ديربورن هايتس – خاص “صدى الوطن”
بالرغم من تزايد الوجود العربي والإسلامي في منطقة ديترويت ونضج الحالة المجتعمية لهذا الوجود من حيث وفرة المؤسسات والمراكز الخدماتية بأنواعها، إلا أن المنطقة ماتزال تفتقد لعدد من المرافق الضروية، قد يكون من أهمها وجود مقبرة إسلامية، لا سيما وأن المسلمين مازالوا يدفنون موتاهم في مقابر مشتركة مع جماعات تختلف لديها عادات زيارات المقابر والموتى.
كما أنه حتى وقت قريب، لم يكن يتواجد في هذه المنطقة مغسل للموتى المسلمين، قبل أن تقوم “دار الحكمة الإسلامية” في مدينة ديربورن هايتس بإنشاء أول مغسل يتبع الطريقة الشرعية في الغسل والتكفين، وما يتبع ذلك من توفير أجواء ومناخات المؤانسة والعزاء وآداب الجنائز، التي قد لا تتوفر في المرافق التابعة للمقابر الأخرى.
ويشدد إمام “دار الحكمة” الشيخ محمد علي إلهي على فكرة الطهارة التي هي إحدى أهم المبادئ الإسلامية قائلا: “إن هذا المغسل كونه موجود في مركز إسلامي فيه مسجد فهو طاهر، وهذه الفكرة بحد ذاتها تلهم عائلات المتوفين بالصبر، وتمنحهم مزيدا من الشحنات الروحانية والإيمانية التي تساعدهم على مواجهة مصابهم الأليم”.
ومن المفترض أن يقوم بغسيل الموتى في المغسل الجديد متطوعون متدربون تقوم “دار الحكمة” على تعليمهم وتأهليهم بحسب آداب التغسيل والتكفين الشرعية.
وأكد الشيخ إلهي أن الغسل سوف يكون مجانيا، كما يمكن لأهل المتوفى اختيار من يقوم بغسيل وتكفين فقيدهم.
تجدر الإشارة إلى أن “دار الحكمة” تضم قاعة كبيرة تصلح لإقامة مناسبات وأسابيع العزاء، وهي قاعة كبيرة تتسع لأكثر من 600 شخص، إضافة إلى مدرج يتسع لـ500 شخص، وكلاهما مجهز بكافة الوسائل المريحة، ومصمم بطريقة تجنب الازدحام خلال حركتي الدخول والخروج، كما أنه يوجد لدار الحكمة موقف كبير للسيارات بثلاثة مداخل، من شأنها تسهيل الحركة المرورية وتجنيب ازدحام السيارات.
ولاحظت “صدى الوطن” خلال زيارتها لـ”دار الحكمة الإسلامية” بأن العمل في الدار قائم على قدم وساق، إضافة الى كثافة البرامج التعليمية والتثقيفية العامة، فإلى جانب صفوف تعليم اللغة العربية والدين الإسلامي توجد صفوف أخرى لتعليم اللغة الإنكليزية وغيرها لتعليم اللغة الفارسية، كما أن الإدارة تعمل على إعادة افتتاح مدرسة “تشارتر” كبيرة.
وشدد إلهي أن الناظم لأعمال الدار ونشاطاتها المتنوعة هو “رسالة القرآن، وأن أخلاقيات أهل البيت عليهم السلام هي الفضاء العام في نشاطات الدار ابتداء من خطب الجمعة والصلوات اليومية وصولا الى النشاطات التعليمية والاجتماعية الأخرى التي تتعلق بشؤون الجاليات العربية والإسلامية”.
Leave a Reply