ستراسبورغ – حقق الفلسطينيون، الخميس الماضي، انتصاراً رمزياً مزدوجاً، يأتي في سياق الجهود التي يبذلونها للحصول على عضوية كاملة لدولتهم في الأمم المتحدة، إذ منحت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا المجلس الوطني الفلسطيني وضع “شريك من اجل الديموقراطية”، فيما ذكرت مصادر في “اليونيسكو” أن فلسطين ستصبح عضواً كاملاً خلال المؤتمر العام لهذه المنظمة في تشرين الأول (أكتوبر) الحالي.
ومنحت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وضع “شريك من اجل الديموقراطية” الى المجلس الوطني الفلسطيني الذي رحب بهذا “الحدث التاريخي” في ستراسبورغ. والبرلمان الفلسطيني هو ثاني برلمان يستفيد من هذا الوضع الجديد التي استحدث في العام 2009، ومنح للمرة الأولى الى المغرب في حزيران (يونيو) الماضي.
واعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون بعد التصويت “أنه حدث تاريخي لنا بكل معنى الكلمة”. وأضاف في الجمعية البرلمانية ان “هذا القرار سيشكل قاعدة لإحلال السلام في منطقتنا”.
وقال مقرر البرلمان الهولندي تيني كوكس “يمكننا القول انه حدث تاريخي، لأنه مع الربيع العربي رأينا ان ديموقراطيات جديدة تبصر النور… وقد بدأنا هنا شراكة جديدة معها”.
ويهدف وضع “شريك” الى تعزيز الصلات مع برلمانات بلدان المناطق المجاورة لأوروبا. وبموجب هذا الوضع، سيحصل المندوبون الفلسطينيون الستة على حق الكلام أمام الجمعية، ومعظم مفوضياتها، لكن لا يحق لهم التصويت.
ومن ناحيته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المشرّعين الأوروبيين إلى تقديم الدعم “للربيع الفلسطيني” عبر تأييد انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة.
وقال عباس في خطاب ألقاه الخميس الماضي أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والمؤلفة من نواب 47 دولة في ستراسبورغ “لقد أيدتم ودعمتم الربيع العربي الذي طالب بالديمقراطية والحرية، وها هو الربيع الفلسطيني قد جاء ليطالب بالحرية وإنهاء الاحتلال.. إننا نستحق دعمكم، نثق بكم وبأنكم لن تتخلوا عنا ولن تتركونا وحدنا”. ورأى أن العالم الذي احتفى بالربيع العربي يقف اليوم أمام اختبار لمصداقيته، متسائلا “هل سيسمح لإسرائيل أن تبقى دولة فوق القانون وفوق المساءلة والمحاسبة؟”.
من جهة ثانية، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن مبعوثين من اللجنة الرباعية المعنية بالسلام في الشرق الأوسط، التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة، سيجتمعون في بروكسل يوم الاحد المقبل سعيا للدفع قدما بعملية التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين.
يأتي ذلك، في وقت قال المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، نمر حماد، إن القيادة الفلسطينية تعتبر دور مبعوث اللجنة الرباعية طوني بلير سلبيا ومنحازا لاسرائيل. وأوضح حماد أن “القيادة تنظر بسلبية الى دور مبعوث الرباعية الدولية طوني بلير وهو منحاز لاسرائيل، خاصة محاولاته السلبية الاخيرة في صياغة مشروع بيان اللجنة الذي يجحف الحقوق الفلسطينية وينحاز لاسرائيل”.
ميدانياً، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها ضد المقدسات الإسلامية، حيث أغلقت الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في الضفة الغربية أمام المسلمين، فيما فتحت جميع أروقته وساحاته للمستوطنين بحجة تمكينهم من الاحتفال بـ”عيد التوبة”.
وفى الجليل، ساد إضراب عام القرى البدوية الواقعة في شمالي أراضي العام 48 احتجاجا على إحراق المستوطنين مسجدا في قرية طوبا زنغريا الثلاثاء الماضي.
إلى ذلك، اصيبت فتاتان فلسطينيتان بجروح بعدما صدمتهما سيارة اسرائيلية على شارع خارج مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. واوضحت الفتاتان بعد نقلهما لتلقي العلاج في مستشفى رفيديا في نابلس، ان سيارة اسرائيلية صدمتهما بينما كانتا تعبران الطريق التي تصل بين نابلس ورام الله.
وفي قرية بيت أولا، في شمالي غربي الخليل، قام الجيش الاسرائيلي باقتلاع مئات من الاشجار المزروعة وهدم بئري ماء. وبرر المتحدث باسم الادارة المدنية العسكرية الاسرائيلية في المناطق المحتلة غاي انبار عمليات هدم الآبار لكونها تفتقد التصاريح الاسرائيلية اللازمة لبنائها.
Leave a Reply