سنايدر وأورايلي يشددان على ضرورة الوحدة في المجتمع الأميركي
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
على أنغام الموسيقى الجنائزية تجمع مئات المواطنين الأميركيين للمشاركة في فعالية “إضاءة الشموع”، في الذكرى العاشرة لهجمات 11 أيلول (سبتمبر)، في محيط “متحف هنري فورد” في ديربورن، مساء الأحد الماضي، في الوقت الذي تدلّى فيه فوق المنصة علم أميركي كبير تم إحضاره من منطقة “غراوند زيرو” في نيويورك.
وجاء تنظيم الفعالية التي حملت عنوان “وحدة وتذكر” بالتعاون بين بلدية ديربورن و”الجمعية البلدية لمنطقة ديربورن” و”متحف هنري فورد”. وشارك فيها مسؤولون حكوميون وأعضاء منتخبون في مجلس النواب والكونغرس، على رأسهم حاكم ولاية ميشيغن ريك سنايدر وعضوا الكونغرس الأميركي النائبان جون دنغل وجون كونيورز وعضو مجلس الشيوخ السناتور كارل ليفين، إضافة الى فعاليات تربوية ودينية ومجتمعية وعسكرية متعددة.
وبعد مراسم تقديم العلم والنشيد الوطني الأميركي، تقدمت قيادات روحية ضمت الشيخ محمد مارديني والحاخام ديفيد نيلسون والخورية فرانسيس هايس، بتلاوة صلوات مشتركة على أرواح ضحايا الهجمات التي أدوت بحياة ما يزيد عن 3000 شخص، وإلقاء كلمات مقتضبة ركزت على نبذ العنف ودعت إلى نشر قيم المحبة والتسامح والغفران.
ورحبت رئيس “متحف هنري فورد” باتريشيا موراديان بالحضور والمدعوين وقالت “إننا نتشرف باستضافة هذه الفعالية، فبعد عشرة ايام من وقوع الهجمات في 2001 وجدنا الناس يأتون إلى محتفنا بحثا عن العزاء والملاذ ليستلهموا تاريخ أمتنا العظيم وإننا بعد عشر سنوات نشعر أنه من المهم أن نجتمع ونلتقي كمجتمع موحد، لنتذكر ونستمر في المضي قدما مسلحين بالطموح العظيم والآمال المنشودة”.
من ناحيته قال رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي: “لقد أدركنا منذ عشر سنوات، وفور وقوع الهجمات الإرهابية، أنه يجب على مدينة ديربورن أن تقدم مثالا على الوحدة الأميركية، بوصفها مدينة متنوعة، كما كانت منطقة “غراوند زيرو” في نيويورك”. أضاف “لقد جئنا إلى هنا لكي نتذكر أرواح الضحايا ومصاب عائلاتهم الأليم، كمجتمع واحد له أهداف مشتركة، عاقدين العزم على رفض الخوف والكراهية والتمزق وكل ما يحاول الإرهاب زرعه فينا”.
وأشاد أورايلي بشجاعة عناصر الشرطة والإطفاء الذين هبوا من اللحظة الأولى لتعريض حياتهم للأخطار المميتة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقال “هؤلاء لم يكونوا أبطالا لأنهم ينقذون أناسا بعينهم، بل هم أبطال لأنهم أنقذوا أشخاصا بغض النظر عن دينهم أو لغتهم أو عرقهم”.
ونوه أورايلي إلى أن تلك الهجمات كانت تاريخا مفصليا في حياة الأميركيين، وأنها “جلبتهم وعرفتهم على بعضهم البعض كأمة وكولاية وكمدينة كما لم يحدث من قبل”. ولكنه لفت في الوقت ذاته إلى العديد من الاستحقاقات التي ماتزال موجودة أمام الأميركيين “لأننا اليوم نندمج في عالم حقيقي.. وهذا الوقت الذي نعيش فيه في أميركا هو وقت مختلف تمام الاختلاف”.
ووصف الحاكم سنايدر الذكرى العاشرة لهجمات أيلول بأنها “يوم التوحد والتفهم واليوم الذي يستوجب علينا أن نتذكر هؤلاء الأميركيين الذين واجهوا تلك المأساة بشجاعة”.
أضاف “في هذا اليوم، إذ نكرم ضحايا البرجين وضحايا الأشخاص الذين كانوا في الطائرات، كذلك فإننا نتذكر هؤلاء الشهود الناجين من تلك المأساة”.
ونوه إلى يوجد “أكثر من 700 طفل فقدوا آباءهم، وهؤلاء أيضا يجب أن يتم استذكارهم وتكريمهم”.
وشدد سنايدر “إن هذا اليوم يجب أن يكون يوم وحدة، وذلك لأن الأمة تعاني.. لأننا لسنا موحدين كما يجب. إننا نناقش وننماحك ونختلف ونلوم بعضنا البعض.. نحن لم نكن كذلك من قبل”.
وبعد نهاية البرنامج الخطابي، تقدم ممثلون عن مختلف القطاعات الرسمية والشعبية بإضاءة شموع كبيرة على المنصة.
Leave a Reply