لندن، ستوكهولم – بين فترة وأخرى تظهر دراسات علمية مختلفة نتائج متناقضة حول وجود أدلة على علاقة للهاتف المحمول بالاصابة بالسرطان، ففي الأسبوع الماضي أفادت دراسة بريطانية جديدة بتراجع الادلة العلمية على وجود صلة بين استخدام الهواتف المحمولة والاصابة باورام المخ رغم خطوة جرت مؤخرا لتصنيف استخدام هذه الهواتف باعتبارها مسببا محتملا للسرطان. في حين وجدت دراسة سويدية تزايد في نسبة الإصابة بالورم النجمي الخبيث في الدماغ لدى الذين يستعملون الهواتف النقالة منذ أكثر من عقد.
وخلصت مراجعة لبحث نشر سابقا اجرتها لجنة من الخبراء من بريطانيا والولايات المتحدة والسويد إلى أنه لا يوجد أي دليل مقنع عن وجود صلة بين استخدام الهواتف المحمولة والاصابة بالسرطان. كما توصلت المراجعة إلى عدم وجود آليات بيولوجية مؤكدة تسبب من خلالها الاشارات اللاسلكية الصادرة من الهواتف المحمولة اوراما سرطانية محتملة. وكتب الخبراء في دورية “آفاق الصحة البيئية” الأميركية انه “رغم استمرار وجود حالة من عدم وضوح الرؤية فإن الاتجاه المستخلص من الادلة التراكمية يتعارض بشكل متزايد مع فرضية أن استخدام الهاتف المحمول قد يسبب اوراما بالمخ لدى البالغين”.
جاءت المراجعة الجديدة بعد شهرين فقط على قرار الوكالة الدولية لابحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية بأنه يجب تصنيف استخدام الهواتف المحمولة “كمسبب محتمل للسرطان لدى البشر”.
أما مناصرو البحث السويدي فقالوا أنه يشكل دليلا على حاجة تعليم الأطفال مخاطر التكلم على الهاتف النقال المحتملة علماً ان الباحثين تفحصوا استعمال الهاتف النقال والهاتف اللاسلكي من قبل 1200 سويدي كشف تشخيصهم عن وجود سرطان خبيث في الدماغ ما بين 1997 و2003. وتمت مقابلة الذين بقوا على قيد الحياة (905 أشخاص) في خصوص استعمال الهاتف. أما بالنسبة للـ346 شخص الذين لاقوا حتفهم، فقد استجوب االباحثون أقرباءهم في شأن عادات أحبائهم في التكلم على الهاتف. ومن ثم قاموا بمقارنة ذلك مع معلومات عن 2500 فرد كانوا إما أحياء وليسوا مصابين بسرطان الدماغ وإما ماتوا نتيجة أسباب أخرى علماً أنه تم ربط كل حالة بالعمر والجنس والمكانة الاجتماعية. وخلص الفريق إلى أن استعمال الهواتف النقالة والهواتف اللاسلكية أدى إلى تزايد خطر الإصابة بأورام دماغية خبيثة.
ووجد الباحثون أن استخدام الهواتف بغض النظر إن كانت نقالة أو لاسلكية طيلة عشر سنوات يزيد من خطر الإصابة بأورام خبيثة بنسبة 30 بالمئة ومن خطر الإصابة بالأورام النجمية بنسبة 40 بالمئة.
أما وزارة الصحة السويدية فتشجع الأطفال والأشخاص اليافعين الذين لم يتخطوا الـ16 من عمرهم على استخدام الهواتف النقالة لأسباب ضرورية فقط والتقليل من القيام باتصالات والقيام بدلاً من ذلك ببعث رسائل تلفونية. على الرغم من تزايد عدد الأشخاص الذين يستعملون سماعات الرأس اللاسلكية (بلوتوث) وسدادات الأذن اللاسلكية، إلا ان كلاهما يحمل خطر الاشعاعات علمًا أن استخدام الأنابيب الهوائية على مثال Air2Hear يخفف من تعرض الدماغ للإشعاعات عبر استبدال السلك البالغ طوله 15 سم بأنبوب مجوّف.
ووفقاً للسجلات الرسمية الخاصة بالسرطان، يتم تشخيص 8600 شخص مصاب بورم في السنة في المملكة المتحدة. ومع ذلك، تشير جمعية “سامانثا ديكسون للأورام الدماغية” إلى أن الأرقام تتعدى الأعداد الحالية علماً أن الرقم الحقيقي قد يعادل الضعف. وقال متحدث باسم الجمعية أن أكثر إصابات سرطان الدماغ تقع في صفوف الرجال الذين لم يتعد عمرهم الـ45 والنساء اللواتي لم يتعدى عمرهن الـ35 علماً أن حوالي 500 طفل في العام يفيد تشخيصهم أنهم مصابون بورم دماغي. ويقول مؤسس الجمعية نيل ديكسون إن الدراسة السويدية قد تثير مخاوفنا وإنه يتوجب علينا القيام بمزيد من الأبحاث في هذا الشأن
Leave a Reply