1
يتحدث.. كأن الحرب لم تكن يوماً/ ويعدّ الشظايا في الصدر والفخذين/ ويقول إن رصاصة ما تزال هناك منذ عشرين عاماً.. قرب القلب/ ويضحكُ../ كأن الحرب لم تكن يوماً.
ويقول، أنه من يومها.. لم يشرب الماء/ وأنه يفضل النبيذ../ حتى أنه يسقي أزهاره بنبيذ أحمر.
ونسأله: لماذا نبيذاً أحمر بالذات/ فلا يعرف الإجابة..
يتحدث، ويضحك كثيراً/ حتى كأن الحرب ماتزال قائمة منذ ذلك الوقت!..
2
أعرفُ..
تسكن قبائل الجن.. الأرضَ العميقة/ يتزاوجون كما نتزاوج/ يقيمون كما نقيم/ يهتفون بحياة الملوك كما نهتف، ويعرضون عن الوطن..
نشاغبهم في الحكايات: جنيّةٌ تزوجت رجلاً من الإنس.. لا لشيء/ إلا لنرتّل: إن أرض الله واسعة.. وسبعة!..
يشاغبوننا.. يستعيرون حوائجنا وأدواتنا/ لنسخر معاً من التكنولوجيا/ ومنجزات العلم الحديث،- لا يهم الآن!..
الآن.. أشاغبني/ أتكبر مثلي يا قريني؟!/ أيأفل ظلك، هذا البرزخ المؤقت/ أم لا يساورك العبور../ ويا قريني/ أمثلي تكبرُ، وتذكر ما أذكرُ؟/ أذكرُ.. حين اختفت علبة الكبريت من البيت، تعارفنا لأول مرة..
أذكرني.. طفلاً صغيراً على السطح خائفاً على السهول المترامية السنابل من جنّي شقيّ.. يحرق الحقول!..
أحقاً تكبرُ، وتخسر مثليَ أيضاً!../ كم أنا كبرتُُ../ كم أنا.. يمسني فرح غامضٌ، كلما فقدتُ ولاعتي، أغمض جسدي، أخفُّ، أصلّي:الآن، الآن.. أيها الجني -أحرقِ العالم!..
3
حتى كأنكَ../تخذلكَ المدن البعيدة/ الوجوه الطويلة في اللوحات/ الشجر الشحيح في الضباب../ وكأنكَ.. لا تعرفُ/ أنَّ الشمال مايزال عالياً! لا تذكرُ، كم وقفتَ على أصابع قدميكَ، ورأيت/ أنتَ.. لم ترَ السنونوات تنبع من هناك/ لم ترَ اللقالق../ لم ترَ الغيوم تخرج من مداخن البحر/ لم ترَ قبائل الريح تتقدم..
أنت الذي -ألف مرة- قلت: إن الشمال مايزال عالياً!..
4
المرأة التي لفحتني بظلالها عمرها، عمري، شجرةٌ ونيّف/ المرأة التي أكملت أقمارها وقالت بكل أقواسها: خذني..
الفراشةُ، هي التي أغوتني، فاحترقتُ. الفراشةُ ذاتها: يلدغُ المؤمن من فراشة مرّتين.
Leave a Reply