ديربورن – خاص “صدى الوطن”
ضمن ندوة حول “مواقع التواصل الاجتماعية والثورات العربية”، استضاف “المتحف العربي الأميركي” في ديربورن، يوم الجمعة الماضي عدداً من الإعلاميين للبحث في دور وسائل الإعلام الجديدة، أو البديلة، ومواقع التواصل الاجتماعي بخاصة، في إطلاق الثورات العربية وتمكينها.. وانتصارها. وأدار الندوة مدير قسم الأخبار في “راديو ميشيغن” (أن بي آر) فينسنت دافي الذي وصف الثورتين التونسية والمصرية بالإنجازين العظيمين اللذين تحققا عبر مظاهرات سلمية. وأكد دافي على الدور الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب”، في إيصال الأخبار والمعلومات بشكل طال جميع الناس، داخل تلك البلدان وخارجها.
ورأى المحامي المصري في مجال حقوق الإنسان عاطف سعيد “أنه من الضروري وضع الإعلام الاجتماعي (سوشال ميديا) في السياق العام، فالثورة الافتراضية ما كانت لتنجح لو لم ينزل الناس إلى الشارع ويقدموا الشهداء والأثمان الغالية”، مؤكدا في الوقت نفسه على دور تلك الوسائل “في التواصل والتنسيق بين شباب الثورة”، ومنوهاً بالدور الحاسم الذي لعبته بعض “الصفحات الفيسبوكية”، مثل صفحتي “كلنا خالد سعيد” و”شباب ائتلاف الثورة”.
وأشار سعيد، الذي عايش أجواء المظاهرات في ساحة التحرير في فترتها الأخيرة، إلى التوازي بين التنظيم الذي كان موجودا على المواقع الاجتماعية، والتنظيم الذي كان موجودا بين النشطاء والمنظمين على الأرض، في تأكيد على علاقة جدلية منتجة ومثمرة، لا يمكن اختزالها بـ18 يوماً هي عمر الثورة المصرية. وبرأي سعيد “أن الثورة المصرية لم تبدأ في 25 كانون الثاني (يناير) ولم تنته في 11 شباط (فبراير) وأنها ماتزال مستمرة”.
الكاتبة الأميركية من أصل مصري منى الطحاوي، المختصة بالقضايا العربية والإسلامية، والتي تقضي الكثير من وقتها على “تويتر”، قالت أنها من خلال تواصلها شبه اليومي مع أصدقائها على “تويتر” لمست مدى الوعي والرغبة بالتغيير لدى الشباب العربي، مستشهدة بمثال عن فتاة سعودية ورفيقاتها اللواتي يرفضن الكثير من القيم والقوانين التي تعطل من دور المرأة. وقالت الطحاوي: “إن منطقة الشرق ألأوسط لم تسيقظ مؤخراً تحت تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هذه المواقع تعكس وعي الناس وموقفهم من القضايا والأوضاع التي يعيشونها”.
وأضافت: “الانترنت لا يخلق الشجاعة.. وبالتالي فإن الثورات العربية ليست ثورات “فيسبوك” و”تويتر”.. بل هي ثورات الناس الذين أرادوها”.
ونوهت الطحاوي “أن المواقع الاجتماعية منحت الشباب العربي منابر للتعبير عن أنفسهم، وهذا الشيء لم يكن متوفراً من قبل، مشيرة أنها لمست بنفسها خلال زياراتها للقاهرة تغير المزاج العام وانحسار ثقافة اليأس والاستسلام في السنوات الأخيرة”.
الأستاذ المساعد في جامعة ميشيغن والإعلامي في صحيفة “ديترويت فري برس” تيم كيسكي قدم عرضاً تاريخياً لوسائل الإعلام بدءا بالطباعة والصحف، ومروراً بالراديو والتلفزيون، وصولاً إلى المواقع الاجتماعية، وبين أثر ذلك التطور على تشكيل الوعي العام وأنماط الثقافة والسلوك. وبرأي كيسكي الذي يستخدم “يوتيوب من أجل التسلية والمتعة” فإن “الراديو الذي هو الذي علّم الأميركيين خلال الحرب العالمية الثانية “كم أن هتلر هو شخص سيء”، وأنه في العام 1963 لم يكن في حوزة الأميركيين إلا شريط فيديو واحدا عن مقتل الرئيس الأميركي جون كينيدي، لكن الثورة المعلوماتية تقود ثورة معرفية أيضاً”.
وقدم مخرج الأفلام الوثائقية جيغار ماتا عرضا لعمله الوثائقي الجديد، الذي يحمل عنوان بـ”18 يوماً في مصر”. وقال “إنه خلال متابعته للأخبار على القنوات الفضائية، وتغطيتها لما كان يحدث في مصر، ورؤيته لما تصوره كاميرات الهواتف على مدار الساعة في مواقع التواصل الاجتماعي، بدا له وكأنه يشاهد فيلما سينمائيا متواصلاً”.
وقال ماتا إن منتجه الجديد اعتمد على مئات الساعات المصورة وآلاف الصور الفوتوغرافية، وأضاف “كان عملا شاقا أن أقوم بانتقاء واصطفاء بعض المواد الفيلمية دون غيرها”.
أعقب الندوة نقاش حول وضع ومستقبل الثورات العربية وتأثير ذلك على قضايا الحريات والتعليم والسياسة في المنطقة.
Leave a Reply