فيينا – في ظل الحملة الدولية التي تتعرض لها سوريا بالتزامن مع الأحداث الداخلية التي تعصف بها أحال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس الماضي سوريا إلى مجلس الأمن الدولي بسبب قيامها بأنشطة ذرية سرية، وهي خطوة قادت الولايات المتحدة المساعي للقيام بها. في حين وصفت دمشق القرار بأنه “يدعو للأسف”. واعتمد مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة بأغلبية 17 صوتا ومعارضة ستة أصوات قرارا ينتقد سوريا لتعطيلها على مدى ثلاث سنوات تحقيقا للوكالة فيما يخص موقعا قصفته إسرائيل عام 2007. وقال دبلوماسيون إن روسيا والصين كانتا ضمن الأصوات المعارضة، في حين امتنعت 11 دولة عن التصويت وتغيبت واحدة. وفي رد فعله على القرار، قال السفير السوري لدى الوكالة بسام الصباغ إن دمشق ستواصل العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الرغم من قرارها إحالة بلاده إلى مجلس الأمن لقيامها بنشاط ذري سري.
وقال الصباغ للصحفيين بعد قرار مجلس محافظي الوكالة في فيينا “إن القرار يدعو للأسف”. وسئل إن كان القرار سيؤثر على التعاون مع الوكالة، فقال “أعتقد أن سوريا كانت دائما ملتزمة بتعهداتها وواجباتها، واعتقد أننا سنستمر في ذلك”.
وكانت روسيا والصين أعلنتا أنهما ستصوتان ضد إحالة ملف سوريا النووي لمجلس الأمن. وقالت موسكو إن مشروع القرار المقدم من الولايات المتحدة و12 دولة جاء “في وقت غير مناسب وهو غير موضوعي”. وذكرت أن التعديلات التي طلبتها على صياغة المشروع لم توضع في الاعتبار.
وقال السفير الروسي لدى الوكالة غريغوري بردينيكوف باجتماع مغلق طبقا لنسخة من بيانه “لهذا إذا طرح للتصويت فسنصوت ضده”. وأضاف أنه رغم احتمال وجود بعض الأخطاء السورية فإن الموقع لا يشكل تهديدا للأمن الدولي الآن لأنه دمر. بينما قال ممثل الصين بالوكالة طبقا لما أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن من غير الضروري إحالة القضية النووية السورية لمجلس الأمن.
وكانت تقارير للمخابرات الأميركية ذكرت أن موقع دير الزور كان مفاعلا في مرحلة التشييد من تصميم كوريا الشمالية، ويهدف إلى إنتاج البلوتونيوم قبل أن تقصفه إسرائيل وتحوله إلى ركام وتنفي سوريا الاتهام. وقدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ومقرها فيينا دعما للزعم الأميركي، في تقرير الشهر الماضي قالت فيه إن الموقع “يرجح كثيرا” أنه كان مفاعلا.
Leave a Reply