دمشق – شهدت الساحة السورية تطورات بارزة على أكثر من صعيد. أمنياً، بدا واضحا أن البلاد تتجه الى مزيد من التصعيد ما دفع السلطات السورية الى نشر الجيش والدبابات في أكثر من مكان، كان آخرها في ريف دمشق ومدينة اللاذقية، أما على مستوى الإصلاحات فقد اقرت الحكومة السورية الثلاثاء الماضي مشروع قانون الانتخابات العامة الهادف الى تنظيم عملية الانتخابات العامة التشريعية والمحلية وضمان سلامتها وذلك ضمن برنامج الاصلاحات السياسية الذي اعلن عنه، وكانت الحكومة السورية قد اقرت الاحد الماضي مشروع قانون يرعى تأسيس الاحزاب وينظم عملها “وذلك في اطار ترجمة توجهات برنامج الاصلاح السياسي وبهدف إغناء الحياة السياسية وتنشيطها والمشاركة في مسؤولياتها وتداول السلطة”.
وعلى مستوى حركة الشارع، فقد دعا الناشطون السوريون على موقع “فيسبوك” إلى مظاهرات يوم جمعة جديد تحت عنوان “صمتكم يقتلنا”، في إشارة إلى الصمت الدولي والعربي حول إدانة قمع النظام السوري ضد شعبه، الأمر الذي اعتبره مؤيدو النظام محاولة سافرة لاستدعاء التدخل الخارجي في سوريا.
كما كان بارزاً دعوة زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري السوريين إلى قتال أميركا وإسرائيل، معتبراً أن الأسد “حارس إسرائيل”.
وقد حث الظواهري المحتجين السوريين المناوئين لحكم الرئيس بشار الأسد على توجيه احتجاجهم أيضا إلى واشنطن وإسرائيل، منددا بالولايات المتحدة باعتبارها غير مخلصة في إظهار التضامن معهم. واتهم واشنطن بأنها تعاونت مع الأسد “حارس حدود إسرائيل” طوال عهده.
وقال الظواهري في شريط فيديو أذيع من خلال الإنترنت وضع على مواقع إلكترونية إسلامية، إن الولايات المتحدة “تعاونت مع الأسد طوال عهده وتزعم اليوم أنها تقف معكم لما رأته وقد مادت به الأرض من زلزال غضبتكم”. وسمى الظواهري الثوار السوريين ضد نظام الأسد “أبناء الفاتحين وسلالة المجاهدين وورثة المرابطين”.
وحمل الشريط تاريخ شهر حزيران (يونيو) الماضي عندما اختار تنظيم القاعدة الظواهري زعيما له خلفا لأسامة بن لادن.
وعلى الصعيد السياسي الدولي، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان إن نظام الرئيس الأسد بات أكثر عزلة. وقال، في تصريح لقناة “الجزيرة” المناوئة للنظام السوري، عقب جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية الفرعية في مجلس النواب الأميركي إن التغيير في سوريا آت لا محالة.
في الأثناء قالت مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي إن دول الاتحاد اتفقت الخميس الماضي، من حيث المبدأ، على توسيع العقوبات ضد النظام السوري وستصبح سارية مطلع الأسبوع القادم بعد إقرار رسمي من قبل مبعوثي الاتحاد.
وبموجب هذا الاتفاق سيتم توسيع العقوبات لتشمل خمسة أشخاص آخرين من المنتظر أن يتم تجميد أصولهم وحظر سفرهم، بدون الكشف عن تفاصيل متعلقة بهويات الأفراد المعنيين.
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات ضد الأسد وأكثر من عشرين مسؤولا سوريا آخرين، وتشمل هذه العقوبات شركات لها صلات عسكرية في سوريا.
مؤتمر البعث
أما في دمشق، فقد أعلن الأمين القطري المساعد لحزب البعث الحاكم في سوريا محمد سعيد بخيتان عن الإعداد لعقد مؤتمر قطري للحزب قبل نهاية العام على أبعد تقدير لبحث إستراتيجية الحزب ورؤاه حيال متطلبات المرحلة الحالية.
ونقلت صحيفة “البعث” الناطقة باسم الحزب الخميس الماضي عن بخيتان قوله في لقاء حزبي في دمشق أن المؤتمر سيكون تاريخياً في حياة الحزب كونه سيسبق الانتخابات التشريعية “التي نرى أنها لحظة مفصلية قادمة في حياة سوريا”.
وأضاف أن مجلس الشعب سيكون مدعواً للانعقاد خلال الأيام القادمة، وبحكم القانون، لمناقشة جملة من القرارات والقوانين التي تدعم مسيرة الإصلاح، ومن بينها خصوصاً قانون الانتخابات العامة، ومن ثم يصدر الرئيس الأسد مرسوماً جمهورياً بحل المجلس والدعوة لانتخابات تشريعية قبل نهاية العام
Leave a Reply