وست بلومفيلد – خاص “صدى الوطن”لا عجب إن كانت منتجعات المياه المعدنية (لافيش سباز) غالية الرسوم. فالتكاليف المرتفعة جداً لخدمات التجميل المسرفة الهمت الكلدانية الأميركية تيري ستو لتأسيس عمل تجاري في هذا الحقل التجميلي في مدينة وست بلومفيلد اطلقت عليه اسم “داي دريم نايلز آند سباز” جمعت فيه بين الخدمات الملكفة والاسعار الرخيصة في مفهوم تجاري يتميز بالفرادة.“لقد اردت افتتاح مكان يلائم المرأة العاملة التي ليس بمقدورها ارتياد الاماكن الغالية”، تقول ستو وتضيف: “بمقدور النساء زيارتنا في محلنا الذي يتميز بالاناقة المرتفعة والاسعار المعقولة، مما يجعلهن يشعرن انهن يقصدن منتجعاً راقياً للعناية بأجسادهن، لكنهن لا يتكلفن الكثير من المال”.تم افتتاح “داي دريم نايلز آند سباز” في وقت سابق من هذا العام وشهد منذ الافتتاح نجاحاً ملحوظاً.“منذ اللحظة التي فتحنا ابوابنا، نشهد حركة زبائن عالية واشعر بأن الناس يحبون هذا المكان… بامكانهم ان يلمسوا جمال الجوّ هنا..” تقول ستو.ويتميز المكان المصمم وفق الطريقة الاوروبية بالاناقة التي تنطق بها كل زاوية من زواياه. فكراسي التدليك تتألف مع ورق الجدران بظلال متنوعة من اللون البنفسجي بينما يتميز بعض الاثاث الآخر بالنمط الاكثر تقليدية.وتقول ستو ان كل منتج وقطعة من التجهيزات هو من صنع اميركا. “لقد اردت ان ادعم بلدي” تقول ستو.هاجرت ستو العراقية الى الولايات المتحدة وهي في سن السابعة عشرة، وتسجل جذورها الكلدانية حضوراً قوياً في المكان.فالبقلاوة، وهي الحلويات المشهورة في البلدان العربية تقدم الى جانب فنجان القهوة التركية لقراءة الطالع.“انه عمل مسلٍ ما نقوم به هنا.. نجلس وندردش فيما بيننا” تضيف ستو.والى جانب العناية بأظافر اليدين والقدمين (مانيوكير وباديوكير) يقدم المكان خدمة البوتكس (حقن البشرة) والحقن ما فوق الصوتي (آلتراسونيكس)، وتشميع الوجه والجسد، وآليات تنعيم الجلد الدقيقة، والنبض الضوئي المكثف لمعالجة احمرار الوجه وتعتيم الرموش والحواجب وازالة البقع السوداء وإزالة الشعر بالليزر وعمليات التقشير المتنوعة، ومن ضمنها تقويم التجاعيد، ومضادات الشيخوخة، وازالة حب الشباب وتخفيض السموم الجلدية وتقليل بقع الشيخوخة الى جانب خدمات اخرى..ويشرف على تنفيذ بعض العمليات طبيبة مختصة. وتقول ستو: “حتى الطبيبة التي تعمل لدينا اسعارها جد معقولة، وانا قلت لها اذا ارادت العمل لدي يجب ان تكون اسعارها معقولة لتلائم النساء العاملات اللواتي ليس بمقدورهن صرف الكثير من المال للتوجه الى المنتجعات العادية او الى طبيب”.ويقدم المحل اسعاراً مخفضة للمعالجة التصويرية للجلد ولمنتجات “فايتال سي” التي تتراوح بين التنظيف المائي للبشرة مع استخدام الفيتامينات الاساسية ومضادات الاكسدة والمراهم المضادة للشيخوخة وتعرض على المكتب الامامي وبالقرب من النافذة مجموعة من المجوهرات.وتقول ستو: “انا لا اسعّر مجوهراتي بمبالغ مرتفعة لاجل تمكين زبائني من شرائها”. بعض قطع المجوهرات تباع بأقل من ١٥ دولار. ويعرض المحل ايضاً بعض السلع الغذائية وقد يبدأ ببيع بعض المشروبات الصحية هذا الصيف.وعلى الرغم من الركود الاقتصادي المطول، تقول ستو ان “هذا الوقت هو الافضل لافتتاح محل تجاري لان بدلات الايجار وبعض الموارد الاخرى رخيصة”.وقد عملت ستو في حقل التجميل النسائي لمدة ٢٤ سنة، وتمتلك الموظفات التسع اللواتي يعملن لديها خبرة اكثر من ١٥ سنة، وتهيئ ستو حالياً لتوظيف ست اخريات في المحل.وقبل افتتاح محل “داي دريم نايلز آند سباز” منعت اوضاع صحية ستو عن العمل لمدة سنتين. وخلال تلك الفترة عكفت على تجميع افكار حول الخطوة التالية. وتأثرت ستو بسيرة والدها كرجل اعمال ناجح، الى جانب خبرتها في حقل التجميل. وقد انفقت ستو كل مدخرات حياتها على المكان الجديد. “لقد سحبت كل اموال تقاعدي” تقول ستو، وهي تشجع الجيل القادم من اصحاب الاعمال الشباب على المغامرة في هذه الاوقات الاقتصادية القاسية.“لا تخافوا” تقول ستو، يجب ان تكونوا طموحين ومقدامين وعندما تمتلكون عملكم الخاص، يمكنكم الحصول على اشياء اخرى في الحياة. وفيما تعترف ستو بأن ادارة مصلحة تجارية، يمكن ان يجلب “وجع الرأس” في بعض الاحيان إلا انها تقول ان المسألة مجزية. “اعشق امتلاك عملي الخاص بي، لانه يمنحني متعة القيام بشيء ارغب به وخلق الاسعار التي اريدها.. وبالطبع خدمة النساء بالطريقة التي اريدها بعيداً عن املاءات الآخرين”.لكن مغامرة ستو لم تخل من التحديات قبل الافتتاح. فقد واجهت صعوبة في الحصول على رخصة البناء مما دفعها الى الاتصال بمكتب النائب غاري بيتر وبمكتب السناتور كارل ليفين وإلتقت بممثلين عنهما للنصح حول افضل السبل للتعاطي مع هذه الصعوبات. “الناس لا تريد الانتظار اربعة او خمسة اشهر للحصول على ترخيص” تقول ستو. وتشير ستو الى مساهمات الجالية الكلدانية في مجتمع مدينة وست بلومفيلد ومنطقة ديترويت بصفة عامة وتقول: “نحن الكلدان قوة دافعة.. ففي المجمع التجاري حيث يقع محلها تحتل المحال المملوكة لكلدان اكثر من نصف مساحة المجمع”.وترى ستو انه “من اجل ان ينمو العمل ويزدهر يجب التعامل باحترام وكرم مع الموظفين ولكي اكون صادقة عليّ ان اقول: عاملي موظفيك مثل افراد من عائلتك من اجل ان تشعريهم بالحوافز ليكونوا منتجين وصادقين في عملهم. وانا اقدم للبنات العاملات معي كل انواع المساعدة.”وتعمل ستو حالياً على ”اختراع” يتوقع له ان ينال براءة في خلال الاشهر القليلة القادمة. وتمتنع ستو عن الخوض في تفاصيل “اختراعها” لكنها تقول ان المنتج الذي ستخترعه سوف يطبّق على الاطفال والكبار على حدّ سواء وهي في الطور الثالث في عملية من خمسة اطوار. فيما تدرس امكانية “اختراع ثان”.وتنوي ستو افتتاح المزيد من المنتجعات التجميلية في مناطق الضواحي، خلال عام واحد.وتحرص ستو على التنوع في فريق عملها من خلال توظيف اناس من خلفيات اثنية متنوعة: “اردت ان اجعل (هذا المكان) اكثر راحة للموظفين الذين يحضرون الى عملهم سيراً على الاقدام. لذا وظفت من جميع فئات الناس”.يقع “داي دريم نايلز آند سباز” في وست بلومفيلد على العنون التالي: 6339 Haggerty Road
Leave a Reply