قام الرئيس الأميركي باراك أوباما بجولة انتخابية برية في منطقة الغرب الأوسط الأميركي شملت ولايات مينيسوتا وآيوا وإلينوي في محاولة لاستعادة زخمه الشعبي خارج حدود واشنطن وليسرق الأضواء من مرشحي الحزب الجمهوري الذين يتنازعون اصوات القاعدة الجمهورية في هذه الولاية التي يحدّد مزاجها عادة هوية الرئيس الاميركي في المراحل الأولية من السباق الانتخابي. وقام اوباما بجولته على متن حافلة صممت بتكلفة 1,1 مليون دولار لتراعي الأخطار الأمنية الواقعة عليه.
وقال أوباما في اليوم الأول من جولته ان المواجهات التي تمت أثناء محادثات رفع سقف الدين أضرت بالإقتصاد وخلقت حالة من عدم اليقين حول توجهات الأمة، فضلا عن تسويفها فيما يخص دفع النمو وإضافة المزيد من الوظائف للإقتصاد. وقال في قاعة “كانون فولز” في ولاية مينيسوتا “لدينا ثقافة سياسية لا تبدو مستعدة من أجل اتخاذ خيارات صعبة تمضي بأميركا قدما إلى الأمام”. وفي آيوا قال أوباما في منتدى حول الإقتصاد الزراعي عُقد في الولاية انه لن “يدخر جهدا” من أجل تعزيز النمو، في الوقت الذي أشار فيه مساعدوه إلى انه سيدرس إنشاء إدارة جديدة تعني بخلق فرص العمل. وخلال المنتدى أعلن أوباما عن العديد من الخطوات لمساعدة المجتمعات الريفية، في حين انه وعد بكشف النقاب عن خطة كاملة من أجل دعم الإقتصاد في الشهر القادم. كما نوه الرئيس الأميركي إلى أنه سوف يساعد “إدارة الأعمال الصغيرة” عن طريق إنشاء صندوق بقيمة مليار دولار من أجل توفير رأس المال للأعمال الصغيرة في المناطق الريفية.
وقدم اوباما في جولته رسالة مفادها أن حركة “حفلة الشاي” هي العائق امام انتعاش الاقتصاد الاميركي وقال امام مناصريه “الشيء الوحيد الذي يمنعنا من إقرار القوانين هو رفض فصيل في الكونغرس وضع البلاد قبل الحزب. هذا الأمر يجب ان يتوقف. اقتصادنا لا يمكنه التحمل”. وأكد انه سيدافع عن الخطة الاقتصادية التي سيطرحها وسيضغط على الكونغرس لإقرارها، وفي حال عدم اقرارها سيكون “الخيار صارخاً” بالنسبة الى الناخبين.
حافلة أوباما
ويذكر أن الحافلة التي استقلها أوباما صممت بناء على مواصفات أجهزة المخابرات الأميركية التي تستأجر الحافلات، تقليديا، وتعدلها بحيث تصبح ملائمة من الناحية الأمنية لتسفار المرشحين. لكنها قررت، هذه المرة، إن تكاليف شرائها حافلتين وتعديلهما بتكلفة 1.1مليون دولار لكل منهما أرخص على مدى عشر سنوات يتوقع ان تكون في الخدمة خلالها.
وقال إد دونافان، المسؤول في أحد الأجهزة الاستخباراتية، “إن هذه الحافلات المعدلة أثبتت أهميتها وفعاليتها منذ الثمانينات”. وكان يشير بذلك الى توظيفها للمرة الأولى خلال حملة رونالد ريغان الانتخابية في ذلك الوقت. وكان هذا الأخير قد قرر حينها إن الطواف على متن حافلة “ألصق برجل الشارع من الحضور اليه على متن طائرة”.
وستكون إحدى الحافلتين الجديدتين في متناول اوباما، والأخرى في متناول منافسه الجمهوري، في حال أعلن رغبته فيها، وذلك طوال فترة الحملة الانتخابية الرسمية في 2012. ولكن لن يكون بوسع اوباما أو منافسه تعليق أي رايات أو شعارات سياسية من اي نوع على اي من الحافلتين لأن ملكيتهما تعود الى الدولة. وتبعا لدونافان فسيكون كل من الحافلتين مقرا ايضا لعملاء الخدمة السرية المكلفين حماية المرشحيْن خاصة عندما يسافران الى المناطق القصية أو المعزولة. ورغم أن المسؤولين رفضوا تحديد نوع التكنولوجيا التي تتمتع بها الحافلتان، فإن المراقبون يعتقدون انها تقف على نفس المستوى المتاح في سيارة الرئيس المسماة بـ”الوحش”.
ويذكر أن هذه الأخيرة، المدرعة وذات الزجاج المضاد للرصاص، صممت بحيث تصمد حتى أمام هجوم كيماوي أو بقاذفات الصواريخ اليدوية. ويبلغ الحرص من جانب القائمين على شؤون أمن الرئاسة حد أنهم ينقلونها على طائرة شحن خاصة حتى تلازم الرئيس في أسفاره بما فيها زياراته الدولية.
تلاسن مع أحد أعضاء “حفلة الشاي”
خلال زيارته الى آيوا حدث تلاسن وجيز بين اوباما وعضو في حركة “حفلة الشاي” المتشددة يدعى ريام رودز في اثناء القاء الرئيس كلمة له. وقال رودز في هجومه ان دعوات اوباما الى المزيد من “التحضر” في الحياة السياسية الاميركية كلام فارغ، مبررا ذلك بأن “نائب الرئيس وصف امثالي اعضاء حفلة الشاي بانهم ارهابيون”. وكانت معلومات صحافية افادت ان نائب الرئيس جو بايدن وصف اعضاء حركة “حفلة الشاي” المتشددة بانهم “ارهابيون” في اثناء اجتماع مغلق مع ديموقراطيي مجلس النواب في اوج ازمة رفع سقف الدين قبل اسابيع. ورد اوباما الذي كان يلقي كلمته في الهواء الطلق امام مستودع للحصيد “انا موافق تماما على ضرورة حرص الجميع على تخفيف حدة كلامهم”. ثم تحدث عما عاناه بنفسه، وقال “بصراحة تامة، منذ تم نعتي بأنني اشتراكي لم يولد في هذه البلاد، واتهامي بتدمير اميركا وبالغاء الحريات لانني عملت من اجل التصويت على قانون حول الضمان الصحي، شعرت بضرورة تهدئة النفوس”. وبعد انهاء الكلمة تبادل الرجلان مجددا الكلام بانفعال فيما كان اوباما يحيي الحضور
Leave a Reply