متوقع.
وأضاف: “إن إعلان الدولة الفلسطينية سيكون تحد آخر أمام إسرائيل وصورتها كدولة ما تزال مستمرة باحتلال الأراضي الفلسطينية”.
ونوه إلى أن الإسرائيليين والأميركيين لديهم استحقاق دبلوماسي كبير في الخريف المقبل ولا أعرف فيما إذا كانوا مستعدين لمثل هذه المسألة.
وعن ردود فعل الغرب إزاء التغيرات الحاصلة في العالم العربي، قال فافييش: “أظن أن الغرب عليه أن يتوقف طويلا أمام المرآة ويتساءل عن مسؤوليته في ذلك”.
وقال: “لقد دعم الغرب نظامي الرئيسين حسني مبارك وزين العابدين بن علي، وفقط منذ بعض الوقت كانت فرنسا تحاول بيع ليبيا نفس الطائرات التي الآن في سماء ليبيا وتقصفها”.
وأنهى حديثه بالقول: “إن أفضل شيء يمكن أن نفعله الآن هو الاحتفال بحقيقة وفعلية التطورات، لندعها تحدث، بدون أن نقف بطريقها”.
Leave a Reply