مع استمرار كبريات وسائل الإعلام الغربية والعربية في التغاضي عن أحداث البحرين وتركيزها على الأحداث في دول عربية أخرى، مع تجاهل القمع الذي يتعرض المحتجون في المملكة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ارتأت مجموعة من الناشطين العرب الأميركيين في ميشيغن إقامة مهرجان تضامني مع الشعب البحريني في “المركز الإسلامي في أميركا” في ٢٦ أيار (مايو) الماضي تخلله كلمات شددت على أحقية وسلمية الانتفاضة البحرينية والبطش الذي تعرض له المتظاهرون السلميون، كما تضمن المهرجان معرضاً لصور تكشف وحشية القمع الذي قامت به السلطات بالاشتراك مع قوات خليجية (الإمارات والسعودية) ومقاطع فيديو عرضت الأحداث التي وقعت في المملكة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.وكانت منطقة ديترويت قد شهدت سلسلة من المسيرات التضامنية مع الشعب البحريني خلال هذا العام أقيمت في وسط ديترويت، وديربورن، وصولاً الى العاصمة واشنطن.وتحدث خلال المهرجان الذي أقيم تحت عنوان “البحرين جزيرة الرعب” وحضره حوالي ٢٠٠ شخص عدد من الناشطين والقيادات الدينية في منطقة ديترويت الكبرى.ووزعت خلال الحفل منشورات توضح بالتفصيل أحداث الثورة السلمية في البحرين التي قام بها مئات الآلاف ضد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، منذ ١٤ شباط (فبراير) الماضي. وأشار المتحدثون إلى أن “الجزيرة” و”العربية” ومعظم الشبكات التلفزيون العربية كانت شبه صامتة في معظم حيال تطورات الأحداث الجارية في البحرين، و”الثورة ضد الأسرة الحاكمة التي تقبع في السلطة منذ أكثر من 200 سنة”.وفي إحدى الفيديوهات التي عرضت قام أحد عناصر الأمن البحرينيين بإطلاق النار على مواطن أعزل من مسافة لا تزيد عن متر واحد في أحد شوارع المنامة، وأظهر الفيديو، حسب الموجودين، ان العنف المرتكب ضد البحرينيين يستحق المزيد من الاهتمام والمتابعة من وسائل الاعلام وادانة قوية من قادة العالم الذين يتخذون مواقف صارمة من أحداث مماثلة في دول عربية أخرى تشهد انتفاضات شعبية، ولا سيما الولايات المتحدة التي لم تتخذ أي موقف سلبي من النظام البحريني رغم فظاعة القمع في المملكة الخليجية.ودعا المشرفون على المهرجان الضيوف الى الكتابة إلى المسؤولين في الحكومات المحلية والولاية والكونغرس والإدارة الأميركية لزيادة الوعي حول محنة شعب البحرين.كما نشرت في قاعة المهرجان مقتطفات كتبها مراسلو وسائل الاعلام الاميركية الذين كانوا قادرين على تغطية “الفظائع” التي ارتكبت في البحرين، كما وصفها أحد المتحدثين.كما عرض موقف منظمة “أطباء بلا حدود” التي قالت في بيان لها انه “يجري استخدام المرافق الصحية كطعم لتحديد واعتقال المحتجين الذين يسعون للعلاج من الجروح، خصوصا تلك التي سببتها أسلحة قوات الأمن” كما عرضت مواقف أخرى على لافتات تتحدث عن شواهد عديدة على أرض الواقع حول العنف ضد العمال في المستشفىات.كما عرضت مواقف كتبها مراسل “نيويورك تايمز” نيكولاس كريستوف الحائز على جائزة “بوليتزر” للصحافة يقول فيها انه خلال تغطيته اكتشف مستويات “غير مسبوقة من الاستخدام الوحشي للعنف”.وقال كريستوف “سار المتظاهرون السلميون في البحرين بدون سلاح أو تهديد لأي كان، حالمين بالديموقراطية التي يحملها القرن الـ٢١، ولكن تطلعاتهم اصطدمت بحاكم من العصور الوسطى”. وقال “لقد رأيت جثث المتظاهرين الذين قتلوا بالرصاص من مسافة قريبة في الشوارع، كما شاهدت فتاة مراهقة تبكي وهي تشعر بألم مبرح بعد أن تعرضت للضرب بالهراوات، ورأيت المسعفين يُضربون وهم يحاولون إنقاذ الجرحى”.كما عُرضت مقتطفات من موقع Politico.com الأميركي تتحدث عن النفاق الذي تمارسه إدارة الرئيس باراك أوباما في المنطقة العربية.وقال الموقع “الرئيس أوباما أدان ممارسات النظام السوري بحق المحتجين، ولكنه يفقد صوته عندما يتعلق الأمر بالبحرين… ومواقفه متواطىء مع المملكة العربية السعودية التي يبدو أنها مصممة على مواجهة أي ديمقراطية لا يمكن السيطرة عليها” في المنطقة.
Leave a Reply