تورونتو – فاز فيلم عن الصراعات في قرية لبنانية خلال الحرب الاهلية بجائزة اختيار الجمهور في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي وهي الجائزة التي تعتبر غالبا ممهدة للفوز بجائزة الاوسكار.
ويحكي فيلم “وهلأ لوين” من اخراج اللبنانية نادين لبكي قصة قرية يسكنها مسلمون ومسيحيون. وعندما يهدد العنف الطائفي باجتياح القرية تقوم نساؤها باتخاذ حلول مبتكرة وأحيانا غريبة لانهاء او منع العنف.
والفيلم الذي عرض للمرة الاولى في “مهرجان كان” في وقت سابق هذا العام هو المرشح الرسمي عن لبنان لجائزة افضل فيلم بلغة اجنبية في جوائر الاكاديمية للعام القادم.
وقال مسؤول عن المهرجان أن لبكي كتبت الفيلم في بيروت عام 2007 عندما اندلعت اشتباكات مسلحة (٧ أيار). وفكرت المخرجة التي كانت حاملا في هذا الوقت في طريقة تحدث بها تغييرا في العالم كمخرجة سينمائية.
وقالت لبكي في رسالة قرأت على الجمهور أثناء احتفال تسليم الجوائز انها تركض وتتقافز فرحا في مطار فرانكفورت من السعادة.
وكان الفيلم الفائز بجائزة اختيار الجمهور العام الماضي هو فيلم “خطاب الملك” البريطاني الذي فاز بعد ذلك بجائزة الاوسكار لافضل فيلم.. كما فازت افلام مثل “الجمال الاميركي” و”كراش” و”المليونير المتشرد” بالجائزة في تورونتو قبل فوزها بجائزة الاوسكار.
وفي أولى لقاءاتها الصحفية بعد فوزها بالجائزة كشفت المخرجة والممثلة لبكي أن أفلامها تحاكي الواقع الذي تعيشه لبنان، خصوصا وأن أغلب أعمالها يتم إخراجها بقلق، بسبب حالة اللاستقرار التي شهدتها وتشهدها لبنان باستمرار. وأضافت المخرجة اللبنانية، في تصريحات لها في حلقة برنامج “أول عرض” على القناة الفرنسية الثانية أن “حالة الحرب التي شهدتها لبنان أثارت في حالة من العصبية والقلق الدائمين، خصوصا وأن أغلب الأفلام التي أخرجتها كانت مهددة بالتوقف، بسبب اندلاع الحرب”.
وأوضحت نادين لبكي، التي حضرت الحلقة التلفزيونية، بناء على انطلاق عرض فيلهما السينمائي الأخير “وهلأ لوين” بداية من الجمعة 23 أيلول (سبتمبر) الجاري في العاصمة اللبنانية بيروت، أن الفيلم يبرز “عبثية الحرب” الأهلية التي شهدتها لبنان بين العامين 1975 و1990.
ولم يخف مقدم البرنامج قلقله من إثارة الفيلم لبعض الغضب والتعصب، من طرف الجمهور اللبناني في قاعات السينما، خصوصا وأن الفيلم يحتوي على مشاهد عصبية دينية، وردت المخرجة اللبنانية “أنا متخوفة أيضاً من أن تثير بعض مشاهد في الفيلم حفيظة بعض الجهات المتعصبة دينياً، لكني أتمنى ألا يحدث ذلك، لأن أجهزة الرقابة الرسمية لم تعترض على أي منها”.
وتابعت نادين لبكي “عندما أتحدث وأمثل عن المرأة أحس أني واقعية، لأني أفهمها، وربما مسؤوليتي اليوم أن نحلم بحياة أفضل، لهذا يجب تغيير الوضع”.
وختمت تقول “ربما لن يغير هذا الفيلم شيئاً، لكني آمل في أن يجعلنا نفكر قليلاً بعبثية الحرب، والناس الذين تركونا”.
ويعالج “وهلأ لوين” قصة صديقات مسيحيات ومسلمات من قرية لبنانية واحدة، يتجاور فيها المسجد مع الكنيسة، يحاولن بكل الوسائل منع تجدد الحرب في قريتهن. وتسعى الصديقات بطرق مبتكرة لإبعاد الانقسامات الدينية عن القرية، لكي يدفن أهلها خلافاتهم الطائفية، ولا يحملون السلاح مجددا بعضهم ضد بعض.
وأعربت لبكي أمام جمهور من الصحافيين في سينما “امبير صوفيل” عن سعادتها الكبيرة بعرض فيلمها للمرة الأولى في لبنان، بعد أن عرض ضمن عروض “نظرة ما” في إطار الدورة الرابعة والستين لمهرجان “كان” الفرنسي. ونال الفيلم “جائزة فرنسوا شاليه 2011” في فئة “أفضل فيلم روائي طويل”، بالإضافة إلى “تنويه” من لجنة تحكيم جائزة “أوكومينيك”.
وتمثل لبكي دورا تمثيليا أيضا في فيلمها، إلى جانب عدد من الممثلين معظمهم من غير المحترفين، تماما كما في فيلمها الروائي الأول “سكر بنات” (كراميل) الذي لاقى نجاحاً لافتاً.
Leave a Reply