رويال أوك – خاص “صدى الوطن”
أثبتت مقولة “يا ما في السجن مظاليم” صحتها في قصة طبيب كلداني أميركي قضى ثلاث سنوات من عمره خلف القضبان لتتبين لاحقاً براءته.
الدكتور لبيد نوري (40 عاما) اتهم عام ٢٠٠٧ بالاعتداء على فتاة عام 2007 كانت تعمل في عيادته، وفض بكارتها، ليحكم عليه في 2008 بالسجن لمدة 10 سنوات.
لكن تم الإفراج عن نوري في نيسان (ابريل) الماضي ليعود الى زوجته وابنائه بعد ان ثبت للادعاء بان الفتاة وعشيقها كانا كاذبين وحنثا بالقسم امام القاضي وهيئة المحلفين.
وفي التفاصيل ان نوري المتخصص بجراحة العظام وهو من اصل كلداني ولديه عيادتان في هايزل بارك وسترلينغ هايتس قام بتوظيف الفتاة وعمرها 19 عاما بناء على طلب من والدها، ولكن الموظفة الجديدة ذات الأصول الكلدانية ايضا، وفي اليوم السادس لعملها، قامت بالاتصال بعشيقها واخبرته ان الدكتور نوري اعتدى عليها جنسياً وقام بملامسة صدرها وفخذيها قبل ان يمارس معها الجنس ويتسبب بفض غشاء البكارة.
وكانت محاكمة نوري قد استمرت خمسة ايام، توصلت بعدها هيئة المحلفين الى انه مذنب، برغم ان محامي الدفاع قدم وثائق تثبت ان نوري كان في الدقائق التي اتهم فيها بممارسة الجنس مع الفتاة مشغولا باتصال هاتفي مع احدى المؤسسات الطبية التي يتعامل معها، إلا ان المحامي حين سأل عضوا في هيئة المحلفين، كيف انهم ادانوا موكله برغم وثائق تبرئته المتعلقة بتوقيت الاعتداء، قال العضو ان هيئة المحلفين لم تستطع التيقن من حساب التوقيت، وان اعضاءها اعتمدوا في قرارهم على “ما كانوا يحسون به”.
وحول هذه المسألة تساءل نوري في لقاء مع “صدى الوطن” قائلا: “أي نظام قضائي هذا الذي نملكه في هذا البلد.. إن هيئة المحكمة لم تأخذ بالدليل لأنني من الشرق الأوسط”.
وكانت سلسلة من الرسائل التي تم التثبت من زيفها لاحقا (حصلت “صدى الوطن” على نسخ منها) حملت تواقيع مفبركة لقس كلداني ووالدي الفتاة وأصدقائها المقربين تم إرسالها إلى القاضي مارك غولدسميث، (محكمة مقاطعة أوكلاند) تطالبه بإنزال أشد العقوبات على الدكتور نوري، وبالفعل فقد حققت تلك الرسائل أهدافها بدفع القاضي غولدسميث الى التشدد في محاكمة الطبيب.
وقد نفى الأب زهير كيجبو من كنيسة القديس جوزيف الكلدانية الكاثوليكية التي حملت إحدى الرسائل المزعومة قيامه بكتابة أية رسالة، موضحا أنه لا يعرف الفتاة من الأصل وأنه توقيعه مزور.. ويؤكد نوري أنه كان من السهل التأكد من زيف الرسائل جميعها وإثبات أن كاتبها جميعا هو شخص واحد، وبحسب الدكتور نوري فإنه وعلى الرغم من الشبهات التي تحيط بتلك الرسائل إلا أن مساعدة المدعي العام في مقاطعة أوكلاند هالا جوبو لم تكلف نفسها بالتحقق من مرسلها وقامت برفعها إلى القاضي غولدسميث.
اعتراف
جاء اعتراف الفتاة وعشيقها بأنها غير عذراء، مسجلا على شريط، والمفارقة كانت ان عشيقها هو من قام بالتسجيل وتسليم الشريط الى محامي الدفاع عن نوري.
حصل ذلك أواخر العام 2010 كنوع من صحوة ضمير العشيق الذي التقى ”صدفة” بزوجة نوري واطفاله في مكان عام، وتحدث الى الزوجة واخبرها ان الفتاة لم تكن عذراء حين اتهمت زوجها.
كان هذا هو خيط النجاة الذي أمسك به محامي نوري الذي التقى بالعشيق والذي كانت الفتاة قطعت علاقتها به واتفقا على تسجيل شريط يثبت ان العشيقين كانا يمارسان الجنس لمدة شهور قبل تعرف الفتاة على نوري.
وهكذا كان، فجاء في الشريط على لسان الفتاة بانها كانت وعشيقها يقضيان أوقاتا في الموتيلات، وطلبت من العشيق ان يحاول تشتيت انتباه المحققين، وقالت انها اذا ما سألت عن المبالغ المسحوبة على بطاقة ائتمانها في الموتيلات فانها ستقول انها اعطت البطاقة لصديقها وهو من قام باستعمالها.
ولم يتم بعد تجريم الفتاة رسميا وهي تحاول التملص من استكمال التحقيقات بدعوى أن لديها ميولاً انتحارية وتعاني من مشاكل عصبية منها مرض الذهان النفسي، وأنها يجب أن تخضع للمتابعة الطبية.
ولكن ما ان ثبتت براءة نوري لدى المدعين في محكمة مقاطعة اوكلاند حتى عقدوا صفقة مع نوري اعترف بموجبها بملامسته للفتاة، واسقطت عنه جريمة الاعتداء الجنسي على الفتاة وفض بكارتها وافرج عنه خلال ايام معدودة، نافيا ان يكون لامس الفتاة ولكنه اقر بهذا الذنب وفق ما اشترطه عليه المدعون للافراج عنه.
رفع نوري، الذي عاد الى مزاولة مهنته، دعوى على الفتاة واخرى على مقاطعة اوكلاند التي تعرض في سجنها للمضايقات والاعتداء عليه بالضرب وكسر انفه من النزلاء، لكن محامي المقاطعة قال ان أوكلاند غير مسؤولة عن ما يجري للسجناء.
نوري قال لـ”صدى الوطن”، “كنت قد خسرت رخصتي كطبيب لكن ذلك لم يكن همي الأول فقد تم الحكم علي بالسجن بين ١٠ و٢٠ عاما بجناية لم ارتكبها”.
وأضاف نوري “في السجن تعرضت لانتهاكات جسدية ونفسية” وقال “تمت مهاجمتي من مجرمين وقتلة.. فهم يضربونك ويلكمونك.. وفي إحدى المرات هاجمني ثلاثة منهم”.
نوري الذي رجع الى عيادته في ستيرلنغ هايتس، يحاول أن يعود الى حياته الطبيعية، بعد أن قضت عائلته سنوات عصيبة دون مصادر مادية، مكتفية بالصرف من المدخرات التي جمعها عبر السنوات. وقد تحسنت أموره وهو يستقبل حوالي 30 مريضا يوميا، ولكن الشيء الذي فاجأه هو عودة بعض النساء اللواتي كن يعملن معه مبديات رغبتهن بالعمل معه، وهو دليل على ثقتهن به.
وقد تلقى نوري حوالي 700 توقيع من أبناء الجالية الكلدانية يطالبونه بملاحقة الفتاة قانونيا وتوجيه التهم إليها بتزوير الرسائل التي رفعتها إلى القاضي غولدسميث. وحول هذه المسألة قال: “فليتم تحميلها المسؤولية القانونية، لأن الجميع يعلمون بما قامت به، وتجريمها سيحرمها من معاودة الكرة مع أي شخص آخر”.
Leave a Reply