ديترويت، ديربورن – خاص “صدى الوطن”
يزعم بعض المسلمين ومجموعات حقوقية أن مسؤولي مدينة ديربورن ومقاطعة وين بعثوا برسالة سيئة، عندما قدموا القس المثير للجدل تيري جونز الى المحاكمة بتهمة تعكير السلام، في وقت قرر القس المتعصب أن يعاود كرته ويزور ديربورن ليتظاهر هذه المرة أمام المبنى البلدي احتجاجاً على منعه من ممارسة حقه الدستوري في التعبير عن الرأي.
وقال داود وليد المدير التنفيذي لـ”مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية” (كير) في ميشيغن، إن مكتب الادعاء في مقاطعة وين “ربما تصرف بدوافع من حسن النية لكن الحجج التي ساقوها ضد الاحتجاج الذي كان جونز يعتزم تنفيذه قد أساءت الى المسلمين”.
وأوضح وليد “إن القول بأن تظاهرة إجرامية كان من شأنها أن تندلع أمام المركز الاسلامي في مواجهة جونز قد أسهم بالفعل في نشر مفهوم الاسلاموفوبيا (التخويف من الاسلام) وصب بالضبط في المجرى الذي كان يريده القس تيري جونز حول إظهار صورة سيئة عن الجالية المسلمة في هذه المنطقة”.
ورأى وليد أن هذا التطور كان مقلقا للغاية. وقال وليد أيضا إن ادعاء (مقاطعة وين) قد جعل من تيري جونز “شهيدا للتعديل الأول” في إشارة الى حرية التعبير التي ينص عليها هذا التعديل في الدستور الأميركي.
ومن جانبها وافقت رنا المير الناطقة باسم “الاتحاد الأميركي للحريات المدنية” (أي سي أل يو) على هذا التوصيف المتعلق بجونز وقالت “إن الاتحاد “قلق” إزاء مشاعر العداء للمسلمين التي يكنها القس جونز لكنها تضيف بأن خطابا من هذا النوع يتمتع بحماية دستورية”.
ورأت المير إن ما حصل (محاكمة جونز) “شكل انتهاكا تاما للإجراءات القضائية ونحن نؤمن بأن كل من انخرط في هذا الانتهاك يجب أن يخجل من نفسه”.
وأوضحت المير أن “الاتحاد” لا يقوم بتمثيل جونز، لكنه قد يقدم مطالعة تدعم حقه في حرية التعبير.
عودة جونز
ينوي القس تيري جونز العودة الى مدينة ديربورن، التي خرج منها خائبا الأسبوع الماضي، بعدما ألزمه حكم قضائي بالابتعاد عن المركز الإسلامي في المدينة لمدة ثلاثة سنوات. لكنه قرر هذه المرة التظاهر أمام المبنى البلدي في المدينة ويعمل في الوقت نفسه على تحضير دعوى قانونية ضد مكتب الادعاء في مقاطعة وين وهيئات حكومية أخرى، ردا على الدعوى التي نظمها الادعاء ضده لدى المحكمة التاسعة عشرة.
وأبلغ جونز صحيفة “ديترويت نيوز” قبيل أن يستقل الطائرة يوم السبت الماضي عائدا الى فلوريدا إنه يعمل مع “مركز توماس مور” للمحاماة، وهو مكتب محاماة مسيحي محافظ مقره في مدينة آناربر للبحث في ملف الشكوى.
وفي حين لم يرد اسم مدينة ديربورن تحديدا كمتهم في الشكوى إلا أن رئيس “مكتب محاماة توماس مور” ريتشارد طومسون قال في مقابلة اذاعية، الثلاثاء الماضي، “إن مدينة ديربورن تكيل بمكيالين كلما كان الأمر يتعلق بحرية التعبير لدى المسيحيين”.
ويقوم “مركز توماس مور” حاليا، بتمثيل مجموعة من المبشرين المسيحيين في دعوى حقوق مدنية مرفوعة ضد مدينة ديربورن، على خلفية توقيف أعضاء المجموعة خلال فعاليات مهرجان التراث العربي الدولي الصيف الماضي لإقدامهم على تعكير السلام والأمن، خلال فعاليات المهرجان، قبل أن تتم تبرئتهم لاحقا من قبل لجنة محلفين.
وأبلغ القس جونز صحيفة “ديترويت نيوز” ايضا إنه ينوي الاحتجاج عند الساعة الخامسة من عصر يوم الجمعة (29 الجاري) أمام المبنى البلدي، بعدما أخفق في القيام بذلك يوم الجمعة الماضي أمام المركز الاسلامي في المدينة بسبب طول مداولات جلسة “كفالة السلام” التي مثل خلالها أمام قاضي المحكمة التاسعة عشرة.
وكان جونز ومعاونه واين ساب قد أدخلا الى أحد سجون مقاطعة وين مساء الجمعة الماضي حتى دفع كفالة قدرها دولار واحد فرضتها المحكمة، بعدما قررت لجنة محلفين من ستة أعضاء أن الرجلين كان سيعكران السلام والأمن على الأرجح لو قيض لهما المضي في تنفيذ احجاجهما “ضد الشريعة والجهاد” أمام المركز الاسلامي.
Leave a Reply