ديترويت – شهد عناصر حماية الحدود بين الولايات المتحدة وكندا، على مر عشر سنوات بعد احداث “١١ أيلول”، مرور سياح ومقامرين ومهربي مخدرات ومهربي مهاجرين غير شرعيين وسائقي شاحنات.
سلطات فدرالية ومسافرون ورجال أعمال قالوا ان الاحداث الارهابية قبل عشر سنوات كان تأثيرها مزدوجا على هذه الممرات بين ديترويت ومدينة ويندسور الكندية، حيث امكن اعتقال كثير من المجرمين خاصة المهربين وبمعدلات قياسية، لكن ذلك لم يمنع حدوث تجاوزات بحق عرب ومسلمين على أسس تمييزية بعضها يسلك طريقه في المحاكم الأميركية.
ولكن السلطات الحدودية تتباهى بأن تشديد الأمن التكنولوجي وزيادة العناصر كانا السبب وراء زيادة اعداد المعتقلين عند تلك الممرات الحدودية.
ويستخدم أمن الحدود تكنولوجيات كشف متطورة مثل اجهزة الكشف بـ”أشعة أكس” لمحتويات الشاحنات وكذلك كاميرات المراقبة على ضفاف نهر ديترويت، حيث هناك 11 برجا للمراقبة مجهزة بكاميرات على طول 35 ميلا على نهر سانت كلير.
وعلى المستوى الوطني فان الدوريات الحدودية تم رفع عدد العاملين فيها بما لم تشهده على مدى 86 سنة الماضية، حيث وصل عدد حرس الحدود الى 20,500 شخصا عام 2010 مقارنة بـ10 الاف في 2004، وينسحب ذلك على اعداد العاملين على الحدود بين ديترويت وكندا، عند النفق وجسري “امباسادور” و”بلوووتر”، حيث زاد عدد العاملين هناك الى الضعفين منذ هجمات “١١ أيلول”.
التأثير على الاعمال
ولكن التباهي الأمني لم يمنع البعض من كشف التأثيرات السلبية للإجراءات الأمنية المشددة، فقد تأثرت السياحة بعد هجمات “١١ أيلول” سلبا خاصة في كندا، بسبب طوابير الانتظار على الحدود والإجراءات الأمنية المبالغة بها أحياناً. فذلك جعل الناس يفضلون الجلوس في منازلهم، اكثر من السفر للعب القمار أو السهر في مدينة ويندسور التي تجذب الشباب الأميركي الذي لم يتجاوز الـ٢١ من العمر حيث تسمح القوانين الكندية لهؤلاء بتعاطي الكحول عند بلوغ سن الـ١٩.
إحصائياً، تراجع عدد السيارات العابرة للنفق من 5,9 مليون سيارة عام 2001 الى 3,6 مليونا عام 2004، وقال مايكل دوبريلو من هيئة السياحة الكندية ان الرحلات القصيرة ليوم واحد من الولايات المتحدة الى كندا تراجعت 71 بالمئة بين العامين 2001 و2010، في مقابل تراجع 22 بالمئة للرحلات الاطول نجم عن ذلك خسارة السياحة الكندية لمليارات الدولارات.
وأشار دوبريلو الى أسباب أخرى من بينها الكساد الاقتصادي الذي عمّ في 2008، اضافة الى تعديل سعر صرف الدولار الاميركي في مقابل نظيره الكندي ما جعل السياحة في كندا مكلفة اكثر مما كانت عليه، مضافاً الى ذلك شروط السلطات الاميركية بحمل جواز سفر أو رخصة فيادة معززة لمن يرغب بدخول كندا.
جون بوندي صاحب مؤسسة تعتمد على هواية الصيد في مدينة ويندسور، قال لصحيفة “ديترويت فري برس” ان مؤسسته تأذت عقب احداث “١١ أيلول”، والسبب هو الكساد الاقتصادي ومتطلبات وثائق السفر الاميركية عبر الحدود، لكن أحد الاسباب “هو وجود عملاء بغيضين على جانبي الحدود.. فهؤلاء يسألون القادمين الى كندا لماذا لا يمارسون هوايتهم في بلادهم.. اذ يبدو انه اصبح من الصعب على الكنديين الترحيب بالزائرين”!.
مثل بوندي في ذلك مثل جو فري صاحب مؤسسة رياضية في ويندسور، قال انه يستقبل يوميا زهاء خمسة اميركيين في مؤسسته وقبل “١١ أيلول” كان يتراوح عددهم بين 15 و20 شخصاً، والسبب في نظره ما يلاقونه من مضايقات حين العودة الى اميركا.
ليندا هلينسكي، وهي كاتبة في احدى محاكم ديترويت، قالت انها كانت في الماضي تستمتع بالسفر فيما بين المقاطعات الكندية، لكنها ومن منذ اربع سنوات لم تذهب الى كندا خشية الوقوف لساعات في الطابور عند عودتها الى ديترويت.
تخفيف المضايقات
يقول المسؤولون على الحدود الاميركية الكندية انهم خفضوا كثيرا من المضايقات على المسافرين، فلم يعد على هؤلاء الانتظار ساعات لدخول الولايات المتحدة، واصبح الامر لا يستغرق سوى دقائق معدودة، والشكر في ذلك لمضاعفة عدد العملاء واستخدام تكنولوجيا متطورة.
في المقابل اكد المسؤولون ان الامر ليس بهذه السهولة على المجرمين، فهؤلاء صعبت عليهم الامور كثيرا اعتبارا من هجمات “١١ أيلول”، وقال رئيس وحدة الجمارك وحرس الحدود على المعابر بين البلدين سميث رونالد، انه “أصبح بإمكاننا اكتشاف حبوب الهلوسة والماريجوانا داخل الشاحنات بفضل استخدام “اشعة غاما” دون الحاجة الى التفتيش العملي لهذه الشاحنات”، وقال انه امكننا مصادرة ثلاثة ملايين حبة هلوسة في 2009 في مقابل 1,1 مليون عام 2004، كما ان معدل مصادرة الماريجوانا ارتفع بنسبة 22 بالمئة في ذات الفترة.
من جانبه قال دانيال لاميش من مكتب المدعي العام في ديترويت ان المدينة اصبحت ممراً لتهريب حبوب الهلوسة من كندا، وتم في الاونة الاخيرة مصادرة كميات كبيرة من هذه الحبوب مخبأة في شاحنات كندية البعض كان متجها الى ميشيغن، واخرى الى تكساس.
وبغض النظر عن المخدرات قال سميث هناك الكثير من الاعمال الاجرامية على الحدود تجعل من العملاء دوما مشغولين، ومن هذه الاعمال محاولة تهريب مهاجرين غير شرعيين الى الولايات المتحدة، إضافة الى تهريب بضائع ذات شهرة عالمية مزورة. ومؤخراً تم القبض على افراد شبكة لتهريب السيارات المؤجرة وادخالها الى كندا ومن ثم شحنها الى العراق.
وختم سميث بالقول “كل يوم لنا على الحدود نكتشف فيه شيئاً جديداً، وعادة توقعاتنا لا تخطىء”.
Leave a Reply