دمشق – مرة جديدة كانت هضبة الجولان شاهدة على همجية آلة القتل الإسرائيلية وتغاضي العالم عنها، حيث سقط مئات الشهداء والجرحى معظمهم من الشبان الفلسطينيين وهم يحاولون عبور خط وقف اطلاق النار بين سوريا وإسرائيل في الذكرى الرابعة والاربعين للنكسة يوم الأحد الماضي.
ولم تكتف إسرائيل بقتل المتظاهرين السلميين الذين حملوا الأعلام السورية والفلسطينية وصور الرئيس السوري بشار الأسد، بل قدمت شكوى رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، تحمّل فيها الحكومة السورية المسؤولية عن تعرض أي اشخاص حاولوا اختراق الحدود الاسرائيلية للضرر، في إشارة إلى الشهداء الـ23 الذين سقطوا عند حدود الجولان المحتل.
وبحسب الرسالة فإن قوات الجيش الاسرائيلي “تصرفت بأقصى قدر ممكن من ضبط النفس وحذرت إسرائيل مرارا الأطراف كافة في ما يتعلق بإمكانية تفجر الاحتجاجات”. وحثت الرسالة المجتمع الدولي على نقل رسالة إلى سوريا تفيد بأن مثل تلك الاستفزازات تحمل في طياتها دلالات خطيرة للتصعيد وينبغي وقفها تماما.
وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن نائب رئيس المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة حاييم واكسمان أكد في الرسالة المقدمة للأمين العام ورئيس مجلس الأمن الدولي أن إسرائيل تحمّل الحكومة السورية مسؤولية أي ضرر لحق بالأفراد الذين حاولوا خرق خط فك الارتباط مع اسرائيل خلال يوم النكسة الذي يوافق مرور 44 عاما على حرب الأيام الستة لحرب العام 1967.
يوم النكسة
وفي يوم ذكرى النكسة، وحدها حدود الجولان المحتل لم تغلق أمام الفلسطينيين الراغبين بإحياء الذكرى، بعدما قررت السلطات اللبنانية إغلاق المنطقة الحدودية ومنع المتظاهرين من الوصول الى منطقة جنوب نهر الليطاني.
ولقي في المنطقة الحدودية 23 شهيداً مصرعهم وأصيب أكثر من 350 آخرين، بعد يوم طويل استمر الى ما بعد منتصف الليل من المواجهة مع آلة القتل الإسرائيلية.
وذكر مراسل وكالة “سانا” السورية للأنباء في القنيطرة أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت الرصاص الحي لمواجهة مئات الشبان السوريين والفلسطينيين المتظاهرين، الذين يريدون العودة إلى أرضهم المحتلة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الفوسفورية، ونشرت قناصة على الشريط الشائك، كما أشعلت النيران بالقرب منه لمنع الشبان من الاقتراب”، مضيفاً أن “جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي على طواقم الإطفاء والإسعاف وتجمعات الشبان في محاولة منها لمنعهم من الوصول إلى الجولان المحتل إلا أن ذلك لم يمنع المتظاهرين من تكرار محاولاتهم في أكثر من مكان”.
وبثت وسائل إعلام لبنانية وسورية فعاليات اليوم بشكل مباشر فيما اكتفت كبريات وسائل الإعلام العربية بنقل مباشر من زاويات بعيدة من الجانب الإسرائيلي.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان “إننا قلقون للغاية من الاحداث التي وقعت في هضبة الجولان والتي أدت الى قتلى وجرحى”، مضيفة “ندعو كل الاطراف الى ضبط النفس. ينبغي تفادي اعمال استفزازية مماثلة”. ورأت أن “من حق اسرائيل، اسوة بكل الدول ذات السيادة، ان تدافع عن نفسها”.
قتلى في مخيم اليرموك
وبعد تشييع الضحايا في مخيم اليرموك قرب دمشق قامت مجموعات داخل المخيم بمهاجمة مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، ما دفع عناصر من الجبهة لاطلاق النار باتجاههم مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى.
وقالت مصادر فلسطينية لوكالة “رويترز” أن 11 فلسطينياً على الأقل قتلوا رمياً بالرصاص في المخيم بعد أن “حاول مئات من اللاجئين الغاضبين اقتحام مقر الجبهة التي تدعمها سوريا”. وقال المصدر ان الأهالي اتهموا الجماعة بالتضحية بأرواح الفلسطينيين من خلال تشجيع المحتجين على التظاهر في مرتفعات الجولان.
الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية المحتلة، اشتبك مئات من الشبان الفلسطينيين مع الجيش الإسرائيلي بالقرب من حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين مدينتي رام الله والقدس المحتلتين.
وقالت مصادر طبية إن عشرة مصابين نقلوا إلى مستشفيات رام الله بعد إصابتهم بالرصاص المطاطي الذي أطلقه الجنود الإسرائيليون، فيما أصيب عشرات المتظاهرين بحالات اختناق نتيجة تنشقهم للغاز المسيل للدموع.
Leave a Reply