ديربورن – خاص “صدى الوطن”
بحضور رئيس شرطة مدينة ديربورن رونالد حداد، اجتمع عدد من ممثلي مؤسسات دينية واجتماعية وحقوقية، في صالة بيبلوس في ديربورن، مساء الأربعاء الماضي، للتشاور في كيفية تظهير ردود أفعال الجاليات العربية والمسلمة في منطقة ديترويت الكبرى إزاء الزيارة الاستفزازية الثانية للقس تيري جونز، يوم الجمعة القادم (يوم صدور هذا العدد).
وفي بداية اللقاء، وجه ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني الشكر الجزيل لقائد الشرطة حداد، ورئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي ومختلف المؤسسات والفعاليات وأبناء الجالية الذين أظهروا التزاماً كبيراً بالقواعد المدنية والقانونية، وأثنى على تضافر الجهود التي كان من شأنها إفشال أهداف زيارة جونز.
وتحدث حداد عن نجاح قسم الشرطة في إدارة الوضع الطارئ عن الزيارة الاستفزازية لجونز، عن طريق نشر العشرات من عناصر الشرطة حول “المركز الإسلامي في أميركا” وفي محيط “محكمة ديربورن” وحول مبنى “مكتبة هنري فورد سنتنيال”، بهدف حماية “السلامة العامة”.
وقال: “بالطبع في الزيارة القادمة لن نقوم بنفس الإجراءات وبنشر عدد كافٍ من العناصر، ولكن بالتأكيد سنقوم بنشر بعض رجال الشرطة في محيط المبنى البلدي، حيث من المقرر أن يتظاهر جونز، بين الساعتين الخامسة والثامنة من مساء يوم الجمعة (مع صدور هذا العدد)، وستكون تكون مهمة تلك العناصر توفير الأمن وحماية السلامة العامة، ومن ضمنها حماية القس جونز نفسه، الذي يسمح له القانون الأميركي بالتظاهر”.
وفي موضوع محاكمة جونز، أضاف حداد، أن المحكمة لجأت إلى إحدى المواد القانونية القديمة، التي تطالب الشخص الراغب بالتظاهر بوضع “كفالة للسلامة”، وذلك في حين ارتأت هيئة المحلفين أن تظاهره يشكل تهديداً للسلامة والأمن. مضيفاً أن المحكمة قررت منع جونز من التظاهر أمام المركز الإسلامي لمدة ثلاث سنوات.
ورداً على سؤال فيما إذا كان ممنوعاً من التظاهر أمام المركز الإسلامي أم أمام جميع المراكز الدينية الأخرى، أجاب حداد: “إن قرار المحكمة تضمن المنع بالتظاهر أمام المركز الإسلامي في أميركا بالإسم”.
وأكد حداد أن جونز سيعود إلى المدينة للتظاهر يوم الجمعة بين الساعتين الخامسة والثامنة أمام المجلس البلدي، وأنه سوف يصل إلى المدينة يوم الخميس (الماضي) وسوف يعقد لقاء معه.
وشدد حداد أن مهمة قوى الشرطة هي المحافظة على الأمن والسلامة العامة، وأنها ستقوم باعتقال كل من يعكرهما، سواء أكان جونز نفسه، أو من قد ينظمون مظاهرات مضادة.
وأكد السبلاني أن أبناء الجالية وقياداتها ليسوا بصدد تنظيم أية مظاهرات مضادة أو أية فعاليات أخرى، وأنهم ارتأوا أنه من الأفضل تجاهل جونز.
وكان المجتعمون قد ناقشوا خلال الاجتماع البيان الصادر، باللغتين العربية والإنكليزية، عن “كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن” والذي يدعو أبناء الجالية إلى عدم الانجرار إلى استفزازات القس المتعصب، الذي يتطلع بالإضافة إلى جذب الانتباه ونحو إثارة تعاطف بعض الأميركيين المتعصبين.
وأثنى البيان على “تضامن أبناء الجاليات العربية والمسلمة في منطقة ديترويت الكبرى، ووحدة فعالياتها الاجتماعية والدينية، الإسلامية والمسيحية، وتعاون مؤسساتها الرسمية والحكومية”، معتبرا أن ذلك التضامن أفشل أهداف “الزيارة الاستفزازية للقس المتعصب تيري جونز إلى مدينة ديربورن للتظاهر أمام المركز الإسلامي، يوم الجمعة الماضي، فانكفأ جونز عائداً إلى ولاية فلوريدا، مدحوراً يجر أذيال الخيبة والخسران”.
ورأى البيان أن “جونز، يثبت يوماً بعد يوم، أنه ليس قساً متعصباً وحسب، بل شخص عنيد وعدواني، إذ أعلن عن نيته بالعودة إلى مدينة ديربورن، حيث من المؤكد أن يتظاهر يوم الجمعة القادم أمام المبنى البلدي. وقد توفرت لـ”كونغرس المؤسسات” معلومات من مصادر موثوقة، تقول أن تصرفات الرجل لا تنم عن دوافع قهرية فحسب، أو رغبة في لفت الأنظار وكسب الشهرة، بل إن ثمة أسباباً أخرى لعودته، وهي طموحه بمغازلة مشاعر بعض المتعصبين من أمثاله، حيث يتطلع في الوقت نفسه إلى إيجاد مصادر ومتبرعين لتمويل كنيسته التي تعاني من أزمة مالية خانقة”.
ودعا البيان “مختلف الفعاليات وجميع أبناء الجاليات في منطقة ديترويت بكل أطيافهم، إلى العمل على تفويت الفرصة على جونز، الذي يحاول تقديم نفسه إلى شرائح كبيرة في المجتمع الأميركي بوصفه مضطهداً. ونرى أن أفضل السبل لتحقيق هذا الغرض هو إهماله وتجاهله، وعدم التوجه أو المرور من أمام المبنى البلدي خلال عقد المظاهرة، وعدم إطلاق أية شعارات، أو صيحات استنكار، أو إشارات هازئة أو مهينة”.
Leave a Reply