صنعاء – اتجهت الأحداث في اليمن خلال الأسبوع الماضي الى مزيد من التأزم إذ شهدت العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة تعز جنوبي البلاد اشتباكات بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح الذي قد يعود الى البلاد قبل حلول شهر رمضان، ورجال قبائل ومسلحين موالين للثوار الذين يطالبون منذ أشهر بإسقاط نظامه، وذلك مع اشتداد المخاوف الأمنية التي تواجه الثورة ومصير البلاد.
ففي مديرية أرحب شمال صنعاء دارت مواجهات عنيفة الأسبوع الماضي بين قوات الحرس الجمهوري التابعة لأحمد، نجل الرئيس اليمني، ومسلحين قبليين تتهمهم السلطات بإيواء من تسميهم “إرهابيين”. وأسفرت هذه المواجهات، التي استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وأخرى خفيفة، عن قتلى وجرحى من الجانبين لم يعرف عددهم بعد. ونقلت وكالة “يونايتد برس إنترناشونال” عن مصدر قبلي قوله إن المسلحين حاولوا السيطرة على معسكر “الصمع” الواقع على بعد أربعين كلم شمال شرق صنعاء، لكن الطيران الحربي حال دون ذلك قبل أن يعود مقاتلو المعارضة ويسيطروا عليه. وسمع دوي الانفجارات العنيفة في صنعاء جراء غارات الطيران الحربي، كما شوهدت سيارات إسعاف وهي تنقل القتلى والجرحى قادمة من موقع المواجهات.
وفي مدينة تعز جنوبي اليمن، اندلعت اشتباكات بين مسلحين موالين للثوار وقوات موالية للرئيس صالح.
وبدورها نقلت وكالة “رويترز” عن معتصمين في ساحة الحرية في المدينة قولهم إن القوات الموالية لصالح قصفت الساحة من عدة مداخل.
وقد عاودت قوات الحرس الجمهوري قصفها المدفعي لساحة الحرية والأحياء المجاورة لها بعد الإعلان عن هدنة سعى لها عدد من المشايخ والوجهاء ورجال الأعمال، وامتدت الاشتباكات إلى عدة مناطق.
رحيل صالح قبل الحوار
وعلى المسار السياسي، رفضت المعارضة اليمنية خطة الحكومة لإجراء محادثات تهدف إلى تخفيف حدة الاضطرابات بعد شهور من اندلاع احتجاجات حاشدة تطالب بالإطاحة بصالح، مؤكدة أنها لم تسمع حتى عن “خريطة الطريق” التي أعلنت عنها الحكومة لإقرار السلام.
وقالت المعارضة إنها لن تدخل في محادثات مع الحكومة حتى يوقع صالح على خطة لنقل السلطة، توسطت فيها دول خليجية وعربية وتراجع صالح عن توقيعها ثلاث مرات من قبل.
وقال محمد باسندوة، وهو أحد زعماء ائتلاف المعارضة، إن المعارضة ليست على علم بأي خريطة طريق، وإنه لا وجود لمثل هذا الأمر، مشيرا إلى أن المعارضة قررت عدم الدخول بأي حوار حتى يتم التوقيع على المبادرة الخليجية، أو نقل السلطة إلى نائب الرئيس.
وكان نائب الرئيس عبد ربه هادي منصور قد أكد أن خريطة الطريق ستصدر خلال أسبوع، بينما قال المتحدث باسم الحكومة طارق الشامي إن خريطة الطريق ستركز على إجراء محادثات مع المعارضة، موضحا أنها تستند لمشاركة جميع الأطراف في حوار ومناقشة جميع القضايا.
وقد رفضت كل من المعارضة السياسية والثوار عروض صالح بالحوار، وتمسكت بمطالبها برحيله وتنحيه عن السلطة
Leave a Reply