صنعاء – أمام استمرار الأزمة اليمنية مع تشبث الرئيس علي عبدالله صالح بموقفه الرافض للتنحي وتمسك الشارع اليمني بهذا المطلب، ظهر الأسبوع الماضي اقتراح جديد للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني لتجاوز عقدة التوقيع الرئاسي التي حالت دون الوصول إلى إنجاح المبادرة الخليجية الأولى بشأن نقل السلطة.
وطلب الزياني، وفق المبادرة، من رئيس اللجنة التحضيرية للحوار محمد سالم باسندوة في اتصال هاتفي إعداد قائمة بـ15 ممثلا عن أحزاب اللقاء المشترك (المعارض) وشركائها يتولون مهمة التوقيع على اتفاق المبادرة الخليجية، مقابل 15 ممثلاً آخر عن حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) والحكومة، بمن فيهم الرئيس علي عبد الله صالح.
وقال الزياني إن “دول المجلس متمسكة بالمبادرة الخليجية باعتبارها الحل الأمثل المتاح لتسوية الأزمة اليمنية ووقف نزيف دم أبنائه”، وأضاف أن الخلاف حول إجراءات التوقيع على الاتفاق سيتم حله بالتشاور بين المجلس الوزاري لمجلس التعاون والأمانة العامة للمجلس، وبين الأطراف اليمنية المعنية.
وكشفت الصحيفة اليمنية أن الرئيس صالح هو الذي اقترح أن يقوم رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد بالتوقيع معه على المبادرة، وأن هذا الاقتراح الرئاسي وصل إلى أحزاب اللقاء المشترك في أحد اجتماعاتها، ولكنها رفضت التعامل معه بحجة أن الرئيس يتمسك فيه بالتوقيع كرئيس للحزب الحاكم وليس كرئيس للجمهورية.
بدورها نقلت وكالة الأنباء الأوربية عن مصادر أن اللقاء المشترك رحّب باقتراح الزياني من حيث المبدأ، وأن رده الرسمي عليها سيبلغ إلى الخليجيين عقب الاجتماع. ورجحت المصادر أن الطلب الخليجي من اللقاء المشترك جاء بعد الموافقة عليه من قبل صالح والمؤتمر الشعبي الحاكم. وأضافت أن المقترح الأخير يأتي بهدف تجاوز المخاوف لدى صالح بشأن استفراد المعارضة به في اتفاق المبادرة.
على الصعيد الميداني وبعيدا عن أروقة المفاوضات، يواصل الشارع اليمني مسيراته الضخمة شبه اليومية التي تعارض النظام والمبادرة الخليجية المتهمة بمحاولة الالتفاف على الثورة. ونقلت وكالة “رويترز” عن المحلل علي الجرادي أن هذه أطول ثورة في العالم العربي لأنها بدأت قبل أربعة أشهر. وتأتي هذه التطورات في وقت صرح فيه عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس اليمني بأن عدم التوقيع على المبادرة الخليجية في وقت قريب سيعرض اليمن لمخاطر الانهيار.
Leave a Reply