لم تكن أحوال المرأة في ماضي الأزمنة على شيء من المعقول والمقبول واللائق بتلك التي وصفها نابليون بقوله: “الأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها”. مشيراً إلى عملها البليغ في بناء المجتمع، فقد عرفت المرأة في تاريخها كثيرا من القسوة في أوروبا كما في الشرق.
في تاريخ أوروبا القديم، أصدر ملك فرنسا قانونا طريفا سماه “قانون الطوارئ” للحفاظ على قوة الدفاع عن المملكة. بعض ما ورد في ذلك القانون أنه حينما يمشي رجل في طريق واسع أو ضيق، في نهار عاصف قاصف، أو في ليلة دامسة عابسة، والى جانبه امرأة تمشي في الاتجاه نفسه، فمن الواجب الوطني على المرأة أن تمشي بجانب الحيطان لكي تفسح المجال أمام الرجل ليمشي في عرض الطريق بعيدا عن المنازل التي تحف بهذا الطريق. حتى إذا سقطت قرميدة من على أحد السطوح أو أطاحت العاصفة وعاء ثقيلا عن قاعدة شباك عال، وقع على المرأة لا على الرجل، لأن جلالة الملك لا يحتاج إلى الكثير من النساء، إنما هو يحتاج الى أكبر عدد ممكن من الرجال للهجوم بهم على الأعداء.
ومن ناحية “حقوق المرأة وعلاقتها بالرجل”، فقد صدر قانون فرنسي قديم خاص بتنظيم علاقة المرأة بالرجل. وجاء في هذا القانون: أن كل امرأة تحاول إغراء رجل عن طريق الغمز بالعينين أو اللمز بالشفتين بقصد لذة النظر، أو عن طريق الإشارة إلى صدرها بالكشف عن جانب منه بصورة مقصودة أو غير مقصودة، أو بالكشف عن ذراعيها أو بالتمايل في مشيتها، أو بصبغ شفتيها بالأحمر، أو بالظهور في ثياب غير حاجبة، أو بأية وسيلة أخرى يراد بها الإغراء والإغواء، تعاقب بمنعها من الزواج وبحبسها ثلاث سنوات. وإن هي عادت وكررت فعل هذه الأفعال الشائنة بعد خروجها من السجن يعاد حبسها من جديد لزوال كل ما لديها من عوامل الإغراء والإغواء.
أما في انكلترا، وفي أيام الملكة اليزابيت الأولى، فقد صدر قانون أقسى من القانون الفرنسي، لأن المرأة أقسى على بنات جنسها، وحكمها على الجميلات الفاتنات منهن بصورة أشد جوراً وأشرس عداوة.
فقد ورد في ذلك القانون الانكليزي والذي دبجته اليزابيت الأولى: “كل امرأة أياً كان عمرها ووضعها وطبيعتها الاجتماعية سواء أكانت عذراء أو أرملة تحاول أن تغري رجلاً من رعايا الملكة عن طريق استعمال العطور أو المساحيق والألوان، أو عن طريق حشو الألبسة بالقطن، أو عن طريق كشف الصدر والذراعين والساقين أو الكتفين ولو كشفاً قليلاً تعاقب بحكم قانون الشعوذة وتحرق بالنار وتذهب روحها الى الجحيم”.
يا لطيف ما أقسى اليزابيت الأولى وما “ألطف” اليزابيت الثانية!!
الله لا يعيد تلك العصور، عصور القوانين الجائرة، وألف تحية لهذا الزمان الذي أخذت فيه بعض النساء حقوقهن وصارت الأنثى منافساً للذكر وفق المفهوم البدائي.. مثلما حصل مع سيدة عربية، أوهمها “الإعلام الشفاف” بحصولها على حقوقها كاملة.. ما عدا قيادة السيارة، تلك السيدة ونكاية برجال القبيلة حولها، كانت هوايتها الصيد، صيد الأسود والنسور الضواري.
وفي إحدى رحلات الصيد في الصحراء صوّبت بندقيتها باتجاه معين لتطلق النار على أحد السباع، فنط عليها “الواوي” وكاد أن يأكلها بعد أن وقعت مغمى عليها، لو لم ينقذها منه أحد زملائها الصيادين.
هذا قليل من كثير مما كان من أحوال المرأة، آمل أن يروق لجميلات الجالية من القارئات الواعيات!..
Leave a Reply