صنعاء – انفجر الأسبوع الماضي الوضع الأمني في جنوب اليمن حيث سقط عشرات القتلى في مواجهات جديدة مع مسلحين في محافظة أبين جنوبي البلاد، في حين تستمر المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد صالح الذي يتلقى العلاج في السعودية، ولا يزال الغموض يلف وضعه الصحي.
وكشف نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ان صالح تعرض لمحاولة اغتيال أصيب خلالها بجروح خطيرة جداً، مشيراً إلى ان لا فكرة لديه عن موعد عودته إلى إلى اليمن بعد تلقي العلاج الطبي المناسب في السعودية.
وقال هادي في مقابلة مع شبكة »سي أن أن« الأميركية، ان الرئيس اليمني تعرض لمحاولة اغتيال ولم يصب بقصف صاروخي استهدف مسجداً في قصره الرئاسي في اوائل حزيران (يونيو)، في ما يعد أول إقرار رسمي يمني بالأمر.
وفي أول مقابلة له مع وسيلة إعلام غربية، قال هادي، وهو حالياً الرئيس بالوكالة منذ مغادرة صالح لتلقي العلاج، أشار هادي إلى انه رأى الرئيس اليمني مباشرة بعد إصابته وكانت صدره مثقوباً بقطعة من الخشب ووجهه وذراعاه والجزء العلوي من جسمه محروقاً. ورداً على سؤال عن موعد عودة قال هادي انه لا يعرف »قد يستغرق الأمر أشهراً، وهذا أمر يعود إلى الأطباء.. لا فكرة لدي عن التاريخ المحدد لعودته«. إلا انه أكد ان صحة صالح تشهد تحسناً يومياً، ولديه النية الكاملة للعودة إلى بلاده من السعودية.
وقال هادي ان منزله محاط بالمعارضة، لكن نفى المزاعم بأنه ليس قادراً على استخدام القصر الرئاسي، مشيراً إلى انه يتحدث هاتفياً مع ابن الرئيس اليمني وهو قائد الحرس الجمهوري، في أي وقت يريد إعطاءه أية اوامر.
ورفض اتهامات المعارضة بأنه لا يملك أي سلطة، قائلاً انه منح السلطة الكاملة للتوقيع على أي اقتراح سلام جديد تحت رعاية الأمم المتحدة.
وتحدث هادي عن اتفاق جديد يبحث يقضي بتنحي صالح بعد انتخاب رئيس جديد فقط، وهذا يختلف عن مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي تقضي بتسليم الرئيس اليمني السلطة إلى هادي بعد 30 يوماً وإجراء انتخابات جديدة بعد 60 يوماً. ودافع عن صالح بشدة، رافضاً وصف الرئيس اليمني بأنه جزء من المشكلة في البلاد مؤكداً انه جزء من الحل.
ولفت ان لدى صالح 3 ملايين مؤيد »وهو جزء من التوازن السياسي في اليمن، فهو خبير في التعامل مع كل الاختلافات السياسية والقبلية«. ورداً على سؤال كيف يستفيد تنظيم »القاعدة« من تدهور الوضع الأمني، رد هادي ان القوات الحكومية تستهدفهم بشدة.
وتحدث هادي كيف يخطط لإنهاء المصاعب الاقتصادية اليمني، لكنه توقع أن يلقي الرئيس صالح قريباً كلمة تساعد في تغيير الأوضاع في البلاد التي تشهد احتجاجات مستمرة معارضة للحكومة.
وقتل الأسبوع الماضي في معارك للجيش الأميركي مع مسلحين مرتبطين بتنظيم »القاعدة« في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بجنوب البلاد.
وشهدت مدينة تعز الثلاثاء الماضي اشتباكات عنيفة استمرت ساعات بين القوات الموالية للرئيس صالح ومسلحين من أنصار الثورة سقط فيها قتلى وجرحى. يأتي ذلك في ظل استمرار المظاهرات التي تطالب برحيل النظام وحدوث انشقاقات في صفوف الحرس الجمهوري.
وقصفت قوات صالح بالدبابات والمدفعية ساحة الحرية وحي الروضة، حيث منزل إحدى الشخصيات المؤيدة للثورة اليمنية. وأضاف أن الاشتباكات استمرت ساعات واستخدمت فيها القوات الموالية لصالح الأسلحة المتوسطة والثقيلة وأطلقت القذائف على المنازل.
وفي صنعاء خرجت مسيرات حاشدة تدعو لمحاكمة صالح ونجله وأبناء أخيه لارتكابهم ما وصفه المتظاهرون بـ»القمع والقتل ضد الشعب اليمني وقصف القرى اليمنية من قبل قواتهم«، كما طالبت المسيرات بالحرية لجميع المعتقلين في عموم اليمن.
كما أعلن الأسبوع الماضي أت ثلاثمائة جندي من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وشرطة النجدة اليمنية انضمامهم إلى الثوار بساحة التغيير بصنعاء. وأضاف متحدث باسم القوات الموالية للثورة أن هناك الكثير من المفاجآت في الأيام المقبلة فيما يخص انضمام قوات الأمن المركزي إلى الثوار
Leave a Reply