نجيب ميقاتي الذي سميناه سابقاً “ضربة” من غير معلم لايريد تأليف الحكومة في وطن “خيال الصحراء” (وإن شاء الله يبرهن أني مخطيء فيصلني حقي بعد ٤ أشهر من التكليف) يتفق معه خليفة إلياس سركيس وشبهه في قصر بعبدا. فحوت المال، الذي جاء على حصانٍ أبيض نتيجة “غباء” الأكثرية الجديدة، لايريد أن يتهور ويجابه التيار “الزرقاوي” الذي أراه “العين الحمراء” في طرابلس. كذلك لا يريد أن يفرط بمصالحه الإقتصادية والمالية المرتبطة في السعودية مع شريكه حوت المال الآخر، محمدالصفدي. إذ كيف يجازف هذان الرأسماليان بأموالهما ولحم أكتافهما من مملكة آل سعود؟ وكيف ميقاتي وشقيقه مصالحهما للخطر في أميركا حيث يبنيان وحدات سكنية، في فلوريدا، تدر عليهما مليارات الدولارات؟ بل كيف يجابه ويتحمل ميقاتي الضغط “الجيفي” عليه ويقف في وجه الإملاءات؟
أول دخول ميقاتي إلى سدة التكليف المشؤومة، تبجح وطمأن “التيار الزرقاوي” بأنه هو الذي وظف وسام الحسن والأمبراطور “نابليون ريفي” في وظيفتيهما وأنه لن يسع إلى الإطاحة بهما! يا سلام على هذا البرنامج “المخمج” وهذا الوعد الرهيب! فرغم الإشتباه بأن لوسام الحسن ضلعٌ في تركيب شهود الزور، ولا ننسى زيارته الغامضة إلى مصر حيث يقبع الكذاب محمد الصديق، إضافةً إلى أدواره الأخرى في طبخ المحكمة الإسرائيلية-البلمارية، يعدنا ميقاتي بالتمسك بوسام الحسن. أما ريفي، فلا تسأل عن الخبر. فهو “قائمقام” لبنان الفعلي يستقبل السفراء من دون إذن رئيسه المباشر ويخالف أمراً مباشراً من قبل رئيس “الجمهورية” طالباً منه أن يبلط البحر، وعندما يتعرض للمساءلة القضائية العسكرية (الأضحوكة) يذهب إلى السعودية في زيارة إلى مرجعيته وكأن شيئاً لم يكن، و”يا أرض اشتدي ما حدا قدي”! بل أن صور الأمير “علاقة ريفي” تزرع شوارع طرابلس في حين يتولى بعض انصاره المساكين الدفاع عنه طائفياً وكأنه درة التاج السني. الدفاع عن الحسن وريفي حلال، مثل سجن الضباط الأربعة من دون ذنبٍ اقترفوه إلاجرم الإتهام السياسي. بالمناسبة، هل كانت “فوعة” سليمان لمحاكمة ريفي مجرد فقاقيع صابون، بعد عودته من السعودية؟
بعد تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة من قبل العماد عون، طلع ميقاتي بنغمة رفض توزير شربل نحاس. إن على فريق “٨ آذار” ألا يكون جباناً بعد الآن، فشربل نحاس أهم من ميقاتي نفسه وإذا لم يأت نحاس على رأس الوزارة ووزارة الإتصالات بالذات، فليرحل ميقاتي “وكسحة والريح بارد”! كفانا مسخرة وغنج بعد اليوم. على الأكثرية “الخسعة” أن لا تتنازل وتتخلى عن نحاس وإلا تكون قد خضعت لبلطجة تهديد نحاس بالإصبع في مجلس الوزراء مثل أولاد الأزقة، وتهديده بالسلاح “الشرعي” في مبنى وزارة الإتصالات.
نجيب ميقاتي وعد بحضور جلسة مجلس النواب من أجل وقف “هدر” الدولة الناجم عن تخلف رئيس الحكومة “الطائر” من الخدمة عن القيام بواجباته، إلا أنه أصدر بياناً، مع زملائه من حيتان المال، رافضاً حضور الجلسة التشريعية. كم إستهلك جماعة “١٤ عبيد صغار” من تصاريح حول إقفال البرلمان في وجه حكومة فؤاد السنيورة المارقة، لكن هؤلاء “العابرون” إلى الدولة (بالشختورة)، لا يريدون أن يقوم المجلس بدوره التشريعي وسد الفراغ؟! نجيب ميقاتي تحسس مع قراءة دولاب اليانصيب البشري وليد جنبلاط، الذي لم يعد يحسن القراءة إلا في “الفيسبوك” التابع لعزيزه “جيف”، أن النظام في سوريا ينهار ولا حكومة قبل هذا الأمر. لكن هذه القراءة خاطئة وستدفع “شبه الوطن” ثمناً عالياً جداً.
أطرف ما سمعنا الأسبوع هذا أن المجزرة البشرية التي ارتكبتها إسرائيل في مجدل شمس سببها دفع النظام السوري بالمواطنين إلى الحدود من أجل صرف الأنظار عن التظاهرات في الداخل. ما أسخف هذا الإدعاء وكأن مصر بعيدة عن عاشقها! فمن حمل وزر القضية الفلسطينية بعد خيانة عرب إسرائيل؟ ومن تحمل الأهوال وقدم التضحيات من دون منة، في سبيل فلسطين غير سوريا؟ ثم الذي يريد أن يمنع آلاف الشبان من التوجه إلى عشيقتهم فلسطين، يكون قادراً، على الأقل، على منع المسلحين “السلميين” من قتل ١٢٠ عسكرياً سورياً في مدينة “جسر الشغور”في سوريا!
رغم أنف المنحط الإسرائيلي إيهود باراك وباقي العلوج من حكام العرب: ستبقى سوريا منيعة عزيزة الجانب وستتنصر على المؤامرات لبنانيةً كانت أم “ملبننة”، والعاجزون عن التأليف ليبدأوا بـ”الدرملة” والتخفيف!
Leave a Reply