طرابلس الغرب – تمكنت قوات الثوار الليبيين خلال الأسبوع الماضي، من تضييق الخناق على معقل نظام معمر القذافي في العاصمة طربلس، بعد إعلانها الاستيلاء على مصفاة النفط في مدينة الزاوية الساحلية، وسيطرتها على بلدة غريان جنوبي طرابلس، فيما توغلت 40 كيلومترا جنوبي مصراتة في اتجاه مدينة سرت حيث تحدث المعارضون عن السيطرة على نقطة استراتيجية على هذا المحور.
ودعا رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي الى “وقف لاطلاق النار” والحوار واستبعد في الوقت نفسه رحيل القذافي، بينما ذكرت صحيفة فرنسية ان رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان اجتمع مع معارضين ليبيين ومبعوثين موالين للقذافي في تونس في محادثات استهدفت انهاء الصراع. وقال رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي في مؤتمر صحافي في طرابلس انه “حان الوقت لوقف فوري لاطلاق النار”. واكد ان حكومته تجري اتصالات للتوصل الى حل سياسي للنزاع الذي يهز البلاد منذ شباط (فبراير) الماضي. وقال البغدادي المحمودي “الآن ونظرا لبعض المعطيات وطلبات شعبنا والحكومة يمكننا القول ان الحل السياسي السلمي هو الحل الوحيد”. الا انه اكد من جديد ان “مصير القذافي لن يكون موضع تفاوض”. وتابع “نحن مستعدون للحوار فورا من اجل انهاء هذه الازمة فورا. اجرينا منذ ايام اتصالات للتوصل الى حل سياسي قريبا”، بدون ان يضيف اي تفاصيل.
وردا على سؤال عما اذا كان النظام اجرى مفاوضات مع المتمردين، تهرب المحمودي من اعطاء رد واضح وقال “اذا كنتم تؤيدون حلا سليما فستسمعون اخبارا سارة في الايام المقبلة”.
وقالت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية إن دو فيلبان كان في جزيرة جربة قبالة تونس في محادثات مع أطراف من الجانبين يوم الاثنين الماضي. وقال دو فيلبان للصحيفة “كنت هناك بالفعل لكن لا يمكنني الادلاء بمزيد من التعليق لانه سيؤثر على فرص النجاح وفعالية هذه المحادثات”. وأضاف ان المحادثات كانت “بالغة الصعوبة”. وامتنعت وزارة الخارجية الفرنسية عن التعليق على ما وصفته بأنه “زيارات خاصة من شخصيات فرنسية للخارج”.
وفي تطور آخر، وصل وزير الداخلية الليبي مطلع الأسبوع الماضي إلى مصر بعد أن غادر بلاده، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الأهرام المصرية، نقلاً عن مسؤول لم تسمه في مطار القاهرة الدولي. ووفقاً للصحيفة المصرية فإن وزير الداخلية الليبي، نصر المبروك عبدالله وصل القاهرة على متن طائرة خاصة قادمة من جزيرة جربة التونسية، وكان برفقته تسعة من أفراد عائلته.
ومن ناحيته، حث العقيد الليبي، معمر القذافي، أنصاره في طرابلس على حمل السلاح والاستعداد لتحرير البلاد ممن أسماهم بـ”الخونة والناتو” في كلمة مسجلة بثها التلفزيون الليبي فجر الاثنين الماضي، تزامنت مع تحقيق الثوار تقدما ميدانياً في مواجهة الكتائب الموالية له. وذكر القذافي، في أول كلمة له منذ بدء الثوار هجمات عسكرية واسعة: “سينتهي القصف وسينتهي حلف الناتو مهزوماً وتنتهي الرجعية وينتهي الحمير في الخليج.. سيبقى الشعب الليبي وستبقى ثورة الفاتح”. وتابع في كلمته التي بثها التلفزيون الليبي وهو ينقل مشاهد مباشرة لحشود من الليبيين في الساحة الخضراء: “دائماً للأمام.. إلى السلاح.. إلى القتال من أجل تحرير ليبيا شبر شبر من الخونة وحلف الأطلسي”. وأردف: “استعدوا للقتال.. استعدوا للزحف المليوني لتطهير الأرض الطيبة.. الأرض الطاهرة… دم الشهداء وقود للمعركة.. سينتصر الشعب الليبي
Leave a Reply