في رواية “نادي القتال” Fight Club الشهيرة، التي تحولت لاحقاً إلى فيلم من بطولة براد بيت وإدوارد نورتن، يقول تايلور وهو الشخصية الأولى في الرواية “أريد أن أدمر كل شيء جميل لم أنله قط، أن أقتل السمك الذي لن أستطيع أن آكله، أن أحرق متحف اللوفر، أن أمسح مؤخرتي بلوحة الموناليزا، أريد للعالم كله أن يبلغ الحضيض”. ثم يتحول هذا الميل العنيف للموت وتحطيم وجه العالم إلى صراع يشتبك فيه الرجال في قتال بلا رحمة داخل “نادي القتال” الذي أنشأه تايلور.
لقد أصبح النادي، في الرواية، في ما بعد مذهبا فكريا عاما منتشرا في مدن عديدة سواء بمعرفة ووجود تايلور أو من دون معرفته، وعلى ما يبدو لقد وصل مؤخراً إلى العالم الحقيقي مع ما بات يُعرف بـ”شركة الدمار” التي تتخذ مقرا لها في نيوجرسي في بقعة سريّة، والتي تتيح لزبائنها “الأثرياء والأثرياء جداً فقط” أن يقوموا بتدمير أشياء باهظة بالسلاح الذي يختارونه، ما يعيد التذكير بأبطال الرواية المذكورة الذين يعيشون أزمة معنى لوجودهم و”يحاولون البحث عنه عن طريق الحضارة الاستهلاكيّة”.
ويمكن لأعضاء شركة التدمير اختيار القطعة التي يريدون تحطيمها من قائمة طويلة تتضمن مفروشات، شاشات تلفزيون “أل سي دي”، كمبيوترات محمولة، آلات موسيقيّة، أواني فخارية مزخرفة وغيرها. وتتراوح تكاليف التحطيم وفقاً للقطعة، إذ يبلغ سعر إناء صيني مزخرف 1000 دولار أما إذا أراد الزبون تحطيم اثنين فالشركة تراعيه بالسعر ليصبح 1800 دولار. أما تحطيم كنبة حمراء من مقعدين فيكلّف الزبون مبلغ 2000 دولار. وهناك أسعار مخفضة لغير المتهورين مثل 100 دولار لمجموعة من القناني الزجاجية الفارغة أو 200 دولار لمجموعة من الأكواب الزجاجية.
كما يمكن للزبائن أن يحضروا معهم، من خارج اللائحة، أدواتهم التي يودون تدميرها والتي تصل أحياناً إلى آلات موسيقية ثمينة أو حتى سيارات فاخرة.
أما لجهة الأسلحة، فللزبائن حريّة الاختيار بين مضارب الغولف والبيسبول والفؤوس والسيوف والمناشير وغيرها، كما يمكنهم الحصول على ثياب يرتدونها بهدف الوقاية إن رغبوا. وقد صرّحت الشركة بأن زبائنها أغلبهم من الورثة والوريثات الأغنياء، كما تشكّل النساء منهم نسبة 40 بالمئة، ما يشير إلى أن هؤلاء يفضلن التنفيس عن غضبهم بطرق عنيفة كذلك.
المصدر: “ميل أونلاين”
Leave a Reply