ديترويت – يعتزم الفنان التشكيلي العراقي حازم الأطرقجي إقامة معرض فني في زيارته القادمة لمدينة ديربورن وذلك بالتعاون مع إحدى المؤسسات العربية الأميركية خلال زيارته الحالية الى منطقة ديترويت. وكان الأطرقجي قد حمل في جعبته أكثر من أربعين لوحة فنية، لكن الحظ لم يوافقه بعرضها.
من حيث المضمون، فإن الموضوع الرئيسي في أعمال الأطرقجي الأخيرة يدور حول البيئة الموصلية بكل مخزوناتها الحضارية والتراثية وتنوعها العرقي والإثني، أما من حيث الشكل الفني، فإن أداء الفنان يتعدد بطريقة تختزن التحولات التي طرأت على مدينة الموصل وتبدلات مناخاتها الإنسانية والعمرانية.
ولد الأطرقجي في مدينة الموصل سنة 1933 وتخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1956 بدرجة امتياز واشترك بدورات تدريبية فنية في الهند وألمانيا.
وأقام عدة معارض فنية، مشتركة وفردية، داخل العراق وخارجه، فكان معرضه الفردي الأول في معهد الفنون الجميلة في الموصل عام 1956، كما أنه اشترك في الفترة الأخيرة بمعارض في مدينة حلب السورية عامي 2007 و2009، إضافة إلى اشتراكه في عشرات المعارض بين هاتين الفترتين.
شغل مناصب إدراية متعددة، فقد كان مسؤول قسم السيراميك في مركز الأشغال اليدوية بالموصل بين عامي 1970 و1973 وشغل منصب المشرف التربوي للتربية الفنية بين عامي 1974 و1988، ومنصب مسؤول أقسام المشاغل اليدوية لمدارس محافظة نينوى.
بالإضافة إلى التشكيل يمارس الأطرقجي فن النحت بالسيراميك والحرق على الخشب، وفي جميع إعماله تتحرك روح خلابة تراود المعاني الخبيئة وراء الأشياء والأشكال وتعكس مضامين إنسانية بسيطة وعميقة في آن.
تتعزز ثيمة البيوت في لوحاته الأخيرة والتكوينات العمرانية للقرى والأحياء والحارات في مدينة الموصل، بتوزعها التلقائي والعشوائي، ويضمر تراصها واتكاؤها على بعضها البعض نوعا من التآلف والتعاضد العاطفي عند أصحابها والتسامح العرقي والديني لديهم، قبل أن تعصف رياح الحرب، وتذرو الكثير من مواصفات تلك المنطقة الواقعة في محافظة نينوى، حيث تتمدد الاستقطابات والانقسامات وتتجذر في نواح لم يعرفها العراقيون من قبل.
والبيوت برغم عشوائيتها لا تؤذي البصر ولا تنفره، بل على العكس، تثير الحميمية وتدفع الأنفاس إلى التقاطاتها. ألوان البيوت باردة ومضاءة في الليل، وحارة وثقيلة في النهار. والرسالة.. هي أن البيوت هي العلامة الفارقة في الجغرافيا، وهي ما تنطوي عليه الجغرافيا، والبيوت بعد هذا كله.. هي أصحابها الذين لا يظهرون!
Leave a Reply