دمشق – مع وصول العملية العسكرية التي قام بها الجيش السوري في محافظة درعا الى خواتيمها لحظ الشارع السوري تراجعاً في زخم التحركات المناهضة للنظام إلا أن ناشطين سوريين معارضين تعهدوا بمواصلة “ثورتهم” عبر تنظيم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد، في حين يقوم الجيش والأمن السوري بملاحقة من أسماهم بـ”المجموعات الإرهابية” في عدة مراكز لحركة الاحتجاج في أنحاء البلاد،
وفي ظل الضغط الدولي الذي تمارسه بعض العواصم الأوروبية والولايات المتحدة مترافقاً بحملة إعلامية عربية وعالمية يتهمها النظام بمحاولة استهدافه وإضعافه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في اتصال هاتفي أجراه بالرئيس السوري بشار الأسد، الى “منح الأمم المتحدة إمكانية الوصول فورا إلى السكان المدنيين المتضررين من أجل تقييم احتياجاتهم إلى المساعدة الإنسانية”، معربا عن “تقديره للأسد على ما أبداه من استعداد للنظر في إجراء ذلك التقييم في درعا”. كما دعا إلى “التنفيذ الكامل والمبكر لجميع تدابير الإصلاح التي أعلنتها الحكومة السورية”. وكانت عدة عواصم أوروبية، إضافة الى واشنطن، قد أعلنت أنها تبذل جهودا لإنزال عقوبات بالنظام السوري وعائلة الرئيس بشار الأسد والمقربين منه، إلا أن الموقفين الروسي والصيني ساهما في كبح الجهود الغربية في مجلس الأمن لاستصدار قرار أممي يدين دمشق.
ونقلت وكالة “سانا” السورية عن مصدر عسكري مسؤول قوله، في بيان، “تتابع وحدات الجيش والقوات المسلحة مهمتها التي شارفت على الانتهاء في مدينة درعا بعد تحقيق معظم الأهداف التي دخلت من أجلها، حيث تمت ملاحقة من تبقى من فلول العناصر الإرهابية المسلحة التي كانت تروع السكان الآمنين وتنشر الذعر والخراب والقتل في جميع الأحياء، وتمكنت من إلقاء القبض على العشرات منهم ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والذخائر المتنوعة في أماكن مختلفة، ما ساهم في إعادة الشعور بالطمأنينة لسكان المدينة”. من جانبه، قال الرئيس السوري إن وحدات الجيش التي دخلت درعا في 25 من الشهر الماضي ستنهي مهمتها قريبا جدا، وسعى للتهوين من شأن الأحداث الأخيرة حيث قال إن كل بلد في العالم من الممكن أن يتعرض للأحداث التي تعرضت لها درعا. وجاءت تصريحات الأسد خلال لقاء مع وفد يمثل الفعاليات الأهلية في مدن محافظة دير الزور بشرق البلاد وفقا لما ذكرته صحيفة “الوطن” السورية التي قالت إن الاجتماع دام أربع ساعات دون حضور أي من المسؤولين.
وكان مصدر عسكري سوري قد تحدث عن استمرار عمليات التفتيش وملاحقة “المجموعات الإرهابية المسلحة” في مدينة درعا، مشيرا إلى أنه تم القبض على عدد من عناصر هذه المجموعات، كما تم العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في مخابئ تحت الأرض وفي البساتين.
Leave a Reply