تكامل المقاومة والاقتصاد: الصواريخ في حماية نفط وغاز لبنان
بيروت – طغت انباء توازن الردع البحري الذي أطلقه السيد حسن نصرالله والانفجار الذي استهدف دورية فرنسية عاملة ضمن “اليونفيل” في جنوب لبنان على ما سواها من معالم المشهد السياسي هذا الأسبوع.
ووضع السيد نصرالله قطاعا حيويا في الإقتصاد الوطني تحت حماية قوة “حزب الله” النارية، في خطوة تثبت مرة جديدة حاجة لبنان الى المقاومة كضرورة قومية، في ظل الاستنفار الاسرائيلي لإستثمار الحقول المكتشفة، قبل التفاهم مع لبنان على الحدود البحرية.
وهو ما أشار اليه السيد نصر الله بشكل واضح محذرا اسرائيل من مباشرة التنقيب في مساحة الـ 850 كيلومترا مربعا البحرية الواقعة على الحدود مع فلسطين المحتلة، والتي يعتبرها لبنان ملكا له، معتبرا انها منطقة معتدى عليها، وليست متنازعا عليها.
وبانتظار ما ستؤول اليه الأيام من تطورات على صعيد هذا الملف، يبقى التحقق من قدرة المقاومة رهن التنبؤ والاحتمال ما دامت غير مضطرة لاستخدام حقها في حماية ثروة لبنان، وهو بالمناسبة من الحقوق القليلة التي لن يختلف اللبنانيون على حمايتها بأي ثمن، كما أنها من الحقوق التي تجيب بوضوح على اشكالية “هانوي ام هونغ كونغ” بحيث تتكامل المقاومة مع المصلحة الوطنية العليا وتشكّل ضمانا لاستقرار اقتصادي لن تستطيع أي شركة دولية للتنقيب عن الغاز تخطيه ما لم تنال موافقة بيروت.
في وقت تشير الأنباء الواردة من تل أبيب الى هاجس حقيقي، بلغ حد التفكير علنا بطلب مساعدة الأسطول السادس الأميركي لردع “حزب الله” بحرا، بينما يرتفع صوت قادة سابقين في البحرية الاسرائيلية، مع الإشارة الى ان مستوى الرضا الاسرائيلي عن الموقف الأميركي من هذا الملف يبدو دون سقف توقعات تل أبيب نظرا لاعتبارات عديدة تدركها واشنطن جيدا، وتتشابك فيها مصلحة الشركات الأميركية الكبرى بالمعطيات الاقليمية.
وبإنتظار ما ستؤول اليه “الجهود الدبلوماسية” في الحفاظ على حقوق لبنان في هذه الثروة الطبيعية، على السفن الاسرائيلية التي تحمي منشآت ومنصات الغاز الاسرائيلية “تشغيل جميع أنظمة الدفاع والإنذار والافتراض انها واقعة تحت تهديد متعدد الأبعاد في أي لحظة”.
وتردد أن المبعوث الأميركي فريدريك هوف سيتوجه قريبا الى بيروت لمناقشة الملف النفطي البحري مع المسؤولين اللبنانيين، علما ان واشنطن تسعى لضمان مصالح شركة “نوبل اينيرجي” التي فازت بالمناقصات المتعلقة بالتنقيب عن النفط والغاز في حقلين اسرائيليين.
في جانب اخر، ركز نصرالله في خطابه بمناسبة ذكرى حرب تموز على الخوض في أسباب الحرب النفسية التي يخوضها الجيش الاسرائيلي في الآونة الاخيرة، متوعدا مرة جديدة العدو بالهزيمة في حال اعتدى على لبنان.
في هذه الأثناء، عادت قوات اليونفيل لتكون جزءا من لعبة تبادل رسائل أمنية، ومرة جديدة في مدينة صيدا، بعد تعرض الوحدة الفرنسية العاملة فيها لاعتداء بعبوة ناسفة تزن ما بين 6 الى 8 كيلوغرامات من مادة “تي ان تي” فُجرت بواسطة سلك كهربائي، ما يُعتبر من التقنيات القديمة جدا التي حالت دون أن تتمكن رادارات التشويش من تعطيلها أو اكتشافها.
وعقب الانفجار الذي استهدف ناقلة جند واسفر عن جرح 5 جنود فرنسيين، اوقف الجيش اللبناني ما يزيد على 25 شخصا على ذمة التحقيق، على خلفية وجودهم في مكان الانفجار لحظة وقوعه.
في هذا الوقت، انشغلت اوساط تيار المستقبل بشن هجوم على “حزب الله” باتهامه بمحاولة “تحطيم الصورة الشخصية والقيادية” لسعد الحريري. وللمرة الأولى، يتهم بيان صادر عن كتلة نواب المستقبل، برئاسة فؤاد السنيورة، “حزب الله” باحتضان قتلة الرئيس رفيق الحريري، من خلال القول إن “سلاح المقاومة الذي حرر الجنوب فَقَدَ شرعيته بعدما تحوّل إلى صدور اللبنانيين، وبعدما احتضن المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه”.
الى ذلك، اجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان عدة مشاورات بهدف استئناف الحوار الوطني، فالتقى عددا من ممثلي الكتل النيابية الرئيسية.
وفي حين تبدو رغبة الرئيس مخلصة في هذا المجال، غير أن اجواء قوى الرابع عشر من آذار ترفض بشكل قاطع العودة الى طاولة الحوار قبل الحصول على التزام مسبق بموضوع السلاح، بعد ان قررت تخطي التوافق الوطني السابق على بند الاستراتيجية الدفاعية واعادة التصويب باتجاه المقاومة.
مع الإشارة الى ان رئيس الجمهورية لم يسلم أيضا من سهام “14 آذار” السياسية.
وفي حين طغى الجمود على الجبهة الحكومية بسبب تواجد رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في اجازة خاصة خارج لبنان، يُنتظر ان تعود الحرارة الى ورشة العمل الوزارية، وفي اولويتها ملف الحدود البحرية.
تبقى الإشارة الى حدث ذي مغزى، تمثل بزيارة قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال فنسنت بروكس إلى بيروت، واجتماعه بقائد الجيش العماد جان قهوجي، “لمناقشة التعاون المستمر بين الجيشين اللبناني والأميركي والمبادرات الثنائية للتعاون الأمني”، وسط ضغوط في مجلس النواب الأميركي لوقف المساعدات العسكرية الى الجيش اللبناني بضغط شارك فيه بعض فصوله شخصيات من “14 آذار”، بهدف التشويش على الحكومة الجديدة، ضمن حملة شملت التحريض في أروقة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، من دون ان تلقى هذه الحملة حتى الساعة تجاوبا دوليا يُذكر
Leave a Reply