لانسنغ – خاص “صدى الوطن”
أُعلن رسميا عن انتهاء مرحلة الكساد في ولاية ميشيغن، وذلك وفق بيانات حكومية نشرت الثلاثاء الماضي، جاء فيها ان معدل النمو الاقتصادي في ميشيغن وصل الى 2,9 بالمئة عام 2010، وهو الاعلى الذي تشهده الولاية منذ العام 2002.
الاهم ان ميشيغن طوت صفحة من الكساد دامت عقداً من الزمن، بحسب الخبير الاقتصادي في “جامعة ميشيغن” دان غرايمز الذي قال أن “الكساد انتهى.. لا شك في ذلك” وأضاف “تمكنا من معالجة مشاكلنا الهيكلية، وسنسير قدما بمواكبة اقتصادنا الوطني”.
ويعتبر غرايمز بأنه بغض النظر عن تحسن الاوضاع، فان ميشيغن أنهت كسادا كلفها نصف مليون وظيفة منذ العام 2000، مع الاشارة الى ان التعريف الرسمي للكساد يتلخص في تراجع الناتج المحلي الاجمالي لفصلين متتاليين، ويتم احتساب هذا الناتج على المستوى القومي فصليا، في حين يتم احتسابه على مستوى الولاية بشكل سنوي. وعليه فالكساد رسميا ضرب الاقتصاد الاميركي على مدى 18 شهرا من كانون الأول (ديسمبر) 2007 ولغاية حزيران (يونيو) 2009، بينما امتد في ميشيغن، حسب الأرقام الرسمية طوال 2008 و2009، بحسب مكتب التحليل الاقتصادي للولاية.
لكن من الناحية غير الرسمية فان ميشيغن ضربها الكساد منذ فجر الالفية الجديدة، مع الاخذ في الاعتبار تعديل الاسعار وفقا للتضخم، وبذلك تكون ميشيغن قد شهدت تراجعاً في انتاجها المحلي الاجمالي في 2000-2001 وفي 2004-2007 بحسب الهيئة المالية في مجلس شيوخ الولاية، وكانت حققت نموا طفيفا في 2002 و2003 برغم استمرار تراجع معدلات التوظيف.
وبحسب الطريقة التي اجرت فيها الهيئة حساباتها، فان ميشيغن حققت نموا في تلك الفترة، في حين تشير الوقائع على الارض ان ميشيغن لم تخرج من الكساد عام 2002 مثلما جرى في بقية الولايات الأميركية.
الأسوأ من ذلك ان ميشيغن استمرت في نزف الوظائف سنة تلو اخرى منذ العام 2000، من 4,7 مليون موظف (باستثناء القطاع الزراعي) في نهاية 2000 الى 3,9 مليونا في نهاية 2010.
كما ان اعادة هيكلة صناعة السيارات في الولاية كان له التأثير النهائي في انهاء حالة التراجع، بحسب مكتب التحليل الاقتصادي، والذي أكد ان تعافي اقتصاد ميشيغن كان سببه النمو في القطاع الصناعي خاصة صناعة السيارات بعدما شهدته من تسريح لآلاف العمال واغلاق مصانع لها واشهار “جنرال موتورز” و”كرايسلر” لافلاسهما.
وكان نصيب صناعة المنتجات المعمرة وبضنمها السيارات 1,47 بالمئة من نسبة النمو الاقتصادي في ميشيغن العام الماضي.
الى ذلك قال الخبير الاقتصادي في بنك “بي ان سي” كورت رانكين، ان المعامل المرتبطة بصناعة السيارات في ميشيغن هي التي اخرجت الولاية من الكساد، مضيفا ان الولاية بدأت بالتعافي بعد ان و صلت الى الحضيض.
بشكل عام احتلت ميشيغن المرتبة 15 على مستوى الولايات المتحدة لناحية معدل النمو الاقتصادي للعام الماضي، في حين احتلت نورث داكوتا المرتبة الاولى بتحقيقها نموا وصل الى 7,1 بالمئة، مقارنة بتراجع كانت شهدته ميشيغن في العام 2009 وصل الى 1,5 بالمئة مضافا الى 3 بالمئة عام 2008, وبذلك يكون تحقيقها لنمو بمعدل 2,9 بالمئة في السنة الماضية انجازا هو الاعظم على مستوى اميركا.
واعتبر غرايمز ذلك “انجازا ملحوظا”، في ضوء توقع الخبراء بتراجع قد تشهده الولايات المتحدة عام 2011 ليتحسن نهاية العام، لكنه بأي حال لن يكون تراجعا كالذي مضى في مرحلة الكساد.
مع الاشارة الى ان صناعة السيارات الاميركية ستشهد نموا في ظل استمرار مفاعيل الهزات الارضية والتوسونامي التي شهدتها اليابان في آذار (مارس) الماضي، وما كان لها من تبعات على قدراتها التصديرية.
أثر طفيف على التوظيف
تأثر ميشيغن بالكساد الاخير وخروجها منه، مثله في ذلك مثل مراحل الكساد التي مرت بها الولايات المتحدة في تاريخها، فهي أدت الى ضعف في السيولة النقدية بين الأميركيين ما دفع الناس الى التوقف عن شراء السيارات، ما أدى بدور الى مواجهة اقتصاد الولاية لمشاكل اقسى واصعب من الولايات الاخرى، لحين استعادة ثقة المستهلكين.
وحسب المراقبين، هذا ما ستكون عليه الحال في ميشيغن هذه المرة ايضا مع بضعة استثناءات اولها ان مراحل الكساد الاولى لم تدم اكثر من عام في مقابل عام ونصف لمرحلة الكساد الاخيرة، وثانيها ان ميشيغن تتعافى هذه المرة ومأمول ان يترافق ذلك مع نمو في الوظائف بعدما خسرت 332 الف وظيفة منذ 2007.
ويقول غرايمز “المشكلة في ميشيغن منذ 40 سنة انه كلما شهدت كسادا تتم الدعوة لتنويع الاقتصاد في الولاية، وما تلبث الدعوات تتلاشى ويعود الناس الى الاعتماد على صناعة السيارات”، وفي هذه المرة يأمل ان يعود 160 الف عامل الى وظائفهم في معامل السيارات، لكن باجور ليست كالتي مضت (14 دولار/ساعة) للمبتدئين بحسب الاتفاق مع النقابات العمالية العمالية. ويقول غرايمز “تعافينا من الكساد وسيعود جزء من العمال الى وظائفهم، ولكن في كل مرحلة كساد سابقة كان عدد العمال الحاصلين على وظائف اكبر من عددهم قبل الكساد”.
المصدر: “ديترويت نيوز”
Leave a Reply