“الأستاذ” يضرب مجددا فيُنقذ الكهرباء ويُسكت الحريري
بيروت – حلّ الرئيس نبيه بري والبطريرك الماروني بشارة الراعي نجمين سياسيين في سماء المشهد اللبناني هذا الأسبوع، بعد ان نجح الأول في سحب فتيل تفجير تحالف الأكثرية بسبب الخلافات على ملف الكهرباء، مواصلا شن هجوم عنيف وموفق على تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري من خلال نشر بعض ما في جعبته من ملفات مخبأة منذ حرب تموز 2006، في حين التقط البطريرك الراعي اللحظة المناسبة لينتقل بالصرح في بكركي الى مصاف الدور الإقليمي بإعلانه، من قلب البقاع اللبناني، أنه سيكون “الصدى للإمام السيد موسى الصدر المسلم المتكلم”.
والقى الرئيس بري بكل ثقله لتمرير خطة الكهرباء في المجلس النيابي، بعد ان كادت الخلافات على تفسير ما اتفق عليه مجلس الوزراء تطيح مجددا بالمشروع ومعها أحلام اللبنانيين.
وبالفعل، أقرّ مجلس النواب مشروع قانون الكهرباء كما جاء من اللجان النيابية المشتركة، بعد ان نجح رئيس المجلس النيابي في تذليل العقبات والتوصل الى تسوية ترضي جميع الأطراف، بعد لقاءات عقدها على اكثر من مسار بين المعارضة والموالاة.
وبدأت الجلسة برئاسة بري وحضور ميقاتي وباسيل و60 نائباً من أعضاء اللجان، واستمرت نحو ساعتين ونصف ساعة، شرح فيها رئيس الحكومة تفاصيل خطة الكهرباء، وتحدث نحو 20 نائباً، كل حسب موقف فريقه من الخطة، وبرز توافق بين نواب كتلتي المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، على المطالبة بأن يكون مضمون قرار مجلس الوزراء بشأن الخطة، في صلب مشروع القانون أو في الأسباب الموجبة له، إضافة إلى تعديل المشروع بما يلزم وزير الطاقة جبران باسيل بأن يرسل دفاتر الشروط لأخذ موافقة مجلس الوزراء، وأن يوافق مجلس الوزراء على التلزيم، وأن تجري المناقصة إدارة المناقصات في الدولة.
واقترح بري أن يُصار إلى اعتماد قرار مجلس الوزراء كمشروع قانون يطرح على التصويت من جانب الهيئة العامة، فوافق الجميع. وبعد الجلسة، اتصل بري بالعماد ميشال عون، وأطلعه على “النتائج الإيجابية” للجلسة.
وكان لافتا اعلان جميع نواب الأقلية والأكثرية رضاهم عن التسوية، في حين كانت لعون الكلمة الفصل بإعلانه “اننا سنحافظ على التضامن الحكومي ولكن نتحفظ على وضع بنود القرار في القانون ونتمنى أن يرد التحفظ في المحضر والمهم ان المشروع اقر واصبح للبنان كهرباء”.
الراعي يواصل مسيرته
من البقاع، ومن منطقة بعلبك – الهرمل بما تحمل من رمزية، أعاد البطريرك بشارة الراعي التأكيد على مواقفه التي اطلقها من باريس وسط احتضان شعبي لافت بمباركة من “حزب الله” و”حركة أمل”.
الراعي الذي افتتح جولته البقاعية بالإعلان عن احياء دور السيد موسى الصدر لبنانيا، جال على عدة بلدات استقبلته بترحيب كبير نقلت الزيارة من طابعها التفقدي للطائفة المسيحية في المنطقة الى مناسبة وطنية جامعة بامتياز. وأقام رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك مأدبة غداء على شرف البطريرك في مدينة الهرمل، تبادل خلالها الطرفان الكلمات المشددة على التوافق والعيش المشترك.
وكرر الراعي مواقفه الباريسية بالقول “نحن أبدينا خشية من ان تؤدي المطالبات والاحداث الدامية هنا وهناك، الى حروب اهلية بين الطوائف والمذاهب، وقد يصل الامر الى تحقيق مخطط الشرق الاوسط الجديد وهو تفتيت العالم العربي الى دويلات طائفية ومذهبية. كما ابدينا الخشية من ان يكون هناك انتقال من انظمة شديدة الى انظمة اكثر تشددا فنعود الى الوراء”؛ مطالبا بالعودة الى طاولة الحوار لـ”تجنب أي تداعيات”.
لبنان يرأس مجلس الأمن
يترأس لبنان جلسة مجلس الأمن خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في توقيت سياسي بالغ الحساسية اقليميا ودوليا.
ويرافق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وفد وزاري يضم وزير الخارجية عدنان منصور ووزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور ووزير البيئة ناظم خوري ووفد دبلوماسي واداري واعلامي.
وكما كان متوقعا، شدد الرئيس سليمان في كلمته أثناء ترؤس مجلس الأمن على ضرورة الزام اسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية، وأخرها القرار 1701. في حين تنبع اهمية الزيارة الى نيويورك باللقاءات التي اجراها وسيجريها الوفد اللبناني مع امير قطر ورؤساء فرنسا وايران والرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء التركي وغيرهم من الزعماء، علما ان تنسيقا لبنانيا-سوريا سبق بدء المهمة اللبنانية من خلال وزيري خارجية البلدين، مع الإشارة الى ان لبنان سيرفض السير بأي عقوبات او قرارات تدين سوريا في مجلس الأمن.
جريمة رأس النبع
لم تتكشف بعد حقيقة الجريمة المروعة التي هزت لبنان في منطقة رأس النبع هذا الأسبوع، بمقتل سبعة أفراد من عائلة واحدة (ام وابناؤها الستة) بطريقة وحشية لم تجد أجوبة في دموع ضباط الأمن والمحققين الذين عاينوا الجثث ومسرح الجريمة.
ووقعت الجريمة في منزل علي الحاج ديب، من بلدة عرمتى الجنوبية، أثناء وجود الأخير في مكان عمله (فرن مناقيش) في المنطقة، بعدما كان قد وصل الى بيروت اثر زيارته قريته بمرافقة ابنتيه اللتين كُتب لهما ان يعودا الى المنزل ليكونا من ضمن الضحايا.
ولئن كانت التحليلات تشير الى شبه اجماع في مسؤولية الابن البكر (هادي 25 عاما) عن الجريمة، فإن الأسباب التي أودت به الى قتل والدته واخواته ثم الانتحار ببندقية “بومب أكشن” لا تزال غير واضحة، على الرغم من الاشاعات والتفسيرات غير العلمية التي قُدمت في الإعلام، والتي تحدثت مرة عن مشاكل اجتماعية مادية وطورا عن امراض نفسية من قبيل “التوحد”، مع ان المصابين بهذا المرض هم من اشد الناس مسالمة وغير قادرين على ارتكاب جرائم بهذا الحجم.
وكان لافتا ان الجريمة التي وقعت ليلا، لم يلتفت اليها الجيران، على الرغم من اطلاق القاتل أعيرته النارية ما لا يقل عن 7 مرات في اوجه الضحايا.
وإن كانت هذه الجريمة ببشاعتها تنتظر اجوبة المحققين، فإن البُعد الاجتماعي لها قد يكون الأهم على طريق دراسة هذه الظاهرة مع ارتفاع معدلات الجريمة في البلاد في السنوات الأخيرة.
Leave a Reply