طرابلس – مع استمرار حرب الشوارع في مدينة سرت بين أنصار القذافي والثوار، قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه إن غارات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على ليبيا ستستمر ما دامت مقاومة أنصار العقيد معمر القذافي مستمرة.
ومن ناحيته، حذر العقيد الليبي المتواري معمر القذافي قادة العالم الثالث الذين اعترفوا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي أطاح به بمساعدة من حلف شمال الأطلسي من أنهم سيواجهون نفس المصير، في حين دعا الليبيين إلى التظاهر ضد حكام البلاد الجدد.
وقال في رسالة صوتية إن على كل من اعترفوا بالمجلس الانتقالي أن يستعدوا من الآن فصاعدا لإنشاء مجالس انتقالية تفرضها قوة الأساطيل لتحل محلهم واحدا تلو الآخر. وتابع في إشارة إلى الدعم العسكري من جانب الناتو للمجلس الانتقالي، “إذا كانت قوة البوارج تفرض الشرعية استعدوا لإقامة مجالس تفرض بقوة البوارج وتحتل مكانكم”.
ودعا القذافي في رسالته الليبيين للخروج إلى الشوارع بالملايين، قائلا إن الأوضاع في ليبيا لا تحتمل.
وقال القذافي الذي لا يُعرف مكان وجوده “أدعو جميع الليبيين رجالا ونساء للخروج بالملايين إلى الساحات والشوارع وفي جميع المدن” لرفض المجلس الوطني الانتقالي. وطالبهم بالخروج سلميا وبأن يتحلوا بالشجاعة ويرفعوا الرايات الخضراء التي ترمز إلى نظامه.
دولياً، وعلى هامش اجتماع لوزراء دفاع الناتو في بروكسل ناقشوا فيه عمليات الناتو العسكرية بليبيا, قال لونغيه إنه ينبغي ألا تكون هناك أي جيوب للمقاومة ويجب أن يطلب المجلس الوطني الانتقالي إنهاءها.
وبرغم تأكيده على الأهمية الرمزية للسيطرة على سرت مسقط رأس العقيد، فإنه شدد على أنها “ليست كلّ ليبيا، حيث ما تزال هناك مقاومة من مؤيدي القذافي في بني وليد مثلا, وبعض الحركات المبعثرة في جنوب ليبيا”.
وأضاف “بالنسبة للقذافي مادام مختفيا عن الساحة فسيكون هذا الأمر مهما, لكنه ليس كافيا. المجلس الوطني الانتقالي يريد اعتقاله والمرء يستطيع تفهم هذا”.
من ناحيته، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إنه يعتقد أن المهمة ستستمر “مادام القتال مستمراً”.
مخاوف إنسانية
وعلى وقع الاشتباكات المستمرة، تقول وكالات الإغاثة إنها تشعر بالقلق بشأن المدنيين المحاصرين داخل المدينة وسط القتال، بينما ينفد ما لديهم من غذاء وماء ووقود ودواء. وتركز القلق بشأن الأزمة الإنسانية على مستشفى ابن سينا الواقع وسط المدينة، حيث قال عاملون في المجال الطبي فروا من سرت إن المرضى يموتون على طاولة العمليات لنقص الأكسجين ووقود مولدات الكهرباء في المستشفى. وقد دعت منظمة العفو الدولية أطراف النزاع في ليبيا إلى تأمين سلامة المدنيين، وضمان إيصال الإمدادات المطلوبة بأمان إلى مدينة سرت. ومن ناحيتها قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها استطاعت إرسال أدوية وأجهزة طبية إلى مدينة سرت، لكنها شددت على أن الأوضاع لا زالت مأساوية.
سحب الأسلحة
من جانب آخر أصدر الانتقالي أمرا بإخلاء طرابلس من كل الأسلحة الثقيلة التي “يعطي انتشارها واستخدامها العشوائي صورة سلبية عن الثورة والثوار”. وقال أحمد باني المتحدث باسم “وزارة الدفاع” بالمجلس االانتقالي في مؤتمر صحفي بطرابلس إنه تم إصدار أوامر بسحب الأسلحة الثقيلة من طرابلس ومن كل المدن المحررة، وإنه يتم جمعها خارج المدينة. وأضاف “البعض يستخدم هذه الأسلحة للتسلية مما يعطي انطباعا سلبيا عن الثورة والثوار”.
Leave a Reply