صنعاء – عاد الرئيس علي عبد الله صالح الجمعة الماضي الى اليمن لتشتعل مع عودته البلاد باشتباكات عنيفة وازدياد مضطرد في أعداد الضحايا حيث قتل في غضون أسبوع ما لا يقل عن ١٥٠ شخصاً حسب مصادر متعددة.
وألقى صالح الأسبوع الماضي خطاباً، رفضته المعارضة اليمنية، رغم تأكيده استعداده لنقل السلطة عبر الانتخابات. وقال محمد قحطان المتحدث باسم اللقاء المشترك “بالنسبة لنا، فان الثورة ماضية في طريقها ولم يعد هناك مجال لاي حل سياسي في ضوء موقف الرئيس”. واضاف ان “صالح اظهر في خطابه تمسكه الشديد بالسلطة ورفضه نقلها الى نائبه” عبد ربه منصور هادي. واضاف “لقد تحدث عن انتخابات مبكرة فيما تتحدث المبادرة الخليجية عن نقل السلطة الى نائبه. انه يرفض المبادرة في الواقع ويعلن قبوله لها ارضاء لقادة الخليج”. وقد اعلن صالح الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ اشهر في بلاده، الاحد الماضي انه مستعد لعملية انتقالية تنفيذا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي ولكن عبر اجراء انتخابات.
لكن المبادرة الخليجية التي وضعتها دول الخليج القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني (يناير)، تلحظ مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.
واندلعت اشتباكات عنيفة في اليمن منذ لحظة عودة صالح كان آخرها الخميس الماضي بين الحرس الجمهوري الموالي للرئيس اليمني وقوات الجيش المنشقة التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر في شمال صنعاء. واكد الشهود ان انفجارات قوية واشتباكات عنيفة تدور في شوارع شمال حي الحصبة في شمال العاصمة اليمنية، بما في ذلك في شارع عمران القرب من مبنى التلفزيون وفي شارع الثلاثين الذي يؤدي الى مقر الفرقة الاولى مدرع المؤيدة للشباب المناوئين للرئيس علي عبدالله صالح والتي يقودها اللواء الاحمر.
وتأتي هذه التطورات غداة تحذير نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من دخول اليمن في حرب اهلية اذا ما انفجر الوضع الامني في البلاد.
وقال هادي خلال استقباله سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ودول الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي ان التصعيد الامني الذي يشهده اليمن حاليا مع استمرار المواجهات لاسيما في منطقة شمال صنعاء، “يشكل تهديدا مباشرا للوضع بشكل عام”.
واضاف في تصريحاته التي نقلتها وكالة الانباء اليمنية الرسمية، “اذا انفجر الوضع تنتهي المبادرة (الخليجية لحل الازمة) والحلول السلمية ويدخل اليمن بذلك مرحلة خطورة الحرب الأهلية”.
وذكرت الوكالة ان لقاء نائب الرئيس مع السفراء هو لتدشين “عملية تؤدي الى التوافق على الآلية التي توصل الى التوقيع على المبادرة الخليجية” من اجل انتقال سلمي للسلطة في اليمن.
تبرير عودة صالح
وفي سياق آخر، اتُهم الرئيس صالح بخداع مضيفيه السعوديين حين عاد بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي إلى صنعاء،، ويعتبر مراقبون هذا الاتهام مجرد محاولة لحفظ ماء السعودية أمام الشارع اليمني الثائر.
وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” في عددها الصادر الأربعاء الماضي أن مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى لم تكشف عن هويته أكد أن الرئيس صالح، الذي كان يتلقى العلاج الطبي في السعودية “فرّ من المملكة تحت ذريعة الذهاب إلى المطار لأمر آخر ولم تكن الولايات المتحدة تدرك وكذلك السعودية أن رحيله خُطط له بطريقة ذكية وماكرة، ونحن لسنا سعداء على الإطلاق بما حدث”. واشارت إلى أن مسؤولين غربيين آخرين اعربوا أيضاً عن احباطهم من عودة الرئيس صالح إلى اليمن. واضافت الصحيفة أن الدوائر الدبلوماسية تتداول روايتين مختلفتين لتفاصيل عودة الرئيس صالح إلى اليمن، الأولى أنه ابلغ السعوديين بقراره الإنتقال إلى اثيوبيا، والثانية أنه ذهب إلى المطار بحجة توديع مسؤولين يمنيين.
Leave a Reply