جنازة مهيبة للشاب حسن زيدان تضم الآلاف من أهالي ديربورن
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
شهد “المركز الإسلامي في أميركا” في مدينة ديربورن مساء الخميس الماضي جنازة مهيبة حضرها الآلاف من أبناء الجالية العربية الذين شاركوا في عزاء الشاب حسن زيدان (23 سنة) الذي قضى بعدة عيارات نارية مساء الأربعاء الماضي، مقدمين تعازيهم ومبدين تعاطفهم مع أسرة الضحية وسط أجواء من الحزن والأسى.
وسادت أجواء العزاء تساؤلات مريرة حول ازدياد حالات العنف في مجتمع الجالية العربية، وهي سلوكيات تنبذها العادات والتقاليد الاجتماعية والتعاليم الدينية الإسلامية التي تدعو إلى الرفق والتسامح والغفران، خاصة وأن مقتل زيدان ترافق مع الذكرى السنوية الأولى لمقتل الشاب محمد عبود الذي قضى بدوره بطعنات سكين إثر مشادة كلامية مع أحد الأشخاص من أبناء الجالية الكلدانية.
ومن المفارقات المؤلمة في هذه الحادثة، أنها جرت خلال ممارسة بعض الشبان العرب لكرة السلة.. حيث من المفترض بالرياضة أن تقوم بتهذيب النفوس وتقويم اعوجاجها وحماية هواتها من الانحراف والانجراف في منزلقات خطيرة، لكن اللعبة.. المميتة، وبعد خلاف نشب بين محمد زيدان والجاني فادي فرج، أنتهت برصاصات غادرة، حولت مساء الأربعاء إلى يوم جنائزي لوع نفوس أبناء المدينة وأحرق دموع عائلة الفقيد.
ولم يعرف، بعد، تماما، كيف وقعت الحادثة، وما هي ظروفها، إذ ما يزال قسم شرطة مدينة ديربورن يتابع التحقيقات، وفي الوقت الذي تتعدد فيه الروايات والأخبار، يبقى المؤكد والمفجع هو رحيل شاب مازال في مقتبل العمر، إضافة إلى لوعة أسرته وأقاربه، وجزع جالية تتخوف من تفشي العنف الذي من الممكن أن يضع أبناءها في مهب الريح وفريسة سهلة لمؤثرات عنفية متجذرة ومتمددة ولا تخفى على أحد في منطقة ديترويت الكبرى.
ومن ناحية أخرى، فإن مكان وقوع الجريمة.. القريب من ثلاث مؤسسات، دينية وتربوية واجتماعية، يطرح مزيدا من التساؤلات حول دور مؤسسات الجالية لناحية تعميق القيم المجتمعية والإنسانية في نفوس الشبيبة الذين قد تستهويهم مناخات التسيب والغواية والسعادة السطحية العابرة.
تفاصيل الجريمة
وفي التفاصيل، بحسب ما روى أشخاص تجمعوا حول مكان الحادث، أن مجموعة من الشبان العرب كانوا يلعبون كرة السلة خلف مدرسة “ريفر سايد” الواقعة على 6345 شارع شايفر في مدينة ديربورن، عندما وقع خلاف بين الشابين حسن زيدان وفادي فرج، حيث قام الأخير على أثره بإحضار مسدس من سيارته المركونة قريبا من الملعب، وقيامه بإطلاق عدة رصاصات على زيدان الذي فارق الحياة على الفور.
وأضاف شهود العيان “أنه خلال الاشتباك أصيب القاتل برصاصة انطلقت من مسدسه، وتم نقله إلى المستشفى”، بينما قال آخرون إنه “تعرض للضرب المبرح من قبل الحاضرين بسبب فعلته النكراء، ونقل على إثرها الى المستشفى حيث دخل في غيبوبة”.
وأفاد بيان صحفي صدر عن قسم شرطة ديربورن في وقت متأخر من الليلة التي وقعت فيها الجريمة “أن الحادث وقع قرابة الساعة 7:30 من مساء يوم الأربعاء الماضي، وأن الجاني قيد الاعتقال”.
ولم يتضمن البيان اسمي الجاني والضحية، ولكنه أشار إلى أن القاتل من سكان مدينة ديربورن ويبلغ الـ35 من العمر، وأن الضحية أيضاً من سكان ديربورن أيضا وعمره 23 عاما، وانه تم التحفظ على اسمه (الضحية) بانتظار إجراءات التحقيقات الموسعة”.
وحمل البيان تعازي قائد شرطة مدينة ديربورن رونالد حداد “إلى أسرة الشاب الذي راح ضحية هذه الجريمة العبثية”.
ونوه أن التحقيقات في الحادث ماتزال جارية، وأهاب بمن لديه معلومات ذات صلة، الاتصال على الرقم: 313.943.3093
وسجلت “صدى الوطن” ردود أفعال مستهجنة للجريمة من قبل المتجمهرين في مسرح الجريمة واستغرابهم من ازدياد حالات العنف في مجتمع الجالية العربية، حيث تأتي هذه الحادثة في ذكرى مرور عام على مقتل الشاب محمد عبود.
وقال الشيخ هشام الحسيني الذي كان من أوائل الواصلين إلى مسرح الجريمة: “إن هذه الجريمة حدثت في مكان ملاصق لثلاث مؤسسات هي المجمع الإسلامي ومدرسة ريفر سايد وأكسس، وهذا يعني أن مؤسساتنا التربوية والاجتماعية مطالبة ببذل المزيد من الجهود لتحصين المجتمع العربي ضد حالات العنف والتردي والتفكك الاجتماعي”.
وكان والد الضحية، مصطفى زيدان، قد تعرض لنوبة قلبية فور سماعه خبر مقتل ابنه الشاب، ونقل الى مستشفى أوكوود ولكنه أصر في اليوم التالي على المشاركة في العزاء، بالرغم من تدهور صحته ومصابه الأليم.
Leave a Reply