عواصم – تحت شعار “يا شعوب العالم انهضوا” و”انزل إلى الشارع”، و”اصنع عالما جديدا”، دعا “الغاضبون” إلى التظاهر في حوالي ١٥٠٠ مدينة في 82 دولة حسب موقع “15 أكتوبر”، وذلك احتجاجا على الوضع الاقتصادي الهش الناشئ عن الأزمة الاقتصادية العالمية وسلطة رؤوس الأموال. واحتفلت حركة “احتلوا وول ستريت”، التي ألهمت هذه التحركات، الأسبوع الماضي، بمرور شهر على انطلاقتها. وحشدت حركة “احتلوا وول ستريت”، وهي حركة لامركزية وبلا قيادة، آلاف الأشخاص في مختلف أنحاء العالم (1500 مدينة في 82 دولة). الأمر الذي أثار شهية العديد من سياسيي العالم الكبار للتعليق عليه، بل وتأييده في بعض الأحيان، برغم كونهم متهمين أساسيين لدى الحركة.
ولعبت شبكة الانترنت دوراً أساسياً في توسيع الحركة وانتشارها. وتواصلت الحشود واجتمعت إلى حد كبير عن طريق موقع “تويتر”، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مثل “فيسبوك” و”ميت أب”.
وقد شهدت مدن العالم من شرق آسيا الى أوروبا وأميركا الشمالية يوم السبت احتجاجات نددت بالرأسمالية وعدم المساواة والازمة الاقتصادية لكنها جميعا مرت في سلام الا في روما، التي عادت الاوضاع فيها الى طبيعتها يوم الاحد الماضي بعد أن أشعل محتجون ملثمون ينتمون الى جماعة “الكتلة السوداء” النار في سيارات وهاجموا بنوكا وألقوا الحجارة عليها.
وقال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني “يجب ان يدينهم الجميع بلا أي تحفط”. وقالت صحيفة “لا ستامبا” “مرة أخرى أظهرنا للعالم شذوذ ايطاليا واليوم مرة أخرى يجب أن نشعر بالخزي”. وقال رئيس بلدية العاصمة جياني أليمانو ان المدينة ستعاني لفترة طويلة من “الضرر المعنوي” لهذه الاحداث. وجاءت الانتقادات للاحتجاجات في روما رغم أنها كانت أكثر سلمية بمراحل من تظاهرات تشهدها بعض الدول العربية يدخل عليها الطابع المسلح، والتي بدورها تحظى على مباركة غربية.
وتظاهر عشرات الالوف في لشبونة ومدريد أيضا يوم السبت. وأجج غضب المتظاهرين الاسبان حصول مسؤولين كبار في بنوك محلية خاسرة على مرتبات بملايين اليورو في الوقت الذي تشهد فيه البلاد نسبة بطالة مرتفعة وتقشف شديد في الانفاق.
لكن درجة الاقبال على المشاركة كانت أقل في معظم الدول. وقال تروي سيمونز (47 عاما)، خلال احتجاج في نيويورك حيث بدأت حركة “احتلوا وول ستريت” التي استلهم منها هذا اليوم العالمي من الاحتجاجات، “الناس لا يريدون المشاركة بأنفسهم. ويكتفون بمشاهدة الاحتجاجات في التلفزيون”. وفي نيويورك ألقي القبض على العشرات “لارتكابهم مخالفات بسيطة”. وقالت شرطة شيكاغو انها القت القبض على نحو 175 محتجا في ميدان بوسط المدينة حيث نصب بعضهم الخيام ونشروا حقائب النوم. ولم تتح على الفور تفاصيل التهم الموجهة اليهم. وشهدت مدن أخرى في الولايات المتحدة وكندا مظاهرات سلمية ومتواضعة الحجم.
وفي ولاية أريزونا قال صحفيون ومتظاهرون إن نحو 40 شخصا اعتقلوا في حديقة فينيكس بسبب بقائهم هناك بعد الوقت المحدد قانونا.
وفي ميامي، وهي المدينة التي نادرا ما تستضيف مظاهرات حاشدة، شارك ما لا يقل عن ألف شخص وسطها بمن فيهم شباب ومتقاعدون نددوا بجشع الشركات والبنوك والحروب.
وقال ناثانييل براون وهو طالب في واشنطن “سأبدأ حياتي كراشد وانا مديون وهذا ليس عدلا”. وأضاف “ملايين المراهقين في انحاء البلاد سيبدأون مستقبلهم بالديون، فلماذا تجري تغذية كل هذه الشركات بالمال طوال الوقت بينما لا يستطيع اي منا الحصول عليه”.
وفي كندا، تظاهر المئات في قلب منطقة تورونتو المالية، وأعلن بعض المتظاهرين الاعتصام لأجل غير مسمى في سانت جيمس بارك، كما جرت احتجاجات في مدن أخرى في جميع أنحاء كندا.
ولم تنته موجة الاحتجاجات تماما يوم الاحد. فقد اعتصم المئات أمام كتدرائية سان بول في وسط لندن وتوعدوا باحتلال الموقع لاجل غير محدد تعبيرا عن غضبهم بسبب الازمة الاقتصادية العالمية. وكانت المجموعة حاولت السيطرة على المنطقة الواقعة امام بورصة لندن يوم السبت. وبعد أن أحبطت الشرطة هذه المحاولة انتقلت المجموعة الى الكتدرائية الواقعة بجوار الساحة التي تضم بورصة لندن حيث نصبوا نحو 70 خيمة واعتصموا هناك ليلة الاحد. وقال البعض انهم سيبقون هناك أطول فترة ممكنة.
وشارك محتجون في اليابان وفي أنحاء جنوب شرق اسيا في الاحتجاجات لكن بأعداد لم تتجاوز المئات على الاكثر. ولم تشهد سنغافورة أي احتجاجات. وبدا ان صحيفة صنداي تايمز الموالية للحكومة تفخر بعدم الاقبال على التظاهر في سنغافورة بعد فشل دعوة للتجمهر في منطقة رافلز بليس بحي المال. وتساءلت الصحيفة على صفحتها الاولى فوق صورة لثلاثة من أفراد الشرطة في برافلز بليس والساحة حولهم شبه خالية “ما الذي ينقص هذه الصورة”؟
وفي طوكيو تجمع كثيرون للشكوى من التسرب الاشعاعي من محطة فوكوشيما النووية بعد سبعة اشهر من زلزال عنيف أعقبته أمواج مد عاتية.
وفي مكسيكو سيتي في المكسيك، تجمع بضع مئات احتجاجا على “استغلال” النخب الثرية. وفي مدينة تيخوانا الحدودية، تجمع حوالي مائة متظاهر بمن فيهم طلاب جامعات احتجاجا على عدم وجود فرص عمل للخريجين.
أوروبيا، كانت البرتغال مسرحا لأكبر الاحتجاجات، حيث شارك أكثر من عشرين ألف شخص في مسيرة بالعاصمة لشبونة، وعدد آخر مماثل في أوبورتو ثانية كبرى المدن بالبلاد، بعد يومين من إعلان الحكومة عن حزمة جديدة من الإجراءات التقشفية.
واخترق المئات سياجا فرضته الشرطة حول البرلمان في لشبونة واحتلوا درجه الرخامي، وردد المتظاهرون “هذه الديون ليست ديوننا”، وطالبوا بخروج صندوق النقد الدولي من البلاد.
وفي باريس احتشد نحو ألف محتج أمام مبنى المجلس البلدي للمدينة، بالتزامن مع اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين بعد تجمعهم في ضاحية بيليفل التي يقطنها أبناء الطبقة العاملة.
وفي مدريد نظم نحو ألفي شخص مسيرة إلى ميدان بويرتا ديل سول، رفعوا فيها لافتات تقول “كفى مسكنات.. القتل الرحيم للبنوك”.
وفي ألمانيا، تجمع الآلاف في برلين وهامبورغ ولايبزيغ وخارج البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت على وقع صيحات “لن نبيع مستقبلنا للبنك المركزي الأوروبي”.
واحتشد متظاهرون سلميون في بارادبلاتز الميدان الرئيس في المركز المالي بمدينة زيوريخ السويسرية، فيما سجل احتجاج صغير في دبلن بإيرلندا. وفي أمستردام نصبت نحو 50 خيمة في ساحة البورصة، وتجمع نحو 300 شخص في الساحة قبل ظهر الأحد الماضي.
وشهدت جنوب أفريقيا مظاهرات مماثلة في مدن رئيسة منها جوهانسبرغ ودوربان وكيب تاون، وركزت المظاهرات في جوهانسبرغ على أحوال البورصة، وحمل عشرات المتظاهرين لافتات بعثت برسائل سياسية منها “فلتنصتوا للشعب” وفـ”ليتقاسم الشعب الثروات”.
وفي سيدني نظم نحو ألفي شخص، بينهم ممثلون عن السكان الأصليين واشتراكيون وممثلون عن النقابات العمالية، احتجاجا خارج البنك المركزي الأسترالي.
وفي أوكلاند، كبرى مدن نيوزيلندا، شارك نحو ثلاثة آلاف شخص في احتجاج حيث رددوا هتافات وقرعوا الطبول.
Leave a Reply