ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تعتبر “حلويات شاتيلا” رمزاً من رموز الضيافة العربية في أميركا لتقديمها شتى انواع الحلويات العربية والشرقية. ومنذ افتتاحها، عام 1979، واكبت على تقديم الحلويات الطازجة والمتنوعة وحافظت على هويتها العربية وشهرتها التي امتدت من ديربورن لتطال كافة أنحاء البلاد.
كانت بداية نشأة شركة حلويات شاتيلا، ومركزها الرئيسي كان على طريق شايفر، كمحل عربي صغير في ديربورن، ميشيغن، وتدريجياً تحول الى أشهر الاسماء المعروفة في عالم الحلويات العربية والشرقية في المدينة وارجائها. يشتهر شاتيلا بالبقلاوة المعتبرة والبوظة العربية التي اصبحت تستقطب للعرب وغير العرب في المنطقة. كما انها شقت طريقها الى سائر أنحاء البلاد عبر خدمة التوصيل البريدي. وأسهمت اسهاماً جلياً في نشر الحلويات العربية وتأمينها لكافة الناس.
لا يزال رياض سعد شاتيلا يذكر المصاعب التي خاضها عندما انتقل للعيش في الولايات المتحدة الاميركية عام 1977. كان طموحه تأسيس مشروعه التجاري الخاص وهو لا يملك سوى شهادة ثانوية من لبنان. كان عند شاتيلا شغف خاص للحلويات العربية، وأراد استثمار هذا الشغف في مشروع تجاري. فافتتح شاتيلا محل “حلويات شاتيلا” بعد سنتين من انتقاله للعيش في ديربورن، وكان واحد من بين اثنين فقط من محال الحلويات في هذه المنطقة. وهكذا بدأت مسيرة شاتيلا التي لم تخلُ من عقبات ومصاعب.
بعد عقود لاحقة، ومع تعاقب افتتاح محلات للحلويات العربية في منطقة ديربورن والتي أقفلت ابوابها بمعظمها، استمرت شاتيلا بتألقها وأضفت على ما تقدمه الكثير من التعديلات لتصبح واحدة من أشهر الأسماء المعروفة في عالم الحلويات العربية والشرقية في ديربورن.
يقول شاتيلا “كانت البداية مرحلة تجريبية لم تخلُ من الاخطاء ولم يكن ذلك على صعيد طعم الحلويات بل في أسلوب تقديم الحلويات”. ففي البداية كانت تباع البقلاوة بالباوند قبل أن تسعى شركته الى عرض البقلاوة في صينية خاصة.
يقول شاتيلا “لا نمانع التنافس مع باقي محلات الحلويات كما ان نجاح شركتنا عبد الطريق أمام محلات الحلويات الاخرى وهذا ما يجعلنا في موقع متميز”.
من ناحية أخرى، ما زاد من شهرة “حلويات شاتيلا” هي خدمة التوصيل البريدي. تقول تانيا شاتيلا، ابنة رياض شاتيلا (20 عاماً) “الكثير من الارباح تأتي من خدمة التوصيل البريدي، فشهرة شاتيلا انتشرت على كل لسان لتصل حتى الى جنوب أميركا”. تعمل تانيا حالياً في شركة أبيها، وعادة تداوم في المكتب الرئيسي للشركة الواقع على وايومنغ، حيث يتم تحضير الحلويات الطازجة يومياً وتوصل الى محلات شاتيلا وكذلك الى جميع أنحاء العالم غبر خدم التوصيل البريدي.
أصبحت خدمة التوصيل البريدي للحلويات من المفاتيح الاساسية لنجاح وشهرة شاتيلا. واحدى العوامل الاخرى للنجاح تعود الى تشكيلة البوظة العربية التي يقدمها شاتيلا والتي بدأت بانتاجها عام 1990. وتقدم البوظة بـ11 نكهة منها الشوكولا والمانغو والفريز، واشهر النكهات هي الفستق الحلبي التي تعد من العلامات الفارقة بشاتيلا.
يقول شاتيلا “أن البوظة بنكهة الفستق الحلبي لا يمكنك ان تجد مثلها في المنطقة، خصوصاً كوننا نستورد الفستق الحلبي من تركيا”.
ان مثابرة شاتيلا على تقديم كل ما هو جديد ومراقبة سير عمل شركته عن كثب، فتحت الباب امامه الى القيام بخطوة أكبر عبر اعادة تموضع شركته من موقعها الاساسي الى موقع اكبر على شارع وورن بين شارعي شايس وشايفر عام 2003.
ومع الانتقال الى الموقع الجديد، عملت الشركة على توسيع المكان لاستقطاب اكبر عدد ممكن من الزبائن، كما سعت الى الحفاظ على الهوية العربية للمكان. تقول تانيا “من الامور الاساسية في الشركة هو عدم أمركة ما نقدمه من حيث الحلويات وكذلك هوية المكان”.
الالتزام بهوية المكان التي تعكس الطابع الشرقي كان من شأنه ان يزيد من شعبية شاتيلا بين الاوساط العربية وغير العربية بمختلف الطوائف. ويقول شاتيلا “في موسم اعياد الميلاد يعج المكان اكثر من موسم رمضان، وهذا يظهر الاقبال المتنوع لكافة الزبائن بغض النظر عن هويتهم”.
من المشاريع المستقبلية لشاتيلا، العمل على فتح فروع أخرى للشركة في مناطق متعددة وكذلك العمل على خلق تشكيلة أكبر من البوظة ونشرها في المتاجر لتصبح ماركة مسجلة كـ”هاغين داز” حسب قول تانيا.
تانيا ليست الوحيدة التي تعمل وتساعد في شركة ابيها. هنالك 175 موظفاً من ضمنهم مديرين على المخبز ومديرين للاعمال المكتبية والمعمل ومدير لقسم البوظة. ولا يزال شاتيلا حتى اليوم يقوم بالمراقبة عن كثب سير عمل الشركة ومتابعتها يومياً. ويقول شاتيلا “اسعى دائماً الى تقديم ما هو جديد للزبائن كالعصملية التي نالت نجاحاً بارزاً”.
وبالرغم من الاصناف المتعددة التي قدمها شاتيلا على مر السنين لا تزال المعمول من الحلويات المفضلة لدى شاتيلا وهي من الحلويات المشهورة عند الجالية العربية وعادة ما تضيف في مناسبات الاعياد.
أصبحت شاتيلا اسماً رائداً في عالم الحلويات في ديربورن، وانتشرت شهرته لتصل الى كافة أنحاء العالم. والدوام على تقديم كل ما هو جديد مع الحفاظ على الهوية العربية هو عنوان هذا المكان الذي يستقطب الزبائن من كل حدب وصوب ليستمتعوا بالحلويات العربية والشرقية.
سامر حجازي
Leave a Reply