ليما – تعهد رئيس بيرو المنتخب، أولانتا هومالا، بالتحقيق في حملة عمليات التعقيم القسري الجماعي التي شنتها حكومة الرئيس الأسبق ألبرتو فوجيموري (1990-2000) ومعاقبة المسؤولين عنها، والتي تجاوز عددها 350 ألف عملية في فترة سبع سنوات وصرحت عايدة غارسيا نارانخو، المتحدثة بإسم حركة “بيرو الرابحة” الحزب الفائز في الإنتخابات الأخيرة، أن “هومالا سيفي بالتزام دولة بيرو مع لجنة دول الأميركيتين لحقوق الإنسان، بأن لا تمر حملة تعقيم الإناث والذكور من دون عقاب، وهي التي نعتبرها جريمة ضد الإنسانية”.
ويذكر أن لجنة حقوق الإنسان في الأميركتين، التابعة لمنظمة الدول الأميركية، تقضي بأن تحاكم الدولة مرتكبي برنامج تنظيم الأسرة الهادفة للحد من الفقر من خلال عمليات جراحية جماعية لربط البوق وقطع القناة الدافقة، لا سيما بين أهالي جبال الأنديز والمناطق الريفية والفقيرة في بيرو. وتفيد بيانات وزارة الصحة في بيرو أنه تم إجراء 346,219 عملية تعقيم للنساء و24,535 عملية تعقيم للرجال بين عامي 1993 و2000، أجريت 55,2 بالمئة من مجموعها بين عامي 1996 و1997 فقط، وهي الفترة التي سُمح فيها للقوات المسلحة والشرطة بالمشاركة في تنفيذ هذه العمليات.
وأجريت في هاتين السنتين 262 عملية ربط البوق، يوميا في المتوسط، في إطار البرنامج الوطني لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية الذي وضعته حكومة فوجيموري، المسجون حاليا بتهمة الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
وكانت هذه القضية واحدة من القضايا الرئيسية المتداولة في المناقشات التلفزيونية التي سبقت الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، والتي أجريت بين هومالا ومنافسته اليمينية كيكو فوجيموري، ابنة الرئيس الأسبق.
وعن هذا شرحت سابينا هويلكا سابينا كوندور، 41 عاما، من جماعة اسكوتشاكا بمحافظة أنتا، وواحدة من هؤلاء الضحايا، أنه تضطر الى الذهاب إلى العاصمة ليما لتلقي العلاج المتخصص، نظرا لمعاناتها من ورم يشتبه الأطباء في أنه نتيجة لعملية التعقيم التي أجريت لها.
وأكدت أنه ستضع نفسها تحت تصرف السلطات “لإثبات أسباب التعقيم التي أجري لي من دون موافقتي… استطيع ان أظهر جروحي وآلامي، وكل ما يلزم للإثبات للقضاة أنهم (الحكومة) أضروا بحياتي جراء تلك العملية التي لم أطلبها أبدا”.
Leave a Reply