ديربورن – خاص “صدى الوطن”
في الوقت الذي يواجه فيه مئات آلاف الصوماليين الموت جوعا على مرأى ومسمع العالم أجمع، يبادر القليل من الناس للمساهمة في مساعدتهم من خارج المؤسسات الإنسانية والدولية المهتمة بهذا الشأن. وفي هذا السياق تبرز أهمية الخطوة التي تقوم بها “لجنة الشباب العربي” التابعة لـ”النادي اللبناني الأميركي” التي أطلقت صفحة على موقع “فيسبوك” لجمع التبرعات والأغذية المعلبة ليصار إلى إرسالها إلى المحتاجين الصوماليين، وذلك بالتعاون مع مؤسسة “سالفايشن آرمي” (جيش الخلاص) الذي يمتلك فريقا يعمل على الأراضي الصومالية.
وكان الناشط حسين محمد هاشم قد أطلق هذه المبادرة على خلفية أخبار المجاعات التي تحصد مئات آلاف من الناس في القرن الافريقي، حيث تحمس للمبادرة عدد من الشباب والناشطين العرب الذين بدأوا بوضع خطة للعمل وجمع الأغذية والحبوب والتبرعات المالية.
وقال هاشم لـ”صدى الوطن” “لقد قمنا في اللجنة بإحصائيات دقيقة فيما يخص هذا الموضوع، وتبين أن نسبة 3,2 من 7,5 مليون صومالي بحاجة للغذاء فورا وإلا فإنهم معرضون لمواجهة الموت جوعا، كما وجدنا أن 29 ألف طفل تحت سن الخمس سنوات قد ماتوا، في الشهور الأخيرة، لعدم توفر ما يسدون به رمقهم”.
أضاف: “إننا نقوم بما يمليه عليه واجبنا الإنساني، فهذه اللجنة التي قمنا بتأسيسها تضع المساعدات الإنسانية في رأس أولوياتها، سواء أكان على المستوى المحلي أو الوطني أو الإقليمي، وبغض النظر عن الدين والعرق والخلفية الثقافية”. ونوه هاشم إلى أن الكثير من الناس قد تفاعلوا مع الفكرة بشكل إيجابي وقاموا بتقديم التبرعات بكل أشكالها، إلا البعض أبدى اعتراضه بدعوى أنه من الأجدى مساعدة العائلات الفقيرة في مدينة ديربورن، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ووافق هاشم على صحة رأي هؤلاء المعترضين، لكنه شدد بالقول: “لا أحد في ديربورن أو لبنان يموت من الجوع.. أما في الصومال فالناس يموتون بكل معنى الكلمة من الجوع، لأنهم لا يجدون ما يأكلونه”.
من ناحيته قال الشاب علي الصاروت، أحد أعضاء اللجنة: “إنني أقوم بهذا العمل من منطلق قناعة شخصية بمساعدة الجوعى والشعور بمأساتهم ومعاناتهم، ولقد تحمست للفكرة منذ البداية حيث قمنا بالتواصل مع المؤسسات الإنسانية مثل “الصليب الأحمر” و”صوماليان ريليف” ومؤسسات الأمم المتحدة، لإيجاد أفضل الطرق التي نستطيع من خلالها مساعدة هذا الشعب المنكوب”.
وأشار الصاروت الى أن “المسألة في جوهرها أكثر من مجرد مساعدة، ففي كل مكان هنالك أناس بحاجة للمساعدة في أمور السكن أو اللباس أو تحسين ظروف الحياة، أما في حالة الصومال، فالمسألة هي مسألة إنقاذ أرواح من الموت تعاني بشكل لا يمكن تصوره من عدم وجود الأكل والشرب”.
وأضاف الشاب “أننا تعرضنا للصد من قبل البعض ولكن هذا طبيعي.. بالتأكيد يوجد لبنانيون وعرب في ديربورن هم بحاجة إلى المساعدة، ولكن هنا توجد مؤسسات خيرية ورجال خير.. أما في حالة الصومال.. فهي أشبه بحالات الطوارئ، وبالتالي فإن عملنا ليس فقط هو نوع من المساعدة وإنما هو نوع من النجدة”.
وأفاد حسين هاشم إلى أن عددا من الشباب المنخرطين في اللجنة يبذلون جهدهم لجمع أكبر قدر ممكن من المساعدات، وذلك عبر مخاطبة أصحاب الأعمال التجارية ورجال الأعمال وأئمة المساجد وطلاب المدارس والجامعات، وعبر وضع حصالات خاصة في المحلات والجوامع والكنائس، ومنها “الكنيسة المارونية” في مدينة وورن.
يذكر أن يوم الخميس 25 آب (أغسطس) الجاري سيكون موعدا لتسليم التبرعات الغذائية لمؤسسة “سالفايشن آرمي” وذلك بحضور نشطاء من الجالية العربية وأعضاء إدرايين في النادي اللبناني، كما ستدعى إليه وسائل الإعلام المتنوعة.
للتبرع: تقبل الأغذية المعلبة وكل المواد الغذائية التي لا تتعرض للفساد مثل الحبوب والبقول والزيوت بأنوعها، كما تقبل التبرعات المالية التي سيتم بها شراء مواد غذائية.
لمزيد من المعلومات، يمكن الاتصال بـ حسين على الرقم: 313.258.6799 أو عبر البريد الالكتروني: wmahfouz@lahc.org
Leave a Reply