وعد شرارة وجدت قبراً في مساحة اشترتها قبل ١٤ عاماً قرب قبر والدتها
بليموث – خاص “صدى الوطن”
دفعت المعاملة غير اللائقة لإدارة مقبرة “يونايتد ميموريال غاردن” إحدى الأسر العربية إلى رفع قضية ضدها في المحكمة، بعد أن قامت الإدارة ببيع مساحة من الأرض كانت العائلة قد اشترتها سابقا.
وفي التفاصيل أن وعد شرارة وخلال زيارتها لقبر أمها التي توفيت في العام 1996 اكتشفت أن الإدارة قد قامت ببيع مساحة من الأرض بجانب ضريح والدتها، وهي مساحة تكفي لثلاثة قبور كانت العائلة العربية قد اشترتها لاستخدامها كقبور للأسرة التي ترغب أن يدفن أبناؤها بجوار بعضهم البعض، قريبين في الموت كما كانوا قريبين في الحياة.
وتقول شرارة: “عندما كنت أقوم بزيارة قبر والدتي في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي تفاجأت بوجود قبر لشخص غريب بجانب قبر أمي، وفي المنطقة التي قمنا بشرائها، وكانت صدمتي كبيرة.. لدرجة أنني كنت على وشك الانهيار”.
وأضافت: “في البداية لم أكن أفكر بمقاضاة تلك المؤسسة ولكنني غيرت رأيي بسبب المعاملة غير اللائقة من قبل العاملين في مكتب المقبرة”.
وعلى هذا الأساس رفعت شرارة ووالدها قضية على شركة “مجموعة ميموريال في الغرب الأوسط” في محكمة مقاطعة وين، بدعوى الإهمال والتزوير والكذب.
وتملك عائلة شرارة وثائق تثبت أنها قامت بشراء قطعة من الأرض بمساحة ثلاثة قبور بالقرب من قبر الوالدة، وقد تم شراؤها في العام 1997 وتم تسديد كل الدفعات في العام 2000.
وأشارت: “عندما ذهبت إلى المكتب وأخبرت العاملين هناك بوجود خطأ، نظر إلي أحدهم وقال بلهجة باردة “نحن لا نرتكب أخطاء”.. لقد كانت معاملاتهم لي غير لائقة”.
وقد تسلم الدعوى المحامي طارق بيضون الذي يعمل في “مكتب آلن للمحاماة” في ديترويت. ويؤكد كل من بيضون وشرارة أن إدارة المقبرة قد قامت بمثل هذه الأعمال أكثر من مرة في السابق، حيث قامت ببيع قبور معينة لعدة زبائن في الوقت نفسه.
وتؤكد شرارة أنها على اطلاع بعدة قصص من هذا النوع، فقد أكد لها أحد أصدقائها أنه مر بنفس التجربة، وأن إدارة المقبرة قدمت أعذارا مختلفة وروايات متناقضة لتفسير أفعالهم، ولكنهم اعترفوا في إحدى تلك الروايات أنهم قاموا ببيع قبر والده مرتين.
وما يزيد الأمور سوءا أن الشخص المدفون بقرب قبر والدة وعد شرارة، قد دفن بالقرب منه زوجته وابنه، وبالتالي فإن عملية نقل الجثمان غير المحبذة إسلاميا تزيد الأمور تعقيدا وصعوبة.
والمشكلة أن شرارة ماتزال مقتنعة أن الأمور لم تحصل عن طريق الخطأ. وتقول: “إذا كانوا قد فعلوا ذلك خطأ فلم لم يحاولوا إصلاح خطأهم.. لقد كانوا وقحين طوال الوقت”.
وكانت “صدى الوطن” قد حاولت الاتصال بمكتب المقبرة لاستيضاح موقفهم ولكن أحدا لم يجب على الاتصال كما أنه لم يقم أحد بالرد على الرسالة الصوتية.
وقال المحامي بيضون إن موظفين من المقبرة اتصلوا يطلبون والدها من أجل بعض الاستيضاحات، ولكن الوالد يقيم الآن في لبنان وتكاليف سفره سوف تكون كبيرة، فضلا عن كونه خضع مؤخرا لعملية جراحية في الركبة ويعاني من صعوبات في المشي والتنقل.
وعلقت شرارة على هذا الطلب بالقول: “إن التكلفة عالية لمجرد احضار والدي من لبنان والحديث معه لمدة نصف ساعة، وكنا بدلا من ذلك قد اقترحنا عليهم أن يتحادثوا معه عبر “سكايب” أو عبر الهاتف، ولكنهم لم يظهروا اية إيجابية بهذا الخصوص”.
فيما يرى بيضون أن هذا الطلب هو مجرد محاولة لتعقيد الأمور ووضع ضغط على الأسرة. وشدد بيضون “نريد أن نتأكد أن أصحاب تلك المقبرة لن يفعلوا الشيء ذاته مع عائلات أخرى، لاسيما وأن الكثير من الزبائن هم من العرب والمسلمين”.
وتوافق شرارة على هذه الفكرة مؤكدة أنها وأسرتها تعرضت إلى كثير من الضغط النفسي بسبب ما حدث، وقالت كل ما أريده منهم هو أن يقوموا بإصلاح ذلك الخطأ لأنني لا أريد أن يحدث ذلك مجددا لأي عائلة أخرى.
Leave a Reply