صنعاء – استمر خلال الأسبوع الماضي الامني والسياسي في البلاد، رغم الاعلان عن الاتفاق بين المعارضة والسلطة حول الخروج من الازمة اليمنية، والمنوي التوقيع عليه الاحد المقبل. إلا أن الايام المقبلة قد تحمل تفجيراً للاتفاق مع اعتماد الرئيس اليمني خطاباً عدائياً تجاه قطر، التي كانت ضمن المبادرين لحفظ ماء وجه علي عبدالله صالح.
ورغم أن الجانبين أبديا موافقتهما النهائية على خطة مجلس التعاون الخليجي القاضية بتشكيل حكومة مصالحة وطنية برئاسة المعارضة يليه بعد شهر تنحي الرئيس علي عبدالله صالح مع ضمان حصانته، أصرّ الشباب المناوئون للنظام على البقاء في الشارع، فيما تقاذفت المعارضة وصالح الاتهامات بإفشال اتفاق الحلّ.
وفيما هاجم صالح احزاب “اللقاء المشترك” (المعارضة البرلمانية) واصفاً تصرفاتهم بـ”الفوضوية والغوغائية”، اتهمت المعارضة النظام اليمني بالوقوف وراء “المجزرة الوحشية” غداة مقتل 13 متظاهراً في صنعاء خلال الأسبوع الماضي، معتبرة ان صالح يسعى الى التنصل من الاتفاق الذي يرمي للخروج من الازمة.
وقال صالح في تصريح تلفزيوني “هم الآن معتصمون في ساحة “التغرير” وليس ساحة التغيير، ساحة التغرير بالبسطاء من الناس. ولو شاهدت آخر مشهد، عندما هاجموا أحد المخيمات في الاستاد الرياضي، المؤيدين للشرعية، لرأيت كيف عبثوا عبثاً كبيراً ما أدى إلى جرح حوالى 300 جريح، وسقوط خمسة قتلى من التابعين للشرعية الدستورية”.
وعن الوساطة الخليجية، اكد صالح ان “الوساطة تدعو إلى حكومة وفاق وطني وأن تشكل من المعارضة والمؤتمر وحلفائه، ونحن قبلنا بها عساها تحدث انفراجاً، لكنهم ضد الوساطة، ويطرحون شروطاً تعجيزية، رغم أنهم أعلنوا قبولهم. ومن شروطهم أن يقبلوا بالخطة دون أن تنتهي الاعتصامات”.
وحول الدور القطري بشكل خاص، أعرب الرئيس اليمني عن تحفظه “على بعض الناس، ليس من الداخل، بل من بعض الوسطاء في مجلس التعاون الخليجي لأنهم ضالعون في مؤامرة، يموّلون المعارضة ويتواصلون معها باستمرار”. وأضاف “هي دولة قطر التي تقوم بتمويل الفوضى في اليمن ومصر وسوريا، وكل الوطن العربي. عندهم مال كثير لا يعرفون كيف يتصرفون به، ويريدون أن يكونوا دولة عظمى في المنطقة من خلال قناة الجزيرة”. وأردف بالقول “لعل الجميع تابع عدداً من المذيعين من العاملين في قناة الجزيرة، الذين استقالوا لأنها أصبحت غير مهنية وغير مسؤولة، وتدار بإدارة استفزازية للوطن العربي كله… نأسف لهذا الضلوع في هذه المؤامرة، وسنتحفظ على التوقيع إن حضر ممثلو قطر مع وزراء خارجية مجلس التعاون”.
واتهم صالح قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن بـ”الهروب الى الامام” بعد تأكده من ان النظام سيرحل، وقال “هو هرب كما يقول إلى ثورة الشباب لينجو بجلده، لأنه جزء لا يتجزأ من النظام”.
من جهتها، دعت السفارة الأميركية في صنعاء قوات الأمن الحكومية إلى الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين. اما منظمة العفو الدولية فقد اعتبرت انه “يجب عدم منح الحصانة للرئيس اليمني وحلفائه السياسيين كمقابل لحل الازمة”.
وستنظم المعارضة مع صدور هذا العدد “جمعة الوفاء للشهداء” في خطوة تصب في إطار التهدئة بعد أن كانت الجمعة الماضية “جمعة الفرصة الأخيرة”.
Leave a Reply