“أبغض الحلال”.. مثل “شربة المي”
ناقوس خطر الطلاق يدق الكثير من أبواب بيوت الجالية العربية في أميركا، فقد لا تخلو عائلة عربية من مطلق أو مطلقة، حيث أصبح “أبغض الحلال” مثل “شربة المي”.
نعم، مؤسسة الزواج في خطر، بعدما كنا نتغنى بالقيم الاجتماعية والروابط الاسرية التي تميزنا عن باقي المجتمعات، أصبحنا في مصافي المجتمعات المفككة عائلياً. فتُكسر الروابط المقدسة كل يوم دون حسيب أو رادع، ففي الطلاق ظلمٌ حاصلٌ لا محال تدفع ثمنه المرأة أو الرجل وبالطبع أكثر من يلعق العلقم هم الأولاد.
الطلاق موضوع متشعب وحساس، يلزمنا أكثر من عدد لنتناول كافة جوانبه. لذلك نسلط في هذه الحلقة الضوء على حالات طلاق محددة، من شأنها أن تعكس جزءاً من المعاناة ومقابلة خاصة مع سماحة السيد مهدي الأمين، مفتي قضاء بنت جبيل ومدير مكتب الشؤون العائلية في مؤسسة “إمام” ومندوب المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى والمحاكم الجعفرية في الولايات المتحدة الاميركية.
“زوجي بنى علاقة غرامية مع صديقتي”
“أنت طالق”، كلمتان هزت كيان زينب بعد عشرين عاماً من الزواج، عاشت فيها المر وتحملت وصبرت. انتقلت زينب للعيش في ديربورن بعد اندلاع حرب تموز 2006 في لبنان، عمرها 49 وهي أم لأربعة اولاد، أكبرهم يبلغ من العمر 25 سنة واصغرهم 10 سنوات.
جاءت الى ميشيغن لتبدأ حياتها من الصفر، ساعدها اولادها الذين عملوا الى جانب دراستهم وهي بدورها بدأت تؤسس لعملها الخاص في التجارة. تروي زينب قصتها مع الطلاق وتتحفظ عن ذكر التفاصيل.
تقول “لا احب ان أستذكر ما مر عليّ من ذكريات مؤلمة، طلقني زوجي “في ليلة ليس فيها ضوء قمر”، كما يقال، وذلك بعد ان بنى علاقة غرامية مع صديقتي”. وتضيف زينب “حياتي معه كانت مرّة لكنني تحملت من اجل اولادي وظننت أنه ربما سينضج مع الأيام. لكن ظني كان خاطئاً وهذا حكم الزمن وحكمته عليّ. الا ان ما يحز في نفسي هو أنه طلق أولاده بطلاقه مني. ارتمى في حضن امرأة أخرى في الوقت الذي كان الاجدى به الاستمتاع بنجاحات اولاده والسعي لتزويجهم والفرح بهم”.
تتابع زينب “لقد تنكر من واجباته تجاه أولاده بشكل كامل، فهم لا يحصلون على أي نوع من الدعم المادي او العاطفي. ولكنني أعرف في قرارة نفسي أن للظالم يوماً، وانا أرضى ان اكون مظلومة على ان أكون ظالمة، ومن لا يخاف الله يَظلمُ دون اي تأنيب ضمير”.
الطلاق.. أبغض الحلال
يقول السيد مهدي الأمين “الله سبحانه وتعالى شرع الطلاق وحلله وأعطى صلاحيته للرجل. ويحكى في الروايات ان عرش الله يهتز حين يقع الطلاق، لذلك قيل أن الطلاق أبغض الحلال عند الله. فالطلاق ليس غاية بحد ذاته انما هو حل اذا استحالت الحياة الزوجية وتحولت الى جحيم. والله جعل للطلاق آلية، وذكر في كثير من الآيات عن ارسال حَكم من اهله وحَكم من اهلها لاصلاح العلاقة الزوجية، وذلك لاعطاء مجال للصلح ولاعادة ترميم العلاقة الزوجية المنقسمة بالخلافات، واذا لم يتم الصلح فلا بد اذاً من الطلاق”.
وبحكم تمرس السيد الأمين في حقل القضايا الاجتماعية والشؤون العائلية في مؤسسة “امام” في ديربورن، وعمله السابق لدى المحاكم الجعفرية الشرعية في لبنان، استطاع أن يستخلص وعن كثب أسباب رئيسية تعتبر الأساس في تزايد نسب الطلاق.
يرجح السيد الأمين حدوث الطلاق الى عدة اسباب منها: “السبب المادي على كلا شقّيه، من حيث كثرة المال أو قلة المال. فكثرة المال تفسد حياة الناس وتفسد الرجل والمرأة في كثير من الاحيان ما يؤدي الى الانشقاق والمشاكل.. وشح المال في يد الزوج تؤدي الى العسرة في الانفاق وبالتالي تخلق الخلافات ما ينتج عنه في كثير من الاحيان الطلاق. كما ان هنالك أسباباً أخرى قد تؤدي الى الطلاق ومنها تدخل الأهل وخلق نوع من المعسكرات بحيث ينحازون اما للزوج او للزوجة واشعال الفتنة بين الطرفين حول امور في معظمها سخيفة. وهذا التدخل سببه إما ضعف شخصية الزوج أو ضعف شخصية الزوجة أو قوة شخصية الزوجة مقابل ضعف شخصية الزوج او العكس، ما يؤدي الى تدخل بعض الأهل الذي ينتج عنه خراب البيت والطلاق”.
ويعتبر السيد الأمين انه ليس هنالك، في الغالب، أسباب جوهرية لا يمكن حلها بين الزوجين المتناحرين. ولكن، ومن خلال الواقع الملموس، من الاسباب الرئيسية وراء كل هذه الطلاقات هي قلة الدين والايمان والخبرة والمعرفة والوعي حتى بالحقوق والواجبات. ويضيف “ليس بالضرورة أن غير المؤمن والملتزم سوف يظلم ولا أن المؤمن سيعيش حياة زوجية سعيدة.لكنني أتحدث تحديدأً عن قلة الايمان والخوف من الله التي تؤدي في كثير من الاحيان الى ظلم الآخر وبالتالي الى الطلاق”.
عالمرة قبل الحلوة وعالخبزة والزيتونة.. هذه دقة قديمة
سوسن، 28 عاماً، مطلقة حديثاُ وأم لولد عمره ثلاث سنوات وتعيش في ديربورن. تقول سوسن “أنا خُدعت بزواجي من شاب ادعى أن أوضاعه المادية ميسورة، كما انه يغار كثيراً ويشدد عليّ الخناق، ما دفعني الى طلب الطلاق كي اتحرر من قيده. وكانت فكرة المجيء الى اميركا حلم لطالما راودني لأتخلص من الاوضاع المعيشية الصعبة. جئت الى ميشيغن منذ 6 سنوات وحصل الطلاق السنة الماضية ولست نادمة”.
تضيف سوسن بثقة “استطعت عن طريق المحكمة المدنية الحصول على حضانة ابني، كما ان الدولة تقدم معاشاً خاصاً لتربيته وبدأت بالعمل مؤخراً ما ساعدني على تحمل أعباء الحياة. ولا زلت في اول عمري، فربما أصادف ابن الحلال وأتزوج مجدداً”.
وتتابع سوسن “اليوم ليس مثل أيام زمان حيث كانت الزوجة ترضى بالعيش في غرفة مع زوجها في بيت اهله و”عالمُرّة والحلوة وعالخبزة والزيتونة”، وكل فتاة تقول انها ترضى بذلك اليوم هي كذابة. فبالحب وحده لا يحيا الانسان، الحب ما بطعمي خبز”.
المرأة تطلب الطلاق
يقارن السيد الامين نسبة طالبي الطلاق في ميشيغن قياساً مع لبنان بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام. ويجد أن نسبة النساء الطالبات للطلاق هي أعلى من نسبة الرجال الذين يطلبون الطلاق. ويقول “90 بالمئة من الحالات المسجلة لطالبي الطلاق هي من النساء و10 بالمئة من الرجال، بينما في الشرق هذه النسب معكوسة”.
ويرجح السيد الامين الاختلاف الجذري في هذه النسب الى سهولة الحياة في اميركا وسهولة الحصول على عمل وبالتالي الاستقلالية المادية التي تدفع الكثير من الزوجات عند اتفه الاسباب الى التحرر من أسر الزوج وطلب الطلاق. ويضيف “ربما هذا الاختلاف سببه أن المرأة تشعر بحرية اكبر هنا، وتستطيع التحكم بالرجل والحصول على حقوقها عن طريق المحاكم المدنية، بينما في الشرق الاوسط يختلف الوضع. فحتى لو كانت الزوجة مظلومة ورفعت امرها الى الحاكم الشرعي، غالباً ما تظلم وغالباً ما تكون هنالك محاولات اكبر لترميم العلاقة. كما ان الحاجة المادية تردعها عن طلب الطلاق، والمجتمع يساعد في بقاء الزوجة مع زوجها وتحمل سوء اخلاق الزوج في معظم الاحيان وذلك غير منصف لها. والقانون هنا يحمي المرأة ويساعدها في حضانة الأولاد والانفاق عليهم ما يفسح المجال أمام الزوج بالتنكر وعدم تحمل مسؤلية الانفاق وبالتالي عيش حياته وربما الزواج من امرأة اخرى. وهنالك حالات كثيرة حيث تلجأ المرأة فيها الى المحكمة المدنية قبل أن تلجأ الى الشرع وذلك لسهولة الامر. فالقاضي المدني يعطيهم مهلة ستة اشهر وبعد ذلك يوقع الطلاق. كما أن هنالك بعض الحالات حيث تلزم المحكمة الزوج ان يطلق شرعاً وهو لا يريد ذلك”.
ويشير السيد الامين الى أحد أبرز أسباب الطلاق هو حب الهجرة. ويقول “هنالك الكثير من الشباب الذي يتزوج من اجل الهجرة والحصول على الجنسية الاميركية وذلك عن طريق الزواج من امرأة اميركية. وللأسف الشديد، هنالك الكثير من الشباب الذين يتزوجون أول من يتوفر لهم، (عادة من الأقارب)، ويستعملون هذا الزواج مطية كي يأتوا الى أميركا. فيتزوجون وينجبون الأولاد وبمجرد حصولهم على الجنسية يتنكرون للزوجة ويظلمونها”.
ولكنه يقول “هنالك نساء أيضاً تقوم بنفس السنياريو. كما عاينت حالة خاصة حيث كانت الفتاة المتزوجة مرتبطة بعلاقة حب ووعد مع شاب في بلدها الام الا انها تزوجت من رجل آخر من حاملي الجنسية الأميركية على أمل الحصول على الجنسية ثم طلب الطلاق والارسال بطلب الهجرة للحبيب. ان نسبة طالبي الطلاق هي بأغلبيتها بين الوافدين حديثاً وليس ممن عاشوا هنا معظم حياتهم”.
عاطلٌ عن العمل، يستفيد من حضانة أولاده
ويدّعي العجز كي يحصل على اعانة من الدولة
تعرضت آمال الى الضرب المبرح، ليس من فترة بعيدة، من قبل طليقها الذي علم بأمر تقديمها لطلب حضانة اولادها من المحكمة المدنية.
هذا الطلب قدمته آمال بعد اصرار ابنتها وابنها على العيش معها بعدما استحال العيش مع والدهم. ولكن لماذا لم تطلب آمال الشرطة عندما اعتدى عليها طليقها؟
تقول آمال “كنت خائفة ان أفارق الحياة قبل أن تصل الشرطة. فعندما كنت تحت ذمته، دائماً كان الجيران يهرعون لردعه عني وهو يضربني ضرباً مبرحاً. في بعض الاحيان لا اصدق كيف نجوت من سلطته وظلمه، الا أن أثار التعذيب لا تزال مطبوعة، هي لعنة الذاكرة”..
تعيش آمال، 36 عاماً، في ديربورن هايتس، وتعمل كمدبرة منزل فهي لا تملك شهادة مدرسية وخبرتها في ميدان العمل ضئيلة. عاشت مع طليقها ثماني سنوات من الجحيم، وبروحها المرحة تقول “هذه التجربة لن تدمرني، عزيمتي قوية وايماني كبير وكل ما أريده هو حضانة اولادي فلا أريد رؤيتهم يتعذبون. كما ان أباهم عاطل عن العمل يقبض معاشين من الدولة واحد لعجزه والآخر لحضانة اولاده، لكنه لا يؤمن مستلزمات الحياة للأولاد فكلما احتاجوا شيئاً يلجأون لي. انا أرضى على نفسي الظلم، لكنني لا أرضاه على أولادي”.
في الطلاق العادل.. المرأة هي التي تظلم
يرى السيد الأمين في الطلاق بشكل عام، ان المرأة هي التي تُظلم حتى في الطلاق العادل أي في حال كانت هي من طلب الطلاق. فالمرأة تدفع ثمن اغلى من الرجل لأن نظرة المجتمع الشرقية غير متساوية بالنسبة للمرأة المطلقة والرجل المطلق. وهي نظرة غير سليمة بحيث ينظر للمرأة المطلقة ليس بعين الرضا.
ويضيف “إذا حدث الطلاق هذا لا يعني ان المرأة او الرجل فقدوا انسانيتهم، لكن النظرة الاجتماعية للمرأة المطلقة نظرة دونية وناقصة. والطلاق لم يوضع ويشرع كي يستخدم كيفما كان. والزواج في الإسلام بالاساس هو كالزواج الكاثوليكي، إن جاز التعبير، واذا اتبع الزوجان الشروط والمواصفات والضوابط الشرعية، من غير المفترض ان ينتهي الزواج بالطلاق”.
من ناحية أخرى، يشير السيد الأمين الى ضرورة فهم مغزى الزواج، فالفهم الخاطئ للزواج يؤدي الى الوقوع في أبغض الحلال.
ويقول “الزواج ليس عملية متعة او افراغ شهوة من قبل طرفي الزواج بل هو مشروع انشاء مؤسسة وشراكة واسرة كاملة ثمرتها اولاد صالحون”. كذلك للطلاق شروط، “ففي حال وقوع الطلاق، الأولاد هم مسؤولية الرجل وللمرأة حق حضانة الصبي لمدة سنتين والبنت لمدة سبعة سنوات. الأولاد يحملون اسم ابيهم والنفقة واجبة عليه. والشرع عندما أعطى حضانة الاولاد للرجل هو لاعطاء المرأة الحرية وليخلصها من أي قيود اذا كانت تريد الاستمرار بحياتها الخاصة كالزواج وتأسيس أسرة جديدة. كما في هذا الامر حكمة، فالكثير من الرجال يتمنون ان تحصل طليقتهم على حضانة الاولاد كي تخلصه من قيد واسر. فعندما اعطي الرجل حق حضانة الاولاد كان ذلك قيد له ولتكبيله وهو سبب لكي يعيد التفكير بلحم العلاقة الزوجية التي تصدعت”، على حد قول الأمين.
جلسة دردشة مع ثلاث مطلقات
في أحد بيوت ديربورن، الصدفة شاءت اللقاء بثلاث مطلقات شاركن جزءاً من همومهن دون التطرق الى أسباب وقوع الطلاق. سلمى وعناية وخديجة، نساء مطلقات من ديربورن، قوة الشخصية تجمعهن والوقوف بوجه ظروف الحياة الظالمة دون استسلام. تقول سلمى “أنا أم لخمسة أولاد، أفكر احياناً بالزواج الا أنني تلوعت من زوجي السابق ما جعلني لا أثق بجنس الرجال، خصوصاً بعد خيانات زوجي السابق المتكررة. أفكر أحياناً في قرارة نفسي عن حالي عندما يغادروني أولادي، فالوحدة مرّة، انا أنام كل ليلة واستيقظ في الصباح وحدي، فلا أجد من يهتم بمشاعري ومن أهتم به في المقابل”.
عناية وخديجة لا ترفضان فكرة الزواج مجدداً “ولكن من أين سياتي هذا الرجل الذي يقبلنا مع اولادنا أو حتى لنقل من دون اولادنا، هنالك الكثير من الرجال الذين يتقدمون ولكن ليس من فيهم سند حقيقي نشعر معه بالستر والأمان. لوعتنا مع ازواجنا السابقة جعلتنا حذرات وغير متهورات. وربما يوم ما، يأتي ذاك الرجل المناسب، الأمل موجود لكن به أو من دونه تستمر الحياة”.
“العِشرة بالمعروف”
أعد السيد الأمين كتيب “العِشرة بالمعروف: الزواج والطلاق واجبات وحقوق ومستحبات”، والصادر عن مؤسسة “إمام”. وجاء هذا الكتيب نتيجة وثمرة جهد وخبرة وعمل ضمن الجالية العربية في اميركا.
يقول السيد الامين “قمنا بعدة ندوات دعينا فيها الازواج والمقبلين على الزواج للمشاركة في حملة توعية حول الزواج من حيث الحقوق والواجبات. وفوجئنا بأن الكثير من النساء توجه اصابع الاتهام الى الدين ورجال الدين والقيمين على الدين فيما يختص بالمشاكل الزوجية التي تؤدي الى الطلاق. ومن ناحيتنا نحمل الاهل جزءاَ كبيراً من المسؤولية بحيث من واجباتهم تعريف بناتهم على حقوقها الشرعية الزوجية”.
هذا الكتيب هو عبارة عن رسالة توعية للمقدمين على الزواج يعرفهم على معاني الاصطلاحات الشرعية المختصة بالزواج وحقوقهم وواجباتهم وانواع الزواج والطلاق وأقسامه، وحقوق الزوجين وحقوق الأولاد وغيرها. كما يتضمن شروطاً عن الزواج والطلاق وشروطاً لمصلحة الزوجة المرأة.
كما صدر عن “إمام”، وثيقة زواج تتضمن شروط مبدئية يتفق عليها الزوجان عند بداية العقد وذلك لحماية الزوجة في حال تعنت الرجل.
عندما تخلو القلوب من الرحمة وعندما تخلو العقول من الوعي وعندما يدخل الضمير في غيبوبة والأنانية تستشري فوق مصلحة الاسرة، حينها تقع كل أشكال الظلم. ولا يستثنى الرجل أو المرأة من أسباب وقوع الطلاق الذي في معظمه يدفع اثمانه الاولاد. ولا يخلو الأمر من الاستثناءات حيث تقع الملامة على طرف واحد من الزوجين او حين تكون أسباب الطلاق محقة وليست مجرد مناكفات ومناوشات و”تكبير رأس”.. وقال وقيل وعناد يصل الامر به الى طلاق الأزواج. فيصح المثل القائل “في التأني السلامة وفي العجلة الندامة”.
الجدير بالذكر ان اسماء النساء المطلقات المذكورة في التحقيق مستعارة.
Leave a Reply